الأحد، 22 ديسمبر 2024

04:49 ص

في ذكرى وفاتها.. هدى شعراوي قاصر تحدت العادات والتقاليد

هدى شعراوي

هدى شعراوي

A A

نشأت الناشطة هدى شعراوي، المدافعة عن حقوق المرأة، في ظروف قاسية، فلم يكن يمنعها فرض قيود صارمة على حركة النساء وحرياتهن من مواصلة نشاطها الحقوقي وتحدي عادات المجتمع التي كانت مترسخة قبل بداية القرن العشرين.

ولدت هدى شعراوي عام 1879 في مدينة المنيا لعائلة ثرية ذات نفوذ، ونشأت في القاهرة تحت نظام الحريم الذي فرض قيودًا على المرأة، منها عدم ظهورها في العلن وحرمانها من التعليم، فضلًا عن الزواج المبكر للفتيات.

زواج هدى شعراوي

في سن الثالثة عشرة، عندما كانت هدى قاصر فُرض عليها الزواج من ابن عمها، علي شعراوي، الذي كان يكبرها بأكثر من أربعين عامًا، وجاء هذا الزواج كتقليد عائلي باعتباره الوصي عليها، لكنه وضع هدى أمام تحديات نفسية وعاطفية، ما جعلها تنفصل عنه في سن الـ 14 لمدة سبع سنوات، استطاعت خلالها أن تركز على تعليمها وتثقيف نفسها، متجاوزة التقاليد التي تقيد النساء بحياة منزلية خالية من الطموح.

تحدي هدى شعراوي للعادات

رغم الضغوط العائلية التي دفعتها للعودة إلى زوجها عام 1900، لم تتخل عن أحلامها أو تطلعاتها، وأنجبت طفلين، لكنها وجدت في نشاطها الاجتماعي والسياسي متنفسًا لتحدي الوضع القائم، وأسست أول عيادة طبية تديرها نساء في عام 1908، ما اعتُبر بدايةً لتحرير النساء من القيود الاجتماعية.

هدى شعراوي وتغيير العادات

بعد وفاة زوجها، حولت هدى شعراوي تركيزها إلى النضال من أجل حقوق المرأة، وانتقدت علنًا زواج القاصرات، ودعت إلى رفع سن زواج الفتيات إلى 16 عامًا والفتيان إلى 18 عامًا.

 كما ناضلت تعدد الزوجات وطلاق الرجل من طرف واحد، وطالبت بإصلاح قوانين الأحوال الشخصية، مما شكّل تحديًا كبيرًا للتقاليد السائدة.

هدى شعراوي تخلع النقاب

خلعت هدى النقاب علنًا عام 1923 في محطة قطار القاهرة كرمز لتحررها من قيود الحريم، وأسست الاتحاد النسائي المصري الذي قاد النضال من أجل حقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، كما ألهمتها رحلاتها إلى أوروبا واحتكاكها بقيادات الحركة النسائية الفرنسية لتطبيق رؤى تحررية جريئة في مصر، فضلًا عن دورها الكبير في اجتماعات النساء إبان ثورة 1919 لمقاطعة لجنة ملنر والتمسك باستقلال مصر.

وفاة هدى شعراوي 

هدى شعراوي لم تكن مجرد ناشطة نسوية، بل رمز للتحدي والصمود في وجه تقاليد مجتمعية أرادت تقييد المرأة، فكانت قصتها مصدر إلهام لجيل كامل من النساء الباحثات عن الحرية والمساواة، حتى وفاتها عام 1947 عن عمر ناهز الـ68 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالثورات.

search