الأربعاء، 08 يناير 2025

05:42 ص

التهديد يتسلل إلى المدارس.. التأثيرات النفسية لـ "الديب فيك"

ضحايا الديب فيك..أرشيفية

ضحايا الديب فيك..أرشيفية

مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، باتت مقاطع الفيديو المزيفة التي تُعرف باسم "الديب فيك" تشكل مصدر قلق كبير داخل المدارس، هذه التقنية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور ومقاطع فيديو تبدو حقيقية، لكنها في الواقع مزورة، أصبحت سلاحًا رقميًا يهدد السمعة والأمان النفسي والاجتماعي، وفقًا لـ CNN الأمريكية.

أرقام حول الديب فيك

وفقًا لدراسة حديثة أجراها مركز الديمقراطية والتكنولوجيا، قال إن 40% من الطلاب و29% من المعلمين كانوا على دراية بفيديو مزيف لشخص مرتبط بمدرستهم تم تداوله خلال العام الدراسي الماضي. 

والأمر الأكثر إثارة للقلق أن 15% من الطلاب و11% من المعلمين أبلغوا عن علمهم بوجود صور حميمة مزيفة جنسيًا لأشخاص داخل المدرسة.

الأضرار النفسية والاجتماعية للديب فيك

أوضحت المحامية ليندسي ليبرمان أن ضحايا الديب فيك غالبًا ما يعانون من أضرار نفسية شديدة مثل القلق، والاكتئاب، وحتى اضطراب ما بعد الصدمة. 

كما أن تأثيراته الاجتماعية تمتد إلى الإضرار بالسمعة وفقدان الثقة، ما يجعل من الصعب على الضحايا المضي قدمًا في حياتهم الشخصية والمهنية.

وأضافت ليبرمان أن بعض الضحايا يلجأون إلى خدمات باهظة الثمن لمحاولة إزالة المحتوى من الإنترنت، مما يزيد من الضغوط المالية عليهم.

دور المدارس والأهل في المواجهة

على الرغم من خطورة هذه الظاهرة، أظهرت الدراسة أن العديد من المدارس تتعامل مع المشكلة بعد وقوعها فقط، وتركز على معاقبة الجناة بدلاً من توفير الدعم اللازم للضحايا.

كما أفاد أكثر من نصف الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور بأنهم لم يتلقوا أي توجيهات أو سياسات واضحة من مدارسهم للتعامل مع هذا النوع من الاعتداء.

لذا، تقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة لتثقيف أبنائهم حول خطورة هذه المقاطع، ليس فقط من خلال منعهم من إنشائها، ولكن أيضًا من التفاعل معها بأي شكل من الأشكال.

كيف نحمي الأطفال من الديب فيك

  • التقليل من استخدام وسائل التواصل: تنصح ليبرمان بالتقليل من استخدام الأطفال لهذه المنصات قدر الإمكان، وعند استخدامها، يجب شرح أهمية إعدادات الخصوصية ومعرفة الأشخاص الذين يتفاعلون معهم.
  • توعية الأطفال بمخاطر الديب فيك: ينصح الخبراء بإجراء محادثات مفتوحة مع الأطفال لتعزيز التعاطف وتوضيح الأضرار النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تحدث.
  • أن تكون قدوة: يجب على الأهل تبني ممارسات إلكترونية آمنة، وتعليم الأطفال كيفية التفاعل بحذر مع المحتوى الرقمي.
  • طلب المساعدة عند الحاجة: يمكن للضحايا أو أولياء أمورهم التواصل مع الشرطة أو المنظمات غير الربحية للحصول على الدعم النفسي والقانوني.

التعامل مع ضحايا الديب فيك

أكدت الدكتورة ديفورا هيتنر، مؤلفة كتاب "النشأة في الأماكن العامة"، على أهمية دعم الضحايا من خلال تعزيز شعورهم بالقوة والقدرة على التعافي بدلاً من اعتبارهم "محطمين". 

وأضافت: "يجب أن نوفر لهم مجتمعًا داعمًا يساعدهم على المضي قدمًا، مع الاعتراف بشجاعتهم في مواجهة التحديات".

search