الجمعة، 10 يناير 2025

01:42 ص

دكتور طارق سعد
A A

عودة الإمبراطور.. تحدي طارق نور بقيادة المتحدة

أحد أعمدة الشاشة المصرية لعقود طويلة.. أول من صنع الإعلان التليفزيوني المصور بمادة جماهيرية جذابة بصناعة متطورة تقفز فوق زمن تصويره حتى أن مواده الإعلانية مرت من الثمانينات حتى الآن وتحتفظ بنفس بريقها وجاذبيتها وجماهيريتها أيضاً.. حتى أغنياتها الخاصة التي تحمل بصمة صوته ما زالت تحقق نجاحات على مدار الأجيال دون أن يطولها أي غبار أو يظهر عليها علامات الزمن.

"طارق نور" ليس مجرد اسم لصانع إعلان ولكنه حفر لنفسه اسماً مصقولاً بصناعة الإعلام أيضاً بتخصصه بشكل مميز وفارق في صناعة مجموعات من البرامج الجماهيرية التي حققت نجاحات كبرى، وفي نفس الوقت هي برامج إعلانية بمعنى أنها جاذبة للإعلانات التي تتهافت عليها لمجرد وجود اسمه على عقودها ليخرج "طارق نور" من المنافسة تماماً ويظل عقوداً متربعاً على عرش الصناعة الفنية للإعلان والإعلام لسنوات طويلة، وهو أيضاً الاسم الوحيد في هذا المجال الذي ترتبط به الجماهير لهذا العمر وتقدره وتمنحه ثقة غير مطلقة غير مشروطة.

غياب "طارق نور" الجزئي بشكل كبير عن الصورة منذ فوضى 2011 صنع فراغاً كبيراً شعر به الجميع وبصمته الغائبة وضحت وافتقدت الشاشة بريقها بشكل كبير بغيابه عنها، ويظل الجميع يهمس ويتساءل: كيف لرجل بهذا الثقل والوزن والخبرات مُبعداً عن الصورة ولا يتم استغلاله بالشكل الأمثل في الوقت الذي نبحث فيه عن عقل يعمل خارج الصندوق ويصنع عامل الجذب للشاشة المهجورة؟

وهو التساؤل الذي كان على لسان المشاهد العادي الذي ارتبط بأعماله وصنع معها ذكرياته على مدار عمره.

مفاجأة عودة "طارق نور" للصورة ليست في هذا الإطار فقط، ولكن أن يعود "الإمبراطور" كما يُطلق عليه دائماً رئيساً لشركة "المتحدة" للخدمات الإعلامية هي المفاجأة الكبرى خارج الصندوق تماماً والتي قوبلت بعاصفة من الفرحة والاحتفاء وهو ما يعكس حقيقة مهمة هي أن "طارق نور" بعقله وخبراته وتفرده صنع من نفسه أسطورة يعشقها الجماهير كرجل صناعة إعلان وإعلام وليس ممثلاً أو مطرباً أو لاعب كرة في حالة فريدة ونادرة لا تتكرر بسهولة لكنها نتيجة لقدرته الخاصة على لمّ شمل الأسرة حول شاشة التليفزيون منذ بدايته حتى وإن كان يقدم" بروموهات" فقط لقناته الفضائية الجديدة في افتتاحها فيذهب الجمهور إليها خصيصاً وتحقق أعلى نسب مشاهدة متفوقة على محتوى خرائط فضائيات قائمة.
هذا هو تحديداً ما ينقص إعلامنا .. عنصر الجذب المفقود رغم كل المجهود المبذول إلا أنك دائماً تشعر أنه "ناقص حاجة" أو “ناقص حتة”.. دائماً هناك جزء غير مكتمل والحقيقة أن هذا الجزء تحديداً هو سر الخلطة.. فتستطيع أن تأكل طعاماً شهياً بمذاق رائع في كل مرة من "شيف" مختلف .. ولكن هناك دائماً الـ "شيف" المميز الذي تجد عنده هذا الطعام نفسه بمذاق مميز ساحر وربما هذا ما أدركته "المتحدة" من خلال سعيها المستمر للتطوير في شخص "طارق نور" وهو ما يحسب لها تماماً أن تقوم بتغييرات كل فترة من تلقاء نفسها بشكل مرن يتماشي مع تعرجات الخطوط البيانية للمشهد ككل وهو أيضاً ضمان استمرار النجاح واستكمال المشوار.

ماذا سيفعل "طارق نور" بعدما جاء على رأس "المتحدة" بمثابة وزير إعلام؟

هذا هو السؤال الذي ينتظر الجميع إجابته فهو المختلف المميز دائماً.. ما الجديد الذي سيقدمه لهذه الصناعة التي ترهلت بشكل كبير.. الجميع ينظر لـ "طارق نور" نظرة الجمهور للساحر فهو الوحيد القادر على الإبهار ولكن التحدي هذه المرة كبير وخطير فلم يعد لاعباً في الفريق ولكنه أصبح رئيسه ومسئولية الإبهار أصبحت أكبر وأثقل.

لا شك أن ملف الإعلام به ندبات كثيرة وتصدعات أيضاً ويحتاج معالجات غير تقليدية في ظل الظروف الملتهبة التي نعيشها بما يحيط بنا، أهمها ضخ دماء جديدة وإعادة الثقة فيه وإنتاج مختلف لأشكال مختلفة من البرامج تستطيع جذب المشاهد وقدرة على مخاطبته واستقطابه وتقدم شيئاً قادراً على إبهاره مع تحقيق أرباح مناسبة أيضاً في ظل السوق المفتوح تماماً بمنافسة شرسة تتربع على عرشها المنصات الرقمية وهو ما سيستدعي من "الإمبراطور"  أن يدعم منصة "Watch it" بقوة بما يناسب حدة المنافسة.

قيادة "المتحدة" ليست نزهة ولا نوع من الوجاهة ولكنها عبء ضخم إما أن يصنع المجد أو ينهي تماماً .. باختصار "ليفيل الوحش".. أنت وصلت للمباراة النهائية ولا مجال للتعويض.

"طارق نور" مصدر ثقة كبيرة ويمتلك بجانب رصيدها أيضاً رصيداً غير عادي من الحب يرفع سقف الطموحات كثيراً وجعل مجرد شعاره مصدر طمأنة.. ولكن الملعب أكبر في مباراة أصعب على بطولة هي الأغلى والأخطر في توقيت حساس للغاية وهو ما تترقبه "المتحدة" أيضاً.....

الجميع ينتظر.. ينتظر "طارق نور"!

title

مقالات ذات صلة

search