في يومها العالمي.. هل تُقصي الدراما العربية لغة الضاد؟
أفلام ناطقة باللغة العربية الفصحى
منى الصاوي
تُواجه الهوية العربية تحديات متزايدة، يتمثل أبرزها في تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى في الأعمال الدرامية، الأمر الذي يُنذر بفقدان أحد أهم روافدها الثقافية.
وأصبحت الأعمال الدرامية الناطقة بالفصحى، التي شكلّت علامة فارقة في تاريخ الفن العربي، نادرة في وقتنا الحاضر.
الأعمال الدرامية الناطقة باللغة العربية الفصحى
يطرح "تليجراف مصر"، في اليوم العالمي للغة العربية، تساؤلات هامة حول مستقبل الدراما العربية، ودورها في الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية في عصر العولمة.
ويبقى السؤال الملح: هل سنشهد اندثارا كاملًا لهذه الأعمال؟ أم أن هناك فرصة لإعادة إحيائها والحفاظ على هذا الموروث الثمين؟
اللغة العربية في الدراما
الناقد الفني مصطفى الكيلاني، اعتبر أن غياب الأعمال الدرامية الناطقة باللغة العربية الفصحى يعكس أزمة ثقافية ولغوية عميقة.
وأشار الكيلاني إلى أن هيمنة اللهجات العامية وانتشار ثقافة الصورة السريعة أدى إلى تراجع مكانة الفصحى في الأعمال الدرامية، الأمر الذي يمثل تخليًا عن جزء أصيل من التراث والهوية.
وأكد أن الأعمال الدرامية بالفصحى ليست مجرد ترف فني، بل هي ضرورة ثقافية وحضارية تساهم في الحفاظ على اللغة العربية وتعزز الصلة بين الأجيال وتراثها وتاريخها.
أسباب تراجع الأعمال الناطقة باللغة العربية الفصحى
وأرجع الناقد الفني قلة إنتاج الأعمال الدرامية التاريخية الناطقة بالفصحى إلى سببين رئيسيين أولًا: ضعف الإمكانات المادية، إذ تشكل التكلفة الباهظة لإنتاج هذه الأعمال، التي تتطلب ديكورات وملابس ومواقع تصوير خاصة، عائقًا كبيرًا أمام شركات الإنتاج.
ثانيا: تركيز شركات الإنتاج على الأعمال الدرامية المعاصرة، حيث يفضل المنتجون الأعمال المعاصرة ذات التكلفة الأقل، حيث تحقق عائدًا ماديًا أسرع، في ظل ما وصفه بإعراض الدولة عن رعاية الأعمال التاريخية.
التمويل الضخم
وأوضح أن الأعمال الدرامية التاريخية تتطلب تمويلًا ضخمًا نظرًا لطبيعتها الخاصة، حيث تستلزم ديكورات وملابس ومواقع تصوير تاريخية، مما يشكل مغامرة مالية كبيرة تتحملها شركات الإنتاج.
وطالب الجهات المسؤولة بإعادة النظر في سياسات دعم الإنتاج الدرامي، وتوفير المخصصات المالية اللازمة لإحياء هذه الأعمال التي تشكل جزءًا هامًا من التراث العربي.
التعبير باللغة العربية الفصحى
وأشار الكيلاني إلى قلة الممثلين الذين يمتلكون الثقافة والقدرة على التعبير بلغة عربية فصيحة سليمة، مما يشكل تحديًا إضافيًا أمام صناع هذه الأعمال.
ولفت إلى أن كتابة السيناريو التاريخي باللغة الفصحى تتطلب جهدًا مضنيًا في البحث والتدقيق قد يمتد لسنوات، على عكس الأعمال الاجتماعية التي قد تنجز في أشهر قليلة، مما يفسر ندرة كتاب السيناريو القادرين على إنجاز هذه المهمة.
وطالب بضرورة الاهتمام بتدريب الممثلين على اللغة الفصحى، وتشجيع كتاب السيناريو على خوض تجربة كتابة الأعمال التاريخية، من أجل إثراء الدراما العربية بهذه النوعية من الأعمال التي تساهم في الحفاظ على الهوية واللغة العربية.
أبرز الأعمال الفنية الناطقة بالفصحى
يذكر أن الدراما العربية أثرت المكتبة الفنية بأعمال خالدة ناطقة بالفصحى، فمن سيرة "الزير سالم" في صراعه القبلي، إلى تجسيد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، ووصولًا إلى "رسالة الإمام" الشافعي، استطاعت هذه المسلسلات أن تشكل علامات فارقة في تاريخ الدراما العربية.
ولم تقتصر الأعمال الفنية الناطقة بالفصحى على الشاشة الصغيرة فحسب، بل تم إنتاج أفلام تاريخية تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية والعربية، مثل فيلم "الرسالة" الذي يروي قصة بداية الدعوة الإسلامية، وفيلم "الناصر صلاح الدين" الذي يجسد بطولات القائد المسلم في مواجهة الصليبيين، فضلًا عن فيلم "وا إسلاماه" الذي يوثق الفتوحات الإسلامية في الأندلس.
-
05:12 AMالفجْر
-
06:45 AMالشروق
-
11:51 AMالظُّهْر
-
02:39 PMالعَصر
-
04:58 PMالمَغرب
-
06:21 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
دلهي تقلص مكاتب الأنشطة الصناعية 50% بسبب انخفاض جودة الهواء
18 ديسمبر 2024 08:41 م
فوضى في البوصلة.. القطب المغناطيسي ينتقل نحو روسيا
18 ديسمبر 2024 06:41 م
بعد إصابة رئيس الوزراء.. خطوات لحمايتك من نزلة البرد
18 ديسمبر 2024 05:41 م
"سقط فوق رأسه".. دب على شجرة ينهي حياة صيّاد أطلق عليه الرصاص
18 ديسمبر 2024 05:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً