الإثنين، 23 ديسمبر 2024

12:47 م

خبراء: الجنيه سيعاود الارتفاع أمام الدولار في هذا الموعد

الدولار والجنيه المصرى

الدولار والجنيه المصرى

A A

توقع بنك الاستثمار العالمي جولدمان ساكس، أن يعاود الجنيه المصري ارتفاعه مقابل الدولار، مع انحسار الموجة الموسمية الراهنة لتخارج تدفقات الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة من السوق المصرية. 

وقال الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "جولدمان ساكس"، فاروق سوسة، إن الانخفاض الراهن في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار سببه الأساسي ارتفاع المستحقات المرتبطة بأذون الخزانة قصيرة الأجل التي جرى إصدارها في وقت سابق من العام الحالي. 

جني أرباح

وأضاف سوسة، في تصريح لوكالة أنباء بلومبرج، أن المستثمرين في أدوات الدين المصرية يميلون بنهاية العام إلى جني الأرباح لذا يحدث إغلاق للمراكز وتخارج دون ضخ تدفقات جديدة، أي معاودة شراء أذون خزانة جديدة بعد انتهاء آجال تلك التي حل موعد استحقاقها، خاصة وأن وزارة المالية المصرية قاومت حتى وقت قريب رفع العائد في عطاءات الأذون. 

وتابع: “من المتوقع أن يتجه البنك المركزي المصري خلال الربع الأول من العام 2025 لخفض أسعار الفائدة من مستوياتها القياسية الحالية، لذا الأرجح أن تميل وزارة المالية لإصدارات أكبر من أذون الخزانة عبر كافة الآجال، بما في ذلك سندات الخزانة طويلة الأجل، الأمر الذي سيمنح المستثمرين فرصة للعودة إلى سوق أدوات الدين المصرية، ما سيعزز قيمة الجنيه مقابل الدولار، ليعاود الارتفاع”. 

وأكد أن مصر أقدمت على خفض قيمة الجنيه في مارس بصورة كبيرة، ومن المفترض أن يمر الجنيه بموجة تصحيح ليستعيد جزءا من خسائره إلا أن هذا لم يحدث بعد.  

حركة الجنيه مقابل الدولار الأمريكي منذ 2022 - بلومبرج

ووصل سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه إلى مستوى قياسي جديد، حيث سجل في بعض البنوك مستوى 50.83 جنيه للشراء و50.92 جنيه للبيع، ليواصل الجنيه تراجعه المستمر منذ قرابة 6 أسابيع، في مؤشر على التزام البنك المركزي المصري بسياسة مرونة سعر الصرف. 

وفي وقت سابق قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد ارتفاعاً أو انخفاضاً في حدود 5% خلال الفترة المقبلة.

جاذبية أذون الخزانة المصرية

من جانبها، قالت محللة الأصول السيادية لدى شركة "تي رو برايس" رزان ناصر، في تصريح لـ"بلومبرج" إن مشتريات المستثمرين من أذون وسندات الخزانة المصرية كانت قوية للغاية في أعقاب صدور قرار تحرير سعر الصرف في مارس، ومن الطبيعي أن نرى مع قرب حلول نهاية العام تصفية لبعض المراكز الأمر الذي يشكل ضغطا على سعر الجنيه ويرفع الطلب على الدولار. 

وأضافت أنه من المتوقع أن يخفف الجنيه وتيرة تراجعه مع مطلع العام وعودة بعض المستثمرين الأجانب لشراء أدوات الدين المصرية، لافتة إلى أن أصحاب الأموال الساخنة الذين يسعون وراء الاستفادة من ارتفاع أسعار الفائدة ما زالوا ينظرون إلى السوق المصرية باعتبارها فرصة جاذبة. 

وأظهر استطلاع للرأى حديث أجراه بنك "إتش إس بي سي" أن مصر تعد السوق "الأكثر شعبية" في منطقة الشرق الأوسط من وجهة نظر المستثمرين الناشطين في أسواق الدين حيث يرون أنها تتمتع بنظرة مستقبلية إيجابية.

ارتفاع الاحتياطي الأجنبي 

وأشارت رزان ناصر إلى أن أي ضغوط على الجنيه نتيجة لارتفاع العجز الخارجي سيكون من السهل إدارتها، نظراً لاستمرار ارتفاع الاحتياطيات الدولية لدى البنك المركزي المصري منذ مطلع العام، الأمر الذي من المرجح أن يعزز قيمة الجنيه. 

واعتبر مدير محافظ الاستثمار لدى بنك الاستثمار العالمي مورجان ستانلي، حسين خطاب، أن تحركات الدولار الأخيرة تعكس مرونة سعر الصرف في السوق المصرية الأمر الذي يجب أن يدفع المستثمرين على المدى الطويل للشعور بالارتياح، مؤكدا أن الإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي وتنفذها الحكومة المصرية بما فيها مرونة سعر الصرف تعد ترياق الازدهار بالنسبة الاقتصاد المصري.  

search