الجمعة، 20 ديسمبر 2024

03:58 م

اجتنبوا موضة التخسيس الجديدة.. تحذير شديد اللهجة من حقن السكري

ارشيفية

ارشيفية

عبدالمجيد عبدالله   -  

A A

مضاعفات صحية بالغة، يتعرض لها بعض المواطنين بعد الحصول على حقن لإنقاص الوزن، جميعها مخصصة لعلاج السكري، وليس للتخسيس.

تحذيرات كثيرة في الأوساط الحكومية، مثل وزارة الصحة وهيئة الدواء، والمجتمع المدني، من مخاطر حقن السكري التي يستخدمها المواطنين للتخسيس، مثل السكسيندا والمونجارو والاوزيمبك وڤيكتوزا، دون اتباع نظام غذائي محدد أو وصفة طبية.

ونصحت هيئة الدواء المواطنين باستخدام الأدوية تحت إشراف الطبيب المعالج، مع عدم استخدام بعض الأدوية المخصصة لغرض علاجي آخر "أدوية علاج السكر وبعض المكملات الغذائية"، في المساعدة على نقصان الوزن. 

حقن التخسيس تمثل اختراعًا فعّالًا لعلاج النوع الثاني من السكري

أكد الدكتور علي عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية والإحصائية، أن حقن التخسيس تمثل اختراعًا فعّالًا لعلاج النوع الثاني من السكري، حيث تسهم في خفض الوزن وحماية القلب والضغط. 

وأوضح أن هذه الأدوية، التي تتوفر على هيئة أقراص وحقن، يجب وصفها من متخصصين وفق جرعات تصاعدية تناسب حالة المريض.

آثار جانبية خطيرة

أضاف عبدالله في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الاستخدام العشوائي لهذه الأدوية دون متابعة طبية يمثل خطرًا كبيرًا، حيث قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. 

أشار إلى أن الطبيب المتخصص فقط هو القادر على تحديد مدى الحاجة للعلاج أو إيقافه عند الضرورة.

زيادة الطلب وتحذيرات من المنتجات المهربة

كشف عبدالله أن الإحصائيات تظهر زيادة كبيرة في الطلب على هذه الأدوية، حيث ارتفع استخدام أحد الأنواع بمعدل 7 أضعاف، ونوع آخر بمعدل 14 ضعفًا خلال الفترة من 2021 إلى 2023. وأكد أن التقارير الأمريكية أشارت إلى نقص حاد في هذه الأدوية عالميًا، مما دفع إلى تهريبها إلى مصر، حيث قد تكون بعض المنتجات المهربة مغشوشة.

السوق السوداء

شدد عبدالله على ضرورة شراء الأدوية من الصيدليات العامة، محذرًا من التعامل مع السوق السوداء التي قد تحتوي على أدوية غير آمنة.

آثار جانبية وتحذيرات طبية

أوضح عبدالله أن هذه الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية تشمل الغثيان، والقيء، تقليل الشهية، الإمساك، عسر الهضم، وآلام المعدة. كما أشار إلى تحذيرات من استخدامها في حالات معينة، مثل الحمل والرضاعة، أو بين مرضى النوع الأول من السكري، نظرًا لخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو انسداد معوي.

السلوكيات الخاطئة في الاستخدام

انتقد عبدالله السلوكيات الخاطئة المتعلقة بوصف هذه الحقن من قبل غير المختصين، أو تبادل التوصيات بشأنها بين الأفراد دون أساس علمي. وأوضح أن استخدام هذه الأدوية يتطلب تقييمًا دقيقًا لحالة المريض، بما يشمل النظام الغذائي وموانع الاستخدام.

ارتفاع الأسعار وتهريب الأدوية

أشار عبدالله إلى أن أسعار هذه الأدوية مرتفعة، حيث يصل سعر بعض الأنواع، مثل "مونجارو"، إلى 30 ألف جنيه.

أكد أن دخول الأدوية إلى مصر يتم بطريقتين: إما رسميًا من خلال هيئة الدواء والشركات المرخصة، أو عبر التهريب، مما يعرض السوق لخطر انتشار المنتجات غير الآمنة.

المستحضرات مجهولة المصدر

قال مساعد رئيس هيئة الدواء والمتحدث الرسمي باسم الهيئة، الدكتور ياسين رجائي، إن هيئة الدواء حذرت من استخدام المستحضرات مجهولة المصدر التي تُروج لها بعض وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات لإنقاص الوزن وعلاج السمنة.

أكد رجائي في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن العديد من تلك الأدوية غير مسجل في قاعدة بيانات الهيئة، مما يعرض المستخدمين لمخاطر صحية بالغة نتيجة استخدام منتجات غير معلومة المكونات، داعيا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة، وأوصى بضرورة الرجوع إلى الجهات الرسمية واستشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل استخدام أي مستحضرات دوائية.

إجراءات رقابية مكثفة

صرح الدكتور يس رجائي، المتحدث الرسمي للهيئة، بأن الهيئة تنفذ حملات تفتيشية بالتعاون مع الجهات المعنية لضبط الصيدليات والوحدات الصحية، وتتبع الصفحات الإلكترونية التي تبيع الأدوية المهربة وغير المسجلة. 

وحدة الجرائم الإلكترونية الخاصة بالأدوية

أوضح أن وحدة الجرائم الإلكترونية الخاصة بالأدوية تضبط القائمين على ترويج هذه المنتجات، مع مصادرة الأدوية المخالفة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

التعامل مع حقن إنقاص الوزن

أكد مساعد رئيس الهيئة، أن استخدام الحقن المصرح بها لإنقاص الوزن يجب أن يكون تحت إشراف طبي، ويقتصر الحصول عليها من الصيدليات المرخصة.

شدد رجائي على عدم استخدام الأدوية المخصصة لأغراض علاجية أخرى، مثل أدوية السكر والمكملات الغذائية، لإنقاص الوزن إلا بعد اجتيازها الدراسات اللازمة لضمان مأمونيتها وفعاليتها.

أضرار جانبية محتملة

حذرت متحدث الهيئة من الأعراض الجانبية لبعض الحقن المستخدمة بغير غرضها المخصص، مثل الغثيان والقيء والإسهال أو الإمساك، وانخفاض مستوى السكر بالدم، خاصة لدى غير مرضى السكري.

خدمات إلكترونية للتواصل

أشار الدكتور ياسين رجائي إلى أن الهيئة تقدم خدمات إلكترونية للإبلاغ عن المخالفات المتعلقة بالأدوية عبر موقعها الرسمي، مثل خدمة "مخالفة" للإبلاغ عن المخالفات، و"إعلان غير ملائم" للتبليغ عن الدعاية المضللة، وخدمة "استشارة دوائية" للحصول على معلومات موثوقة.

شدد الدكتور يس رجائي على ضرورة التزام المواطنين بعدم التعامل مع الأدوية مجهولة المصدر أو شراءها من أفراد غير مرخصين، مع الاعتماد على الإشراف الطبي لضمان سلامة الاستخدام. 

أدوية السكري من النوع الثاني

من جانبه صرح محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، أن سوق أدوية السكري من النوع الثاني يشهد إقبالاً واسعاً بسبب استخدامها في التخسيس، مشيرًا إلى أن أبرز هذه الأدوية تشمل "أوزيمبك" الذي بلغ استهلاكه 128 ألف حقنة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر.

أوضح فؤاد في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر" أن الأثر الجانبي لهذه الأدوية يتمثل في خفض الوزن بمعدل يتراوح بين 8 إلى 12 كيلوجرامًا، وهو ما دفع بعض أطباء التغذية إلى وصفها لأغراض غير معتمدة.

تحذير من الاستخدام غير المصرح

أكد فؤاد أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم تعتمد هذه الأدوية لعلاج السمنة، مشيرًا إلى أنها ما زالت قيد الاستخدام كعلاجات للسكري.

وفاة ممرضة بريطانية

أضاف أن إحدى الحوادث الشهيرة التي أثارت الجدل حول هذه الأدوية هي وفاة ممرضة بريطانية، حيث ظهرت شبهات تربط هذه الأدوية بالواقعة.

تساءل فؤاد عن مدى التزام الأطباء بوصف هذه الأدوية وفقًا لتركيزات معينة للحالات، أو ما إذا كان الجمهور يعتمد على توصيات متبادلة دون الرجوع للمختصين.

نقص الأدوية في السوق

أشار فؤاد إلى أن نقص هذه الأدوية في الصيدليات يعود إلى سحبها من السوق وبيعها في صالات الجيم ومراكز التخسيس والتجميل بأسعار مرتفعة.

أبدى قلقه من انتشار شكوك بشأن غش بعض هذه الأدوية في السوق البريطانية، ما أثار تحذيرات أيضًا من وزارة الصحة المصرية.

غياب الرقابة على الإعلانات الطبية

لفت فؤاد إلى أن قانون الإعلانات الطبية رقم 171 لسنة 2017 لم يطبق بشكل صارم، حيث لم يتم تحرير أي محاضر ضد القنوات التي تروج لإعلانات طبية غير مرخصة، على الرغم من أن القانون يشترط موافقة هيئة الدواء على محتوى الإعلانات.

الإعلانات الممولة

أضاف أن الإعلانات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي تمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، مشبهًا إياها بإعلانات التدخين المضللة.

دعوة للمسؤولية المجتمعية

دعا فؤاد شركات الأدوية المنتجة لهذه العقاقير إلى تحمل مسؤوليتها المجتمعية، والعمل على كشف الجهات التي تقلد العلامات التجارية الأصلية، مشددًا على أن السوق المصري يمثل فرصة كبيرة، ولكنه يتطلب تنظيمًا ورقابة لحماية الصحة العامة.

search