الخميس، 30 يناير 2025

07:28 م

سدد دينك واظهر شجاعتك.. الجلد بـ"الكرباج" تحية الأصدقاء للعريس السوداني

الجلد في أفراح السودان

الجلد في أفراح السودان

عادة قد تكون غريبة على مجتمعنا المصري، لكنها مألوفة ومتوارثة في العديد من المناطق بدولة السودان، حيث لا يمر الحضور أو المعازيم في الأفراح من أصدقاء العريس، دون أن يتعرض للجلد بـ"الكرباج".

ومؤخرًا، انتشر مقطع فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه عريس سوداني يجلد أصدقائه بالسوط “الكرباج”، في ليلة زفافه، ما أثار جدلًا بين المتابعين.

الجلد بالسوط

في مقطع فيديو متداول على المنصات الاجتماعية، يظهر أحد الشباب وهو يجلد أقرانه في ليلة الزفاف، وعلى وقع الأنغام السودانية، فيما لم يبد أصدقائه أي انزعاج من آلام السوط، على العكس كانوا يبتسمون ويرقصون فرحًا بعرس صديقهم.

البطان عادة سودانية

ويُعد استخدام السوط عادة تقليدية في السودان، ومألوفة لدى الكثير من القبائل هناك، خاصة “ الجعليين”، وهي قبيلة تقع في شمال البلاد، وتمارس تلك الطقوس حفاظًا على التقاليد في حفلات الزفاف فيما يسمى “البطان”، معتقدين أن الضرب بالسوط أو البطان، وسلية لإظهار الشجاعة والفروسية والصبر عند الرجل، وفقًا لصحيفة “إندبندت” البريطانية.

لكن مع نفوذ قبيلة “الجعليين” أصبح جلد الشباب في الأفراح جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات بأنواعها، حيث يصطف أصدقاء العريس في وضع يسمح لهم بتلقي الضربات، على ظهر عارِ أو وهو مُرتديًا ملابسه، إما لإظهار التقدير للعريس أو لسداد دين قديم، ومن لا يتحمل الجلد يصبح غير جدير بصداقة العريس.

الهدف من الجلد

ووفقًا لتصريحات شيخ قبيلة الجعليين، مختار سالم، لـ"إندبندت"، قال: "الجلد يعني الفروسية، واخترنا السوط في الضرب لأنه أكثر إيلامًا، ويختلف عن العصا التي قد تتسبب في الموت".

وأضاف: "هناك أنواع من الجلد، منها الجلد الشرفي في الأفراح، ويكون بغرض مجاملة العريس، والجلد التنافسي، ويكون بهدف لفت انتباه الفتيات في الأعراس".

ردود فعل المتابعين

تباينت ردود الفعل على المقطع المنتشر، فمنهم من أيد الفكرة، باعتبارها عادات متأصلة لدى الشعب السوداني وسببًا للفخر، ومنهم من عارضها، مُعتبرين أنها عادات لا تتناسب مع العصر، وآخرون علقوا عليها بسخرية.

وعلق أحد المتابعين على المقطع المنتشر ساخرًا، بقوله: "رسالة إلى أصدقائي السودانيين، إذا فكر أحدكم يتزوج. بمجرد تفكيرك، أعتبر صداقتنا انتهت للأبد".

جانب من التعليقات

وعلق آخر: "من العادات والتقاليد عندنا في السودان في الأفراح، وهي تعبر عن الرجولة والشجاعة والفخر بثبات، وشجاعة أصدقاء وأهل وأقارب العريس".

search