محلل إسرائيلي: الانهيار الحقيقي لنظام الأسد بدأ منذ طوفان الأقصى

بشار الأسد
سيد محمد
لا تزال السرعة الدراماتيكية التي شهدتها عملية سقوط نظام بشار الأسد ودخول فصائل المعارضة إلى دمشق تثير التساؤلات، لا سيما مع استمرار الحرب السورية لمدة تزيد عن 13 عاما، نجح خلالها في بسط نفوذه على معظم سوريا، وخاصة مع الدور الإيراني الداعم والذي ساعده بشكل كبير على بقائه وإطاله أمد الحرب كل تلك السنوات.
وأرجع أفيرام بليش، المحلل السياسي الإسرائيلي الذي يشغل منصب نائب رئيس مركز القدس للدراسات الاستراتيجية والأمن والاتصالات، سبب عدم استمرار الدعم الإيراني للنظام خلال الحرب الأخيرة لعدة أسباب، مبينًا أن الانهيار الحقيقي لنظام الأسد بدأ منذ عملية طوفان الأقصى في قطاع غزة.
وأوضح المحلل الإسرائيلي، أن الحرب الإقليمية التي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي، هي السيناريو الذي ظل المعلقون الإيرانيون يحذرون منه منذ فترة طويلة، موضحًا أن طهران طلبت من زعيم حماس، يحيى السنوار، الانتظار لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة، وذلك نظراً للوقت الذي تحتاجه إيران وحلفاؤها للاستعداد لتنفيذها، ولكن السنوار اختار تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، بحجة أنها عملية فلسطينية، الأمر الذي "جر" الإيرانيين إلى محاولة خلق توازن بين "حماية فلسطين" و"منع التصعيد".
الوضع السوري“طوفان الأقصى”
وأكد بليش أن إسرائيل من جهتها بدأت "حرب إبادة" على قطاع غزة ولبنان، وأدرك الإيرانيون أنه كان من الخطأ التعمق في الحرب وعليهم أن يحاولوا ويحاولوا إيقافها في ضوء النتائج المخيبة لحماس وحزب الله، وهو ما قاد في الحقيقة للنتائج التي شهدتها الساحة السورية.
وبحسب المحلل السياسي الإسرائيلي، كما عرضت "نيويورك تايمز"، فقد جلست إيران عملياً على الهامش، وظهرت فجوة بين التصريحات الإيرانية والتوجيهات على الأرض بعدم القتال في سوريا، فضلاً عن انسحاب الميليشيات وبدء حوار مع المتمردين لضمان خروج القوات الإيرانية بسلام وحماية الأماكن الشيعية المقدسة في سوريا، وذلك مقابل عدم تورط طهران.
خسائر أذرع إيران في المنطقة
وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أنه من المهم عملياً التأكيد على أن إيران تدرك أن عورتها قد انكشفت ليراها الجميع عسكرياً، وذلك بعد الصراع الأخير الذي خاضه "محور المقاومة" على العديد من الجبهات، ودفع فاتورته الأكبر كل من حركة حماس وحزب الله، حيث لم تستطع إيران مساعدة الأسد في وضعه الحالي، خاصة بعد تصفية ضباط كبار في "الحرس الثوري" في سوريا في هجمات مستهدفة نسبت إلى إسرائيل.
كما لفت بليش، إلى أنه بعد الهجوم العنيف على أداة طهران الرئيسية على الخريطة في مواجهة إسرائيل، وهو حزب الله، حدثت عملية انهيار نظام الأسد، في عشرة أيام، حيث افتقرت إيران إلى القدرة على إرسال تعزيزات من جانب حزب الله، ومُنعت طائراتها من التحليق في الأراضي السورية، بأوامر من إسرائيل، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالميليشيات العراقية على يد الأمريكيين، وتم نقل هذه الرسالة من محور المقاومة.
ويزعم المحلل السياسي الإسرائيلي أن المشكلة الأهم كما تم تحليلها في طهران، هي أن إسرائيل من جانبها لم تتوقف في هجماتها سواء على غزة أو لبنان، وأدرك صانع القرار الإيراني أنه كما يحتاج حزب الله إلى إعادة التأهيل، فإن الإيرانيين يحتاجون أيضاً إلى أربع سنوات من الراحة لإعادة التأهيل والتعافي، ليس عسكرياً فحسب، بل أيضاً من أجل إعادة تأهيل رواية جديدة تبني الثقة لأنصار محور المقاومة، مما أدى إلى إحجام طهران عن المشاركة في القتال بسوريا.
واختتم بليش، أنه نتج عن ذلك في مجال الصورة الذهنية الذي لا يقل أهمية في الشرق الأوسط عن القتال على الجبهة، فإن صورة "محور المقاومة"، وصل إلى انهيار سريع مع الضربات الإسرائيلي لحزب الله والقضاء على قيادة التنظيم وبدلائه، وصولاً إلى دحول المعارضة السورية إلى دمشق.

أخبار ذات صلة
الشرطة الفرنسية تحقق في تهديدات تلقاها قضاة يعد الحكم على لوبان
01 أبريل 2025 11:17 م
البيت الأبيض: نفذنا أكثر من 200 ضربة ضد الحوثيين
01 أبريل 2025 10:12 م
انفجار لغم وأعطال.. سوريا بلا كهرباء
01 أبريل 2025 09:49 م
قتل في غارة إسرائيلية.. موعد تشييع جثمان القيادي بحزب الله حسن بدير
01 أبريل 2025 09:42 م
لافروف: لسنا بحاجة لوعود فارغة بشأن مبادرة البحر الأسود
01 أبريل 2025 08:33 م
الرئيس الروسي يقدم إقرارًا بدخوله ونفقاته في 2024
01 أبريل 2025 08:28 م
اجتماع مرتقب بين روسيا وأمريكا في إسطنبول لبحث عمل السفارات
01 أبريل 2025 07:58 م
أوكرانيا: اتفاق المعادن يجب ألا يتعارض مع مسار تكاملنا مع أوروبا
01 أبريل 2025 07:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً