الخميس، 12 ديسمبر 2024

06:58 ص

من الحرق بالزيت إلى سحق الرؤوس.. ألوان التعذيب في سجون الأسد

صورة جوية لسجن صيدنايا

صورة جوية لسجن صيدنايا

A A

وصف الصحفي البريطاني ديفيد باتريكاراكوس، السجون السورية بأنها تجسيد لأهوال لا يمكن تصورها، حيث وثقت 72 نوعًا من أساليب التعذيب، في شهادة تكشف عن مدى وحشية النظام السوري خلال حكمه.

شهادات الناجين: أهوال خلف قضبان المزة

في عام 2019، أجرت نيويورك تايمز مقابلات مع ناجين من السجون السورية، من بينهم غباش، الذي نجا من سجن المزة العسكري في دمشق، ووصف غباش المعاملة اللاإنسانية قائلاً: "كان هناك حارس يُلقب بـ’هتلر‘ يجبر السجناء على تقمص أدوار حيوانات لتسلية ضيوفه، ومن يفشل يعاقب بالتعذيب الوحشي".

مذكرات موت المعتقلين في السجون

أضاف غباش أن السجناء كانوا يُعلقون عراة ويُرشون بالماء البارد في الشتاء، بينما لقي المئات حتفهم أمام عينيه بسبب المرض والإهمال والتعذيب.

حتى يوم الإعدام، كان المعتقلون يُضربون بوحشية قبل نقلهم إلى مراكز أخرى لشنقهم.

وأردف: "عانى الناجون كثيرًا حيث كانت أعينهم معصوبة باستمرار، وكانوا قادرين على سماع أصوات الصراخ والتعذيب كل يوم، لدرجة أصبحوا قادرين على التمييز بين أصوات الأحزمة والكابلات الكهربائية، والضرب على الحائط".

سوريون يحفرون الأرض بحثًا عن زنازين 

 قصص سادية من صيدنايا

وقال ديفيد: “منذ سقوط الأسد وأنا أرى فصائل المعارضة يقتحمون السجون، ويخرجون النساء الباكيات، والأطفال الأبرياء، بينما في مقاطع أخرى ترى الرجال وهم يحفرون الصفائح الفولاذية للوصول إلى طبقات السجن المدفونه تحت الأرض”.

وأضاف: “في مقطع لن أنساه رأيت رجل مقيد على سرير بلا حراك، لدرجة أنه بدا كدمية، وأشار إلى أن بعض السجناء المفرج عنهم كانوا يعتقدون أن صدام حسين هو من حررهم، ما يعكس مدى انقطاعهم عن العالم الخارجي”.

صورة من داخل سجن صيدنايا

وتابع: "هذه السجون هي رموز للعنف الممنهج الذي مارسته الدولة لقمع المعارضة. التعذيب، الاغتصاب، القتل، كلها كانت أدوات في يد النظام بلا تمييز بين الرجال والنساء والأطفال".

"قيصر" يفضح الفظائع

ويزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك أكثر من 157 ألف معتقل منهم 5274 طفلًا، و10221 امرأة، بينما هناك 15 ألفا قد لقوا حتفهم بسبب التعذيب، منذ بداية الثورة عام 2011.

كما أنه وثق قرابة الـ72 طريقة للتعذيب، وتشمل صعق الأعضاء التناسلية، والحرق بالزيت، أو المبيدات الحشرية، أو الحديد الساخن، بالإضافة إلى سحق الرؤوس بين الجدران وأبواب الزنزانة، أو باستخدام آلة ضغط الجسد وغرس الإبر والدبابيس في جسد السجناء، لا سيما حرمانهم من الملابس أو الاستحمام، وغيرها.

صور من داخل سجن صيدنايا

وثقت ملفات قيصر، التي تضم أكثر من 55 ألف صورة لمعتقلين تعرضوا للتعذيب في السجون السورية، هذه الانتهاكات بشكل لا يدع مجالًا للشك، حيث جسدت الصور التي سُربت عام 2013 عبر مصور سابق للشرطة العسكرية وحشية ومنهجية نظام الأسد.

عنف جنسي 

تروي مريم خليف، إحدى الناجيات، تجربتها المروعة حيث تعرضت للاغتصاب المتكرر أثناء اعتقالها بتهمة تقديم مساعدات طبية للمعارضة، ووصفت احتجازها في زنزانة لا تتجاوز 3 أقدام مع ست نساء أخريات، قائلة: "كانوا يأخذون الفتيات الجميلات ليلاً إلى مكتب رئيس الفرع الأمني، حيث يتعرضن لاعتداءات جنسية مروعة من قبله هو وأصدقائه".

صيدنايا: المسلخ البشري

لقطة جوبة لسجن صيدنايا

يعتبر سجن صيدنايا، الواقع خارج دمشق، رمزًا وحشيًا للقمع السوري. وفقًا لمنظمة العفو الدولية، شهد السجن عمليات إعدام جماعية خاصة في أيام الاثنين والأربعاء. وقد وثق التقرير آلاف الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا المسلخ البشري.

فراغ السجون بعد 13 عاما

فرحة امرأة خارج سجن صيدنايا

مع سقوط نظام الأسد، أُفرغت السجون السورية من المعتقلين، الذين تراوحت انتماءاتهم بين الأبرياء والمتطرفين. 

ورغم المخاطر المترتبة على إطلاق سراح بعضهم، فإن هذا اليوم يُعد تاريخيًا للسوريين الذين عانوا طويلاً.

search