الجمعة، 27 ديسمبر 2024

08:28 م

النساء الأكثر ندمًا.. بماذا ينطق الناس في اللحظات الأخيرة من حياتهم؟

اللحظات الأخيرة من حياة الناس-أرشيفية

اللحظات الأخيرة من حياة الناس-أرشيفية

A A

عندما يقترب الإنسان من الموت، تتجلى أعماق الروح البشرية في كلمات أخيرة يمكن أن تكون مؤثرة وحزينة، ووفقًا لمتخصصي الرعاية التلطيفية، فإن هذه الكلمات تعكس أحاسيس السلام أو الندم، وتُبرز القيم والمشاعر التي طالما خفيت خلف ضغوط الحياة.

العبارات الشائعة قبل الموت

ممرضة دار الرعاية، جولي ماكفادن، التي تعمل في مجال رعاية المسنين منذ أكثر من سبع سنوات، لاحظت تنوعًا فيما يقوله الناس قبل مغادرتهم الحياة،وقالت: "البعض يتحدثون إلى أحبائهم المتوفين منذ زمن طويل أو حتى إلى شركاء لم يروهم منذ سنوات، بينما يهمس آخرون ببساطة، أنا أحبك"، نقلًا عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وأشارت إلى أن العبارات الشائعة تشمل "شكرًا لك"، "أنا أسامحك"، "من فضلك سامحني"، و"وداعًا"، لكنها أكدت أن اللحظات الأخيرة لا تكون عادة كما تصورها الأفلام، فهي غالبًا هادئة وبسيطة.

الندم على عدم التقدير

وتكشف تجربة ماكفادن أن المرضى الذين يقتربون من الموت غالبًا ما يعبرون عن الندم على عدم تقدير ما اعتبروه أمورًا عادية في حياتهم، كالقدرة على المشي، والأكل، وحتى العيش دون ألم هي أشياء يندم كثيرون على عدم تقديرها، مضيفة أن النساء تحديدًا يعبرن عن ندمهن على القلق المفرط بشأن مظهرهن أو الالتزام بحميات قاسية.

من ناحية أخرى، أشارت الدكتورة مينا تشانج، طبيبة الرعاية التلطيفية في منطقة خليج سان فرانسيسكو، إلى أن بعض المرضى يعبرون عن سلامهم الداخلي قائلين: "ليس لدي أي ندم"، ومع ذلك، فإن هناك شكاوى أخرى تتعلق بعدم التعبير عن المشاعر أو تصحيح العلاقات التي شابها التوتر.

الحنين للماضي

ومن الظواهر اللافتة التي تحدث في اللحظات الأخيرة، عودة المرضى إلى لغاتهم الأم أو ذكر أسماء أحبائهم المتوفين، وتقول ماكفادن: "ربما يتعلق الأمر بالحنين أو البحث عن راحة ما".

وأضافت أن البعض يتحدث عن المنزل، ما قد يعكس رغبتهم في السلام الداخلي أو ربما إشارة إلى اعتقادهم بحياة أخرى.

لحظات لا تُنسى

وروت ماكفادن مواقف خاصة علقت في ذاكرتها، مثل سيدة تساءلت عن طبيعة الموت وقالت مازحة: "سأكتشف ذلك"، وفي موقف آخر، أمسك مريض بيدها وقال: "أنا أموت يا عزيزتي"، ثم رحل بهدوء.

الشباب والخوف من الموت

بالنسبة للمرضى الأصغر سنًا، يختلف المشهد، حيث تقول الدكتورة سيمران مالهوترا: "كثير منهم يقولون: لست مستعدًا للموت، لدي الكثير لأحققه". 

وتؤكد أن كلمات مثل "أنا آسف" أو تعبيرات الحب والتسامح تأخذ أهمية خاصة في تلك اللحظات، حيث تكون وسيلة لإغلاق الدوائر المفتوحة في حياة المريض".

كلمات من عالم الموت

وتُجمع الشهادات على أن كلمات الموتى تحمل دروسًا عن تقدير الحياة، والتسامح، والعيش بسلام مع النفس والآخرين، وبينما يبدو الموت نهاية، فإن تلك اللحظات الأخيرة تنير الجوانب الإنسانية في أبهى صورها، وتذكرنا بأن الحياة هي رحلة قصيرة تستحق أن تُعاش بصدق وحب.

search