الأربعاء، 02 أبريل 2025

03:05 ص

قبل الإطاحة به.. الأسد شكا لإيران من محاولات تركيا لعزله

إطلاق رصاص على لافتة لبشار الأسد

إطلاق رصاص على لافتة لبشار الأسد

خاطر عبادة

A .A

قال المسؤولون الإيرانيون إنه في أيامه الأخيرة في السلطة، أخبر الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الإيراني أن تركيا تساعد الفصائل المتمردة التي تسعى للإطاحة به.

قال مسؤولان إيرانيان لوكالة رويترز، إن الرئيس السوري بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة التي سبقت الإطاحة به من أن تركيا تدعم بشكل نشط الفصائل في هجومهم للإطاحة به.

ومع استيلاء قوات من هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة في السابق بتنظيم القاعدة، على المدن الكبرى وتقدمها نحو العاصمة، التقى الأسد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق في الثاني من ديسمبر.

وفي الاجتماع، أعرب الأسد عن غضبه إزاء ما وصفه بجهود تركيا المكثفة لإزاحته عن منصبه، بحسب مسؤول إيراني كبير.

وقال المسؤول إن عراقجي أكد للأسد استمرار دعم إيران ووعد بإثارة هذه القضية مع أنقرة.

وفي اليوم التالي، التقى عراقجي مع وزير الخارجية التركي حقان فيدان للتعبير عن مخاوف طهران العميقة إزاء دعم أنقرة لتقدم المتمردين.

وقال مسؤول إيراني ثان، لرويترز، إن "الاجتماع كان متوترا، وأعربت إيران عن استيائها من انحياز تركيا لأجندات الولايات المتحدة وإسرائيل ونقلت مخاوف الأسد"، في إشارة إلى دعم أنقرة للمتمردين وتعاونها مع المصالح الغربية والإسرائيلية في استهداف حلفاء إيران في المنطقة.

وقال المسؤول إن فيدان ألقى باللوم على الأسد في الأزمة، مؤكدا أن فشله في الانخراط في محادثات سلام حقيقية وسنوات حكمه القمعي كانت الأسباب الجذرية للصراع.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية مطلع على محادثات فيدان إن هذه ليست تصريحات فيدان بالضبط، وأضاف أن عراقجي لم يحمل أو ينقل أي رسائل من الأسد إلى تركيا، دون الخوض في التفاصيل.

وقال فيدان للصحافيين في العاصمة القطرية الدوحة الأحد إن نظام الأسد كان لديه "وقت ثمين" لمعالجة المشاكل القائمة في سوريا لكنه لم يفعل ذلك، بل سمح "بالتدهور البطيء وانهيار النظام".

وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة لخطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال إن أحد جيران سوريا كان له دور أيضا وما زال يقوم بهذا الدور، دون ذكر اسم الدولة لكنه بدا وكأنه يشير إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، من الداعمين الرئيسيين لجماعات المعارضة التي تهدف إلى الإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأدى سقوط الأسد إلى حرمان إيران وحزب الله اللبناني من حليف حيوي، فقد سمحت علاقات طهران بدمشق لإيران بنشر نفوذها عبر ممر بري من حدودها الغربية عبر العراق إلى لبنان لتوصيل إمدادات الأسلحة إلى حزب الله.

أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت الحرس الثوري في سوريا للحفاظ على حليفها في السلطة.

كما لعب حزب الله دوراً رئيسياً، حيث أرسل مقاتلين لدعمه، ولكن كان عليه أن يعيدهم إلى لبنان خلال العام الماضي للقتال في حرب مريرة مع إسرائيل، وهي إعادة انتشار أضعفت خطوط الحكومة السورية.

وانتهت 5 عقود من حكم عائلة الأسد يوم الأحد عندما فر إلى موسكو، حيث منحته الحكومة حق اللجوء، كانت إيران قد دعمت الأسد في الحرب الأهلية السورية الطويلة، وكان يُنظر إلى الإطاحة به على أنها ضربة كبيرة لـ "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وهو تحالف سياسي وعسكري يعارض النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في الشرق الأوسط.

search