الثلاثاء، 11 فبراير 2025

03:17 م

بذكرى وفاته.. عادل أدهم الشرير الظريف لم يحب صوره لهذا السبب

عادل أدهم

عادل أدهم

A .A

عادل أدهم فنان شامل ومختلف عن كثير من أقرانه في تاريخ السينما المصرية، إذ تنوعت أدواره بين تقديمه للشخصية الشريرة وأخرى كانت مركبة في تكوينها الدرامي.

وتمر اليوم الذكرى الـ28 لوفاة الشرير اللطيف الفنان عادل أدهم، إذ رحل عن عمر ناهز الـ67 عامًا، بعد صراع مع المرض.

بداية مسيرته

بدأ مسيرته من خلال تقديمه لدور صغير لشخصية راقص في فيلم “ليلى بنت الفقراء”، حتى تخصص في تقديم نفس الدور في مشاهد صغيرة بأفلام عدة، ما أصابه بالإحباط فترك مجال التمثيل وقرر العمل في بورصة القطن بالإسكندرية، والذي نجح فيه وذاع صيته إلى أن جاء التأميم فقرر السفر.

وسرعان ما تراجع أدهم عن الفكرة بعدما قابل المخرج أحمد ضياء، الذي شد على يده وأخذ بها إلى عالم الفن والإبداع، حيث قدّمه في فيلم “هل أنا مجنونة” سنة 1964، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للفنان عادل أدهم.

قدّم عادل أدهم للسينما ما يقرب من 84 عملًا فنيًا، ومنها: “حافية على جسر الذهب، ثرثرة فوق النيل، هي والشياطين، أخطر رجل في العالم، السمان والخريف، يوم واحد عسل، كيف تسرق القنبلة الذرية، المرأة التي غلبت الشيطان، الراقصة والطبال، الحب وحده لا يكفي، الانتقام، عصر الذئاب، السلخانة، صفقة مع امرأة، سواق الهانم، علاقات تحت الماء، الفرن، اتنين على الطريق” وغيرها.

عادل أدهم "برنس" أدوار الشر 

برع عادل أدهم في أدوار الشر التي كانت الأبرز في مسيرته، وساعده في ذلك صوته الغليظ وملامحه الحادة، كما تميز بأسلوبه الساخر وطريقته الفريدة في الأداء، ما جعله يقدم شخصية الشرير بأسلوب لا يخلو من خفة الظل، ليلقب مع مرور السنين بـ"الشرير الظريف".

وأطلق عليه لقب “برنس السينما المصرية” لنجاحه في تقديم أدوار أخرى متنوعة، كالبواب والباشا ورجل الأعمال وصاحب المخبز، إذ تنوعت أعماله ما بين الشر والدراما، ولم تخلو أيضًا من خفة الظل أحيانًا.

عادل أدهم من فيلم الفرن

إفيهات عادل أدهم جزء من الثقافة الشعبية

ترك الفنان عادل أدهم بعد وفاته بصمة خاصة، من خلال العديد من الإفيهات، التي لا تزال متداولة حتى اليوم، ومنها:

"أنا مش إنسان.. أنا عزيز" – من فيلم حافية على جسر من ذهب (1976).

"ادبح يا زكي قدرة" – من فيلم السلخانة (1982).

"هنرقص دانس.. يا روح أمك" – من فيلم الفرن (1984).

"نتقابل في جهنم بقى.. ما إحنا لو دخلنا الجنة مش هنلاقي حد نعرفه" – من فيلم علاقات مشبوهة (1996).

"شعر ولا دقن.. يا روح أمك" – من فيلم الشيطان يعظ (1981).

عادل أدهم “أشهر عازب في الوسط الفني”

لم يكن لقب “الشرير اللطيف”، هو اللقب الوحيد الذي أطلق على الفنان الراحل عادل أدهم، إذ أُطلق عليه "أشهر عازب في الوسط الفني"، حتى سبعينيات القرن الماضي، وفضّل إبقاء حياته العاطفية بعيدة عن الأضواء. 

في النهاية تزوج الفنان عادل أدهم من السيدة لمياء السحراوي، التي كانت تصغره بحوالي 25 عامًا، إلا أن زواجهما لم يسفر عن أبناء.

كراهية عادل أدهم للمسرح 

عادل أدهم، الفنان صاحب الموهبة والتاريخ الكبير، فاجئ جمهوره في أحد لقاءاته السابقة مع الإعلامي مفيد فوزي، بكراهيته للمسرح، وأنه لا يحب العمل في المسرح لأنه يكره التكرار.

وأشار، في نفس اللقاء إلى أنه شخصية تشعر بالملل طوال الوقت، موضحًا أنه يحب التغير بشكل مستمر حتى في وجهه، فضلًا عن أنه لم يعلق بمنزله أي صور له حتى لا يشعر بالملل عند رؤية نفسه بنفس الشكل كثيرًا.

وفي سياق متصل، أكد عادل أدهم، أن السينما تمنحه الفرصة للتجدد المستمر في كل دور، بعكس المسرح الذي يتطلب تقديم نفس الأداء يوميًا، وهو ما لا يتناسب مع شخصيته المحبة للتغيير.

عادل أدهم 

مرض ورحيل عادل أدهم

في سنواته الأخيرة، عانى من المرض وسافر إلى باريس للعلاج، برفقة صديقه الفنان سمير صبري، لكنه عاد إلى مصر، حيث وافته المنية يوم الجمعة 9 فبراير 1996، في مستشفى الجلاء العسكري، عن عمر ناهز 67 عامًا، إذ ترك خلفه إرثًا فنيًا حافل بالأدوار التي خلدّته في ذاكرة السينما المصرية.

جوائز وتكريمات عادل أدهم 

نال العديد من الجوائز تكريمًا لمسيرته الفنية، منها جوائز من هيئة السينما والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. كما حصل عام 1985 على جائزة مهرجان الفيلم العربي في لوس أنجلوس، وتم تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1994، بالإضافة إلى المهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية عام 1996.

search