السبت، 11 يناير 2025

06:57 م

لوس أنجلوس في مواجهة مثلث النار.. لماذا يصعب السيطرة على الحرائق؟

حرائق الغابات

حرائق الغابات

شهدت مدينة لوس أنجلوس واحدة من أكثر الحرائق المدمرة في تاريخها، مما يثير التساؤل حول كيفية نشوب حرائق الغابات وأسباب استمرارها على هذا النحو الكارثي، رغم التقدم العلمي والتقني.

أسباب اشتعال حرائق الغابات

ووفقًا للموقع الإخباري البيئي earth.org، تنشأ حرائق الغابات نتيجة مزيج من العوامل الطبيعية والبشرية، تتصدرها الظروف الجوية كالجفاف، ودرجات الحرارة العالية، والرياح القوية القائمة، حيث تؤدي إلى تجفيف النباتات، مما يجعلها قابلة للاشتعال.

وأشارت دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications عام 2023 إلى أن التغير المناخي يساهم في زيادة شدة وتكرار حرائق الغابات عالميًا، فالحرارة المرتفعة، الناتجة عن الاحتباس الحراري، تُطيل موسم الحرائق، بينما تُقلل من فرص استعادة الغابات لعافيتها بين المواسم.

حرائق الغابات

وتحدثت الدراسة عن أن خطر اندلاع الحرائق ينشأ عن ثلاثة عوامل رئيسية، هي:

  1. الوقود الجاف مثل الأوراق والعشب والفروع والمواد العضوية الأخرى.
  2. الأكسجين في الهواء.
  3. الحرارة التي تؤدي للاشتعال والحرق.

الشرارة الأولى: تدخل الطبيعة والبشر

يشار إلى قدرة البرق العشوائي في إشعال بعض الحرائق، بينما يعتبر النشاط البشري هو السبب الرئيسي في معظم الحالات، إذ  تشير بيانات إدارة الغابات الأمريكية إلى أن 85% من حرائق الغابات في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير كانت نتيجة الإهمال البشري، مثل التخييم غير الآمن أو التخلص غير الصحيح من أعقاب السجائر، ما يترتب عليه حدوث حرائق مهولة.

حرائق الغابات

مثلث النار

وتنتشر الحرائق بسرعة بسبب ما يُعرف بـ"مثلث النار": الوقود (النباتات الجافة)، الأكسجين (الرياح)، والحرارة، هذه العناصر تتفاعل لتخلق عواصف نارية يمكن أن تقطع مسافات شاسعة في وقت قصير، فوفقًا للدراسة التي أجراها فريق من جامعة كاليفورنيا، فإن الرياح العاتية تُضخم سرعة انتشار النار بنحو 16 ضعفًا في المناطق الجافة مقارنة بالمناطق الرطبة.

مثلث النار سبب حرائق الغابات

لماذا يصعب السيطرة على الحرائق؟

تُظهر الحرائق الكبيرة تحديًا كبيرًا أمام فرق الإطفاء، إذ تعيق الرياح العاتية محاولات السيطرة وتعيد إشعال النيران في مناطق تم إخمادها، إضافة إلى ذلك يشير تقرير لمنظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" إلى أن التضاريس الصعبة مثل الجبال والغابات الكثيفة تُعرقل جهود الإطفاء.

فيما تمثل الحرائق حلقة مدمرة تعزز التغير المناخي، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تطلق حرائق الغابات كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى، مما يساهم في زيادة الاحتباس الحراري.

صورة تعبيرية عن الاحتباس الحراري

الحلول العلمية والوقاية من ظاهرة احتراق الغابات

وفي مواجهة هذا الخطر المتزايد، طورت الأبحاث العلمية استراتيجيات للحد من الحرائق، مثل تقنيات المراقبة بالأقمار الصناعية للكشف المبكر، وإنشاء خطوط عازلة لمنع انتشار النيران. 

ويشار هنا إلى أهمية تعزيز التوعية لدى المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق المعرضة للخطر، وعلى الرغم من الجهود الجبارة لإخماد الحرائق ومنعها، يبقى تغير المناخ تهديدًا رئيسيًا يُفاقم من حدتها، إذ أن احتواء هذه الأزمة يتطلب تعاونًا عالميًا عاجلًا يتجاوز الحلول المؤقتة إلى معالجة جذور المشكلة.

search