الخميس، 26 ديسمبر 2024

06:37 م

لماذا تطرد الدول الأفريقية الجيش الفرنسي واحدة تلو الأخرى؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

 كان شهرًا مضطربًا بالنسبة لفرنسا وعلاقاتها مع مستعمراتها السابقة في أفريقيا، حيث يواجه نفوذها في القارة أكبر تحدٍ منذ عقود.

وبينما كانت باريس تعمل على صياغة استراتيجية عسكرية جديدة تهدف إلى تقليل بشكل حاد من وجودها العسكري الدائم في أفريقيا، وجهت لها اثنتان من أقرب حلفائها ضربة مزدوجة.

وأعلنت حكومة تشاد، التي تعتبر شريكة فرنسا الأكثر استقرارا ووفاء في أفريقيا، في يوم استقلالها، أنها ستوقف التعاون الدفاعي لإعادة تحديد سيادتها.

وفي مقابلة نشرتها بعد ساعات صحيفة لوموند الفرنسية، قال الرئيس السنغالي الجديد إنه "من الواضح" أن الجنود الفرنسيين لن يكونوا على الأراضي السنغالية قريبًا.

وأضاف الرئيس باسيرو ديوماي فايي "إن حقيقة أن الفرنسيين كانوا هنا منذ فترة العبودية لا تعني أنه من المستحيل التصرف بشكل مختلف".

وجاءت هذه التطورت في الوقت الذي تبذل فيه فرنسا جهوداً لإحياء نفوذها المتراجع في القارة، وكان وزير الخارجية جان نويل بارو يستكمل زيارته إلى تشاد وإثيوبيا، وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد اعترف للمرة الأولى بمقتل ما يصل إلى 400 جندي من غرب أفريقيا على يد الجيش الفرنسي في عام 1944.

وظلت السلطات الفرنسية صامتة لمدة 24 ساعة تقريبا بعد إعلان تشاد، وقالت أخيرا إنها في "حوار وثيق" بشأن مستقبل الشراكة.

وقال مجاهد دورماز، المحلل البارز في شركة فيريسك مابلكروفت للاستشارات العالمية للمخاطر، في إشارة إلى المنطقة القاحلة جنوب الصحراء الكبرى: إن قرار تشاد يمثل المسمار الأخير في نعش الهيمنة العسكرية الفرنسية ما بعد الاستعمارية في منطقة الساحل بأكملها.

وأضاف دورماز أن القرارات التي اتخذتها السنغال وتشاد هي جزء من التحول الهيكلي الأوسع في تعامل المنطقة مع فرنسا، حيث يستمر النفوذ السياسي والعسكري لباريس في التضاؤل.

وتأتي هذه التطورات بعد الإطاحة بالقوات الفرنسية في السنوات الأخيرة من قبل الحكومات التي يقودها الجيش في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، حيث تحولت المشاعر المحلية إلى السوء بعد سنوات من قتال القوات الفرنسية إلى جانب القوات المحلية في مواجهة ما يسمى بالتمردات الإسلامية المتطرفة العنيدة.

search