قيادات الحكومة الانتقالية السورية.. أبرز الوزراء ورؤيتهم لإعادة البناء

أعلنت القيادة السورية الجديدة تشكيل حكومة المرحلة الانتقالية، في أول إجراء رسمي بعد سقوط نظام بشار الأسد ورحيله عن البلاد، لتبدأ سوريا مرحلة جديدة يشوبها الغموض نظرًا لأن أغلب الوزراء المكلفين لم يسبق لهم تصدر المشهد السياسي.  

وتزايدت التساؤلات حول هوية الوزراء الجدد وخلفياتهم المهنية وأبرز محطات حياتهم وعلاقتهم بالمشهد السياسي السوري خلال المراحل السابقة.

رئيس الوزراء محمد البشير

يشغل محمد البشير منصب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية السورية، وهو مهندس وسياسي سوري من مواليد 1983 في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، تولى المنصب في 10 ديسمبر 2024، عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

• النشأة والتعليم

حصل البشير على شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة حلب عام 2007، وإجازة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب عام 2021.

• المسيرة المهنية والسياسية

عمل في الشركة السورية للغاز حتى 2011، وأدار معهد الأمل التعليمي للأطفال المتضررين خلال الحرب، تولى حقيبة وزير التنمية في حكومة الإنقاذ السورية (2022-2023) ورئاسة الحكومة ذاتها بداية عام 2024.

• رئاسة الوزراء

كُلّف بتشكيل الحكومة الانتقالية في ديسمبر 2024 لقيادة البلاد نحو الاستقرار بعد سقوط النظام، في خطوة تُبرز دوره المحوري في إعادة بناء سوريا.

وزير الخارجية أسعد الشيباني

أسعد حسن الشيباني، المعروف أيضًا بأسماء مستعارة مثل "زيد العطار" و"أبو عمار الشامي"، ويشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة منذ 21 ديسمبر الجاري. 

لعب الشيباني دورًا محوريًا في تأسيس "جبهة النصرة" وتحوّلها إلى "هيئة تحرير الشام"، حيث قاد ملف العلاقات الخارجية، كما أجرى لقاءات خلال توليه إدارة الشؤون السياسية، مع مسؤولي وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية ودبلوماسيين، دون وجود تقارير علنية تشير إلى تورطه في قضايا قانونية أو اتهامات جنائية.

وزير الإعلام محمد يعقوب العمر

محمد يعقوب العمر، وزير الإعلام الحالي في الحكومة الانتقالية السورية، وُلد في خان السبل بمحافظة إدلب، ويحمل درجة الليسانس في العلوم السياسية مع دراسات عليا في الصحافة والإعلام، وتولى حقيبة الوزارة في 10 ديسمبر الجاري.

انخرط العمر في الثورة السورية منذ عام 2011، وأسهم في التغطية الإعلامية للمعارك بشمال سوريا بين 2012 و2019. 

كما شغل سابقًا منصب وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ السورية (2022-2024)، ويُعرف بدعمه لحرية الصحافة والتعبير، مع تعهده بمحاسبة الإعلاميين المتورطين في التغطية على جرائم النظام السابق.

ساهم العمر في تأسيس شبكة شام الإخبارية عام 2019، ويُتوقع أن يقود جهود إعادة بناء الإعلام السوري بما يتماشى مع أهداف المرحلة الانتقالية.

وزير الصحة ماهر الشرع

تم تعيين الدكتور ماهر الشرع، الطبيب المتخصص في الجراحة النسائية وعلاج العقم، وزيرًا للصحة في الحكومة السورية الانتقالية منذ 16 ديسمبر 2024. 

وُلد الشرع في دمشق عام 1973 ويحمل دكتوراه في العلوم الطبية ودبلومًا في إدارة النظم الصحية.

ويثير تعيين الشرع جدلًا واسعًا بسبب صلته بشقيقه أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، قائد هيئة تحرير الشام، حيث وُجهت انتقادات تتعلق بالمحسوبية وتوسيع نفوذ العائلة.

وزير العدل شادي محمد الويسي

يشغل شادي محمد الويسي، حاليًا منصب وزير العدل في حكومة الإنقاذ السورية بدورتها السادسة، وهو من مواليد حلب 1985، وتولى حقيبة وزارة العدل في 10 ديسمبر الجاري.

حصل الويسي على إجازة في الشريعة الإسلامية ودبلوم تأهيل تربوي، ويعمل على رسالة ماجستير في الدراسات الإسلامية والقضائية.

وبدأ مسيرته كمدرس وإمام وخطيب لمدة سبع سنوات، ثم دخل المجال القضائي من خلال تأسيس الهيئة الشرعية في ضهرة عواد، وتدرج في المناصب القضائية وصولًا إلى نائب عام، كما تولى عدة مناصب في حكومة الإنقاذ، منها عضو محكمة الجنايات المدنية ورئيس محكمة الاستئناف.

وزير الداخلية محمد عبد الرحمن

محمد عبد الرحمن، وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ السورية، وُلد عام 1985 في محمبل بإدلب، وانشق عن جيش النظام السوري عام 2012 لينضم للثورة. 

شغل عدة مناصب قيادية، منها إدارة جيش الفتح عام 2015، وتعيينه وزيرًا للداخلية في حكومة الإنقاذ 2022، وآخرها وزيرًا للداخلية في الحكومة الانتقالية 10 ديسمبر 2024.

وبعد توليه حقيبة الوزارة أعلن عن مبادرة لإعادة المنشقين عن النظام الذين دعموا الثورة، مشددًا على استمرار تسوية أوضاعهم، في خطوة لتعزيز الوحدة والاستقرار بالمناطق المحررة.

وزير الدفاع مرهف أبو قصرة 

مرهف أبو قصرة، المعروف بـ"أبو حسن الحموي" و"أبو الحسن 600"، هو مهندس زراعي من مواليد حلفايا بريف حماة، برز كقائد عسكري في "هيئة تحرير الشام" حيث قاد جناحها العسكري لخمس سنوات، وفي 21 ديسمبر 2024، تم تعيينه وزيرًا للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية من قبل أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، بهدف توحيد الفصائل المسلحة تحت إدارة وزارة الدفاع.

أبو قصرة حاصل على بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق، وعمل في مجاله قبل الحرب الأهلية السورية، حيث وظّف لاحقًا خبراته لدعم المعارضة المسلحة، وفي تصريحات سابقة لوكالة الصحافة الفرنسية، دعا إلى إزالة "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب وحل الفصائل المعارضة استعدادًا لدمجها في مؤسسة عسكرية وطنية موحّدة.

وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري

نذير محمد القادري، من مواليد دمشق عام 1970، سياسي وتربوي سوري يشغل حاليًا منصب وزير التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية منذ 10 ديسمبر 2024. 

حصل القادري على إجازة في التربية وماجستير في الإدارة التربوية من جامعة دمشق.

بدأ القادري حياته المهنية كمعلم للغة العربية في دمشق لمدة 18 عامًا، حيث ساهم في تطوير المناهج ورفع كفاءة المعلمين، ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، ركّز على دعم التعليم في المناطق المحررة وإيجاد حلول للتحديات التعليمية، شغل سابقًا منصب وزير التربية في حكومة الإنقاذ السورية.

من أبرز أولوياته الحالية تطوير المناهج الدراسية، وإزالة رموز حزب البعث وآل الأسد منها، وتحسين البيئة التعليمية بما يتماشى مع قيم الحرية والديمقراطية، كما يطمح القادري إلى بناء نظام تعليمي شامل يدعم إعادة بناء سوريا المستقبلية.

وزير الزراعة والإصلاح الزراعي محمد طه الأحمد

محمد طه الأحمد، من مواليد حماة عام 1982، يشغل حاليًا منصب وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة الانتقالية السورية منذ ديسمبر 2024. 

حصل الأحمد على شهادة الهندسة الزراعية من جامعة حلب (2007)، وماجستير في التقييم المالي والاقتصادي للمشاريع الزراعية من جامعة القاهرة (2012)، ودكتوراه في التنمية الزراعية من جامعة إدلب (2020).

وخلال مسيرته المهنية، لعب الأحمد دورًا بارزًا في الحراك الثوري وشغل عدة مناصب قيادية، من بينها إدارة "الإدارة المدنية للخدمات" ووزارة الاقتصاد والموارد في حكومة الإنقاذ السورية، كما قاد وزارة الزراعة والري في ذات الحكومة لعدة دورات متتالية.

وزير التنمية: فادي القاسم 

شغل فادي القاسم، منصب وزير التنمية في الحكومة الانتقالية السورية منذ 10 ديسمبر 2024، وسبق أن شغل نفس المنصب في حكومة الإنقاذ السورية. 

ويركز في عمله على تعزيز التنمية والشؤون الإنسانية، حيث ناقش احتياجات السكان مع مجلس الشورى في مارس 2024، وتفقد المشاريع السكنية في كفر جالس في أبريل 2024. 

كما أطلق في ديسمبر 2024، حملة لتوزيع 65 ألف ربطة خبز على سكان حلب المحررة، مما يعكس التزامه بتحسين الظروف المعيشية في سوريا.