الأربعاء، 08 يناير 2025

03:51 م

تقوي الخرسانة.. هل تُشيّد مباني المستقبل من نفايات القهوة؟

بقايا القهوة

بقايا القهوة

اكتشف باحثون في جامعة ريميت الأسترالية، طريقة مبتكرة لاستخدام بقايا القهوة، وتحويلها إلى مكوّن يجعل الخرسانة أقوى بنسبة 30%، ما يؤشر إلى أن مباني المستقبل قد تعتمد بنسبة ما في تشييدها على نفايات القهوة.

وتقدم نتائج الدراسة حلًا لاثنين من التحديات البيئية الرئيسية، هي: تراكم نفايات القهوة، والطلب المتزايد على الموارد اللازمة لإنتاج الخرسانة، وفقًا لصحيفة “لا راثون” الإسبانية.

وينتج العالم كل عام 10 مليارات كيلوجرام من نفايات القهوة، ينتهي معظمها في مدافن النفايات، ما يؤدي إلى توليد انبعاثات الغازات الدفيئة.

وفي الوقت نفسه، تواجه صناعة البناء والتشييد زيادة في الطلب على الخرسانة، وهي مادة تستهلك كميات كبيرة من الموارد الطبيعية مثل الرمال، ما يؤدي إلى تفاقم الأثر البيئي.

يكمن مفتاح هذا الاكتشاف في عملية تسمى "التحلل الحراري"، حيث يتم من خلالها تسخين مخلفات القهوة إلى درجات حرارة عالية (أكثر من 350 درجة مئوية) في غياب الأكسجين، وتحويلها إلى كربون مسامي يُسمى “الفحم الحيوي”.

ويمكن دمج هذه المادة الغنية بالكربون بشكل فعال في مصفوفة الأسمنت، ما يحسّن قوتها دون التأثيرات السلبية للنفايات العضوية في حالتها الطبيعية.

ورغم اكتشاف الباحثين أن الخرسانة مع الفحم الحيوي للقهوة أقوى، فإنهم لم يقيّموا بعد متانتها على المدى الطويل، خاصة في ظل الظروف القاسية مثل دورات التجميد والذوبان.

ويستكشف الفريق أيضًا إمكانية استخدام النفايات العضوية الأخرى، مثل الخشب ومخلفات الطعام، لإنتاج الفحم الحيوي.

هذا الاكتشاف لن يساعد فقط في تقليل حجم نفايات القهوة التي تذهب إلى مدافن النفايات، بل يمثل أيضًا خطوة نحو اقتصاد دائري يحافظ على الموارد الطبيعية مثل الرمال، التي يؤثر استخراجها بكميات كبيرة على البيئة.

ويثق علماء جامعة ريميت بأن هذا النهج المبتكر سيساعد في التخفيف من الآثار البيئية لكل من النفايات الخرسانية والعضوية.

search