الاتحاد الأوروبي يخصص 22 مليون يورو لتطوير 4 محافظات بمصر

أعلنت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي أي زد) مصر، انتهاء المرحلة الأولى من مشروع بناء القدرات من خلال تطوير البنية التحتية في المناطق الحضرية، الذي تم تنفيذه بتمويل مشترك من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في الهيئة العامة للتخطيط العمراني وصندوق التنمية الحضرية.

وخلال احتفالية، أوضحت الوكالة أنه تم إطلاق المشروع بهدف تعزيز التنمية الحضرية المستدامة في مصر وتحسين البنية التحتية في المناطق الحضرية الأكثر احتياجًا، ويسعى إلى تعزيز القدرات المحلية، ودعم الخدمات الأساسية، وتحقيق تكامل مجتمعي يساهم في تقليل الهجرة غير الشرعية.

المرحلة الثانية من مشروع بناء القدرات

وأعلن مدير فريق التحول الأخضر والمستدام في وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، لورينزو فينجوت هارينجتون، أن الاتحاد سيواصل دعمه للعمليات التنموية في مصر، حيث يستعد لتقديم الدعم الكامل للمرحلة الثانية من المشروع، التي تهدف إلى استكمال تطوير البنية التحتية في المناطق الحضرية.

وذكر هارينجتون، أنه تم تخصيص 75 مليون يورو خلال نوفمبر الماضي لتحسين الخدمات الأساسية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المعرضة بشكل خاص للهجرة المنتظمة في مصر. 

من جانبها، أكدت وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، أهمية تعزيز التعاون بين الكيانات الوطنية والدولية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة، حيث يعد أحد الأسس الرئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تطوير مناطق حضرية

وفي السياق نفسه، أشار رئيس صندوق التنمية الحضرية، المهندس خالد صديق، إلى أن الشراكة مع الوكالة كانت مثمرة، مشيرًا إلى الانتهاء بنجاح من المرحلة الأولى من خطة تطوير عدد من المناطق الحضرية في ثلاث محافظات. 

وكشف صديق، بدء المرحلة الثانية من المشروع بتمويل من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي في أربع محافظات هي الجيزة، أسوان، القليوبية، والإسكندرية، بميزانية تصل إلى 22 مليون يورو، والتي من المتوقع أن تنطلق في يناير 2025.

وأكد نائب رئيس التعاون الألماني بالسفارة الألمانية بالقاهرة، كارل موريتز لايفجن، أن مشروع بناء القدرات من خلال تطوير البنية التحتية في المناطق الحضرية يُعد نموذجًا بارزًا للشراكة الناجحة مع وزارة الإسكان.

وأوضح لايفجن، أن المشروع، على مدار أربع سنوات، تبنى نهجًا تشاركيًا متكاملًا لمواجهة التحديات الحضرية، ما ساهم في تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 750 ألف شخص في ثلاث محافظات، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من المشروع، التي انطلقت منذ عام 2020، شملت تنفيذ 17 إجراءً لتحسين البنية التحتية و15 تنظيمًا إداريًا وحضريًا في المناطق المستهدفة. 

وأضاف أن الإنجازات شملت تحسين خدمات الصحة والتعليم والنقل والشباب والبيئة، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدًا أن المشروع مكن أكثر من 800 شخص من خلال برامج التدريب المهني، وحسّن مرافق صحية تخدم حاليًا أكثر من 140 ألف نسمة، كما تم تطوير بيئات تعليمية تخدم أكثر من 7300 طالب من خلال ترميم المدارس وبناء منشآت جديدة، وإعادة إحياء مساحات عامة استفاد منها أكثر من 185 ألف شخص.

وأعلن أن المرحلة الثانية من المشروع ستشمل محافظات الجيزة والإسكندرية وأسوان، بهدف الاستمرار في معالجة التحديات الحضرية وتحسين الظروف المعيشية.

محافظة أسيوط

من جانبه، أشاد محافظ أسيوط، اللواء هشام أبو النصر، بالتعاون مع الوكالة الألمانية، حيث يسهم المشروع في دعم المجتمع المحلي والحد من الهجرة غير الشرعية بين المحافظات، من خلال توفير فرص عمل وتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل.

وأضاف أبو النصر أن التعاون أثمر عن تنفيذ مشروعات عدة في أسيوط، من بينها تطوير موقف أبنوب وتحويله إلى سوق حضاري، وتحديث مرافق تعليمية ورياضية لتحسين جودة الحياة في المحافظة، مؤكدًا أن المحافظة تبذل جهودًا كبيرة لتقليل ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم اللازمة لسوق العمل.

كما أكد أن المنطقة التكنولوجية في أسيوط الجديدة ومدارس الشركة المصرية للاتصالات WE، التي تأسست مؤخرًا، ساهمت بشكل كبير في تأهيل كوادر متخصصة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والحاسب الآلي، ما يعزز فرص العمل للشباب.

محافظة البحيرة

من جانبها، أوضحت محافظ البحيرة، جاكلين عازر، أن المحافظة شهدت تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية بالتعاون مع الوكالة وصندوق التنمية الحضرية، أبرزها تطوير منطقة السوق القديم بمدينة إدكو، الذي يُعد أكبر تجمع لبيع الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك، حيث تم تصميم السوق بشكل عصري يتسم ببنية تحتية قوية، مع الحفاظ على مظهر حضاري وتوفير نظام فعال لجمع المخلفات.

وأضافت عازر، أن مدينة إدكو شهدت أيضًا إنشاء حديقة عامة تم تجهيزها بمساحات كبيرة للأطفال ومكتبة داخلية، لتوفير بيئة ترفيهية وثقافية متكاملة، كما تم تطوير شارع رئيسي يربط الحديقة بالسوق لتعزيز سهولة التنقل، فضلًا عن تدريب مجموعة من العاملين في الجمعيات الأهلية على تشغيل وإدارة الحديقة لضمان استدامة الخدمات وتطويرها بشكل مستمر.

محافظة القليوبية

وأكد محافظ القليوبية، أيمن عطية، أن التعاون أسفر عن العديد من النماذج الناجحة، مثل تطوير المدارس في القرى الأكثر احتياجًا، وعلى رأسها مدينة الخصوص، وتسعى المحافظة لاستمرار هذا التعاون لتطوير المناطق الأكثر احتياجًا، مثل الأسواق العامة، وتحويلها إلى مناطق حضارية تقدم خدمات تناسب احتياجات المواطن.

وأضاف عطية، أن العمل جاري لتطوير عدد كبير من مدن القليوبية، حيث تم إنشاء ممشى أهل مصر في مدينة بنها، وتطوير أجزاء كبيرة من مناطق شبرا، بينما يجري العمل على تحديث مناطق أخرى تطل على نهر النيل، لتوفير متنفس للمواطنين، مؤكدًا تطوير القناطر الخيرية بالتعاون مع مختلف الجهات المانحة، لتحويلها إلى وجهة سياحية.

محافظة أسوان

من جهة أخرى، صرح محافظ أسوان، إسماعيل كمال، بأن أسوان تعد ضمن محافظات المرحلة الثانية لتطوير عواصم المحافظات بالتعاون مع الوكالة وصندوق التنمية الحضرية، حيث توجد مجموعة من المشروعات التنموية المعدة للمرحلة القادمة، يبدأ تنفيذها في يناير المقبل.

وتحدث كمال عن خطة إنشاء أسواق جديدة لضم الباعة الجائلين، على أن تتولى الوكالة تنفيذ المشروع بالكامل، موضحًا أن من بين المشروعات التي سيتم تنفيذها تحسين البنية التحتية في القرى التابعة لمحافظة أسوان، خاصة في مجالي المياه والصرف الصحي.