الأحد، 22 ديسمبر 2024

11:36 م

نتنياهو: حققنا "انتصارا تاريخيا" وأعدنا تشكيل الشرق الأوسط

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أهم القرارات الاستراتيجية التي أسهمت في تحقيق ما وصفه بـ"انتصار تاريخي" لإسرائيل ضد حماس، وحزب الله، والمحور الإيراني. 

وقال نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن هذه الحرب أعادت رسم ميزان القوى في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنها لحظات حاسمة شكلت مفترق طرق في الصراع.

7 أكتوبر 2023 يوم حاسم

بدأ نتنياهو حديثه بالإشارة إلى يوم 7 أكتوبر 2023، واصفًا إياه بأنه نقطة تحول تاريخية، حيث قال: "في السابعة والنصف صباحًا، استيقظت على أخبار الهجوم، توجهت فورًا إلى مقر القيادة العسكرية في كيريا وأعلنت الحرب".

وأضاف أن هجوم حماس أدى إلى مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، مما جعل إسرائيل تواجه واحدة من أخطر التهديدات الأمنية في تاريخها.

حماس وحزب الله تهديد مزدوج

وأضاف نتنياهو: "في 9 أكتوبر، تحدثت إلى قادة المجتمعات المحاذية لغزة وطلبت منهم الصمود، مؤكدًا أن إسرائيل ستعيد تشكيل الشرق الأوسط".

رغم الضغوط العسكرية، رفض نتنياهو مقترحات بتحويل الأولوية لمواجهة حزب الله وترك حماس دون رد، وقال: "لا يمكننا خوض حرب على جبهتين في وقت واحد، يجب معالجة كل جبهة بشكل منهجي".

دعم أمريكي غير مسبوق

كما أشار نتنياهو إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل في 18 أكتوبر، والتي وصفها بأنها زيارة تاريخية، كونها الأولى لرئيس أمريكي خلال حرب، وقال: "دعم بايدن كان حاسمًا؛ أرسل مجموعتين قتاليتين لحاملات الطائرات، مما ساعد على تهدئة الجبهة الشمالية".

ورغم الدعم، اختلفت الرؤى بشأن كيفية مواجهة حماس، فبينما اقترح الأمريكيون التركيز على الضربات الجوية، أصر نتنياهو على ضرورة التدخل البري، قائلًا: "الضربات الجوية تُضعف العدو، لكنها لا تقضي عليه، هدفنا كان تدمير حماس بالكامل".

معركة رفح وقرار المواجهة

وكانت مدينة رفح نقطة استراتيجية مفصلية، وحذر الخبراء الأمريكيون من سقوط 20,000 قتيل في حال شن هجوم إسرائيلي شامل على المدينة، ومع ذلك، قال نتنياهو: "السيطرة على رفح كانت ضرورة حتمية لمنع إعادة تسليح حماس وضمان استقلالنا".

وأضاف رئيس وزراء إسرائيل: “عندما تقدمت القوات الإسرائيلية في مايو 2024، كانت الخسائر أقل من المتوقع، وتمكنت من قطع طرق الإمداد وقتل زعيم حماس يحيى السنوار”، وهو ما اعتبره نتنياهو ضربة قاصمة للتنظيم.

حزب الله. المفاجأة الكبرى

وأوضح نتنياهو: "كنا نعلم أن حزب الله يخفي صواريخه داخل المنازل، لذلك قمنا بتحذير المدنيين اللبنانيين عبر السيطرة على البث التليفزيوني قبل الهجوم".

وأضاف أن اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، كان لحظة فارقة في الحرب. وقال: "نصر الله كان ركيزة المحور الإيراني، ولم يكن مجرد تابع لإيران، بل كان يُحسن استخدام نفوذها".

إضعاف المحور الإيراني

وأكد نتنياهو أن الحرب وجهت ضربة قوية لإيران وحلفائها، موضحًا: "أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم حماس وحزب الله والنظام السوري، وكل ذلك تبدد في هذه الحرب، لقد دمرنا قدرتهم على إنتاج الصواريخ الباليستية، وسيحتاجون سنوات لإعادة البناء".

إعادة الإعمار ومستقبل السلام

ورغم الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن توقف العمليات العسكرية قبل القضاء التام على حماس، وقال: "لن نسمح بوجود تهديد على بعد 30 ميلاً من تل أبيب، استقلالنا ليس قابلاً للتفاوض".

وأضاف أن الانتصار في الحرب يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام في المنطقة، بما في ذلك إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية، وأشار إلى أن ذلك سيكون امتدادًا لاتفاقيات إبراهيم التي أُبرمت في عهد الرئيس ترامب.

إرادة الانتصار

واختتم نتنياهو حديثه بالتأكيد على أن الانتصار لم يكن عسكريًا فقط، بل كان اختبارًا لإرادة إسرائيل وقدرتها على المبادرة، قائلًا: "القوة ليست في الصواريخ والدبابات فقط، بل في الإرادة للقتال والانتصار، وهذا النصر يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويضع إسرائيل في موقع أقوى للمستقبل".

بهذه الكلمات، رسم نتنياهو صورة لما يعتبره إنجازًا تاريخيًا لإسرائيل، يُعيد تشكيل موازين القوى ويعزز موقع الاحتلال كقوة إقليمية في الشرق الأوسط.

search