السبت، 22 فبراير 2025

12:21 ص

ليلى مراد.. صوت شجي لم يتطلع خلف الفن وآذان الفجر جذبها للإسلام

ليلى مراد

ليلى مراد

في مثل هذا اليوم، 17 فبراير 1918، ولدت واحدة من أعظم نجمات الغناء والسينما العربية ليلى مراد، والتي حفر صوتها العذب ومسيرتها الفنية الاستثنائية مكانة خالدة في قلوب محبيها.

ولدت ليلى مراد باسم ليليان زكي إبراهيم مراد مردخاي، في حي الظاهر بالقاهرة، وسط عائلة يهودية مصرية اشتهرت بوطنيتها، لكنها لاحقًا اعتنقت الإسلام.

بدأت ليلى مراد موهبتها تظهر في سن الرابعة عشرة، حيث غنت في الحفلات الخاصة، قبل أن تصبح نجمة في الإذاعة المصرية، مُقدمة أولى حفلاتها عام 1934 بأداء موشح "يا غزالًا زان عينه الكحل".

لم يكن طريق ليلى مراد إلى النجومية مفروشًا بالورود، فقد اضطرت إلى احتراف الغناء لدعم أسرتها بعدما تراجع دخل والدها، الموسيقار زكي مراد.

تمكنت ليلى مراد من تحقيق نجاح هائل، حيث تعاونت مع كبار الملحنين، أبرزهم محمد عبدالوهاب، محمد فوزي، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد، والقصبجي.

 ليلى مراد

ليلى مراد رحلة سينمائية قصيرة 

دخلت ليلى مراد عالم السينما عام 1935، بأداء أغنية في النسخة الناطقة من فيلم "الضحايا"، قبل أن تخوض أولى تجاربها التمثيلية عام 1937 بفيلم "يحيا الحب"، بجانب محمد عبدالوهاب، وعلى مدار 17 عامًا، قدّمت 28 فيلمًا فقط.

أشهر أفلام ليلى مراد

"غزل البنات" مع نجيب الريحاني ويوسف وهبي، إذ يعد هذا العمل من أعظم الأفلام الكلاسيكية، "ليلى بنت الريف"، "بنت الأغنياء"، "عنبر"، "شاطئ الغرام"، "الحبيب المجهول" وغيرها.

وشكّلت ليلى مراد ثنائيًا ناجحًا مع أنور وجدي، الذي لم يكن فقط شريكها في التمثيل، بل أصبح أيضًا زوجها ومنتجًا ومخرجًا لعدد من أفلامها، حيث أخرج لها سبعة أفلام بين عامي 1945 و1953.

كواليس دخول ليلي مراد الإسلام وإقامة أول مائدة رحمن 

أثارت الفنانة ليلى مراد، ضجة كبيرة بقرار اعتناقها الدين الإسلامي، خصوصًا لأنها أول فنانة يهودية تعلن إسلامها، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، وأعلنت الخبر للجميع قبل ليلة القدر.

وكشفت ليلى مراد كواليس دخلولها الإسلام، مؤكدة أنها كانت تستيقظ في آذان الفجر كل يوم، وتوقظ زوجها الفنان أنور وجدي، وتحدثه عن عظمة وجمال المؤذن وهو يقول: “الصلاة خير من النوم”، وطلبت منه اعتناق الإسلام وبإصرار.

بعد اصرار ليلى مراد على دخول الإسلام، ذهبت مع زوجها الفنان أنور وجدي إلى مشيخة الأزهر وأسلمت حينها، ثم أقامت أول مائدة رحمن في شارع شريف بوسط البلد.

اعتزال مفاجئ لـ ليلى مراد

في أوج شهرتها، قررت ليلى مراد الاعتزال عام 1955، بعد تقديم فيلم "الحبيب المجهول" مع حسين صدقي، ورغم أنها استمرت لفترة كمطربة في الإذاعة، إلا أنها ابتعدت تمامًا عن الأضواء، مُفضلة حياة هادئة بعيده عن الشهرة.

 ليلى مراد

اعترافات صادمة لـ ليلى مراد

في مقالة نشرت لها عام 1954 بمجلة "الكواكب"، تحدثت الفنانة ليلى مراد بصدق عن حياتها، قائلة: “أنا ابنة الحظين، الحظ الباسم والحظ العاثر، دارت بي عجلة الحياة في غير الدورة التي كنت أتمناها”.

وأضافت ليلى مراد: "الناس قالت عني مطربة ذات صوت شجي، لكني كنت أفضل أن أكون مدرسة أو زوجة مستقرة، لم أختر أن أكون فنانة، بل دفعتني الظروف لذلك عندما تعرض والدي لأزمة مادية، فاضطررت أن أكون ورقته الأخيرة على مائدة الحياة".

وتابعت: "بكيت كثيرًا خوفًا من الفشل، وسهرت الليالي لأصل إلى القمة، لكنني عندما وصلت لم أشعر بالراحة، لم أستعد راحة البال، وما زلت أبكي.. ليس خوفًا من الفشل، بل حزنًا على ما فات".

 ليلى مراد

إنجازات ليلى مراد على مدار مشوارها الفني

على مدار مسيرتها، قدّمت الفنانة ليلى مراد ما يقارب 1200 أغنية، وكانت صاحبة أعلى أجر في السينما المصرية، حيث حصلت على 13 ألف جنيه في إحدى الفترات، ورغم اعتزالها المبكر ظلت أغانيها تُسمع وأفلامها تُعرض وصوتها حاضرًا بين الأجيال التي جاءت بعد رحيلها.

search