الأحد، 05 يناير 2025

12:28 ص

طائرات الجيل السادس تضع الصين في طليعة التكنولوجيا العسكرية

طائرة صينية من الجيل السادس

طائرة صينية من الجيل السادس

خاطر عبادة

A .A

وصل التقدم في تكنولوجيا الطيران العسكري إلى مرحلة جديدة مع إعلان الصين مؤخرا عن أول رحلة لطائراتها من الجيل السادس، والتي تتميز بأجنحة دلتا مزدوجة وبدون ذيل، وهو أمر لم يسمع به من قبل في الطائرات المقاتلة الحالية.

ويمثل هذا الإنجاز نقطة محورية في السباق العالمي لهيمنة الطيران القتالي ويضع الصين في طليعة الابتكار التكنولوجي العسكري.

وفي تقرير لصحيفة لا راثون الإسبانية، أوضحت الاختلافات بين طائرات الجيل الخامس والسادس، والنماذج الحالية لطائرات الجيل الخامس، والمشاريع الجارية لطائرات الجيل السادس.


أول رحلة لطائرة الجيل السادس الصينية

في 26 ديسمبر 2024، أعلنت الصين أن أول طائرة مقاتلة من الجيل السادس قد أكملت رحلتها الأولى بنجاح، تم الإبلاغ عن هذا الحدث من قبل مصادر متعددة، بما في ذلك الجيش البلغاري وOpex360، وقد أثار اهتمامًا كبيرًا وتكهنات في مجتمع الدفاع العالمي.

حدث ذلك في الساعة 4:00 مساءً بتوقيت الصين، عندما أجرى معهد 611 للتصميم ومقره تشنجدو، بالتعاون مع القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، أول رحلة تجريبية لمقاتلة الجيل السادس.

وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر الطائرة الغامضة محاطة بطائرة J-20 ذات المقعدين، وهي مقاتلة الجيل الخامس الصينية، وقد كشفت الصور، إلى جانب اللقطات المكبرة، بالفعل عن بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام.

أولاً، تتمتع الطائرة بتكوين جناح دلتا مزدوج، وهو تصميم يثير على الفور تساؤلات حول وظيفتها وقدراتها، يعد التكوين الجديد لجناح الدلتا المزدوج في الصين مرشحًا جديًا لتغيير قواعد الحرب الجوية.

تم تصميم هذا التصميم الديناميكي الهوائي، الذي يجمع بين قسمين متميزين بزوايا أسهم مختلفة، لغرض واحد: أقصى أداء في السرعات الأسرع من الصوت وفي القتال من مسافة قريبة. 

في حين أن أجنحة دلتا القياسية توفر الاستقرار عند السرعات العالية، فإن جناح دلتا المزدوج يأخذ الأمور إلى أبعد من ذلك، مما يسمح بالانتقال السلس بين أنظمة الطيران المختلفة.

عندما يتعلق الأمر بالشبح، لم يكن المهندسون الصينيون مخطئين. تم تصميم هندسة جناح الدلتا المزدوج لتشتيت إشارات الرادار بعيدًا عن أجهزة استشعار العدو. إلى جانب التكامل السلس بين الجناح وجسم الطائرة، يقلل هذا التصميم من إشارة الرادار إلى لا شيء تقريبًا.

ثانيًا، ليس لها ذيل، وهو أمر لم يسمع به من قبل على الإطلاق في الطائرات المقاتلة اليوم. وهذا ليس مصادفة، بل على العكس تمامًا، فهو قرار تصميمي يغير قواعد اللعبة وله آثار هائلة على الديناميكيات الهوائية والتخفي، ومن خلال التخلص من المثبت الرأسي، ابتكر المهندسون شكلاً أكثر نظافة وأكثر ديناميكية هوائية يقلل من السحب ويزيد من الكفاءة، لا يقتصر الأمر على تقليل استهلاك الوقود فحسب، بل يتعلق أيضًا بتوفير سرعات مذهلة وتوسيع نطاق التشغيل.

وبدون ذيل، تعتمد الطائرة بشكل كامل على أنظمة التحكم الإلكترونية المتقدمة والديناميكا الهوائية المتكيفة للحفاظ على الاستقرار، وهذا يسمح بمناورات عدوانية بشكل لا يصدق. ومع كل الرفع الناتج عن تصميم الجناح والجسم المتكامل، يتم توزيع الحمل بشكل أكثر توازناً، مما يرفع الكفاءة الديناميكية الهوائية إلى آفاق جديدة.

وفي مواجهة التخفي وعدم القدرة على الاكتشاف، يجب ألا ننسى أن الذيول التقليدية عبارة عن مغناطيسات رادارية تعكس الإشارات وتجعل الطائرات مرئية، لذلك عند اتخاذ قرار القضاء عليها، سيكون هناك عدد أقل من الأسطح العاكسة وتحول هذه الأجهزة إلى أشباح.

سمات

رغم أن التفاصيل الفنية الكاملة لطائرات الجيل السادس الصينية لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن العديد من الجوانب الرئيسية تبرز في التقارير الأولية:

تقنية التخفي المتقدمة: تم تصميم الطائرة الجديدة بقدرات تخفي محسنة تفوق تلك التي تتمتع بها طائرات الجيل الخامس. يتضمن ذلك استخدام المواد والأشكال التي تقلل من بصمة الرادار.

دمج أجهزة الاستشعار وشبكات البيانات: السمة المميزة لطائرات الجيل السادس هي القدرة على دمج المعلومات ومشاركتها في الوقت الفعلي مع المنصات وأنظمة الأسلحة الأخرى. وهذا يوفر وعيًا فائقًا بالحالة ويتيح عمليات منسقة أكثر فعالية.

الدفع عالي الكفاءة: من المتوقع أن تستخدم الطائرة الجديدة أنظمة دفع متقدمة توفر كفاءة أكبر في استهلاك الوقود وقدرة فائقة على الطيران (تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون استخدام الحارق اللاحق).

الاستقلالية والذكاء الاصطناعي: يعد دمج الذكاء الاصطناعي والقدرات الذاتية عنصرًا حاسمًا، مما يسمح للطائرة بأداء المهام بأقل قدر من التدخل البشري وتحسين عملية صنع القرار في القتال.

أسلحة الطاقة الموجهة: على الرغم من عدم تأكيدها، فمن المتوقع أن تكون طائرات الجيل السادس مجهزة بأسلحة الطاقة الموجهة، مثل الليزر، للدفاع والهجوم.

الاختلافات بين طائرات الجيل الخامس والسادس
لفهم القفزة التكنولوجية التي يمثلها الجيل السادس من الطائرات المقاتلة، لا بد من مقارنة خصائصه مع خصائص الجيل الخامس.

الجيل الخامس

تمثل طائرات الجيل الخامس أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا القتال الجوي. وتشمل ميزاته الرئيسية ما يلي:
تقنية التخفي: مصممة لتكون غير مرئية تقريبًا للرادار، وذلك باستخدام مواد ممتصة للرادار وأشكال ديناميكية هوائية لتقليل الكشف.

Supercruise: القدرة على الحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت دون استخدام الحارقات اللاحقة، مما يحسن 
كفاءة استهلاك الوقود ويقلل من التوقيع الحراري.

اندماج أجهزة الاستشعار: تكامل متقدم لأجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة والتي توفر للطيار رؤية موحدة لساحة المعركة.

إلكترونيات الطيران وأنظمة القيادة والتحكم المتقدمة: استخدام أنظمة القيادة والتحكم المتطورة للغاية لتحسين الوعي الظرفي وقدرات الاستجابة.

القدرة على المناورة: القدرة على أداء مناورات شديدة بسرعة عالية.

الجيل السادس

تم تصميم طائرات الجيل السادس لتتجاوز قدرات الجيل الخامس مع عدة تحسينات تكنولوجية:

تحسين التخفي: دمج مواد وتصميمات أكثر تقدمًا لتقليل توقيع الرادار والاكتشافات الأخرى.

دمج أجهزة الاستشعار والشبكات في الوقت الفعلي: القدرة على دمج البيانات ومشاركتها في الوقت الفعلي مع الأنظمة الأساسية والأنظمة الأخرى، مما يؤدي إلى إنشاء ساحة معركة أكثر اتصالاً وكفاءة.

الدفع المتقدم: أنظمة الدفع التي تتيح نطاقات تشغيل أكبر وسرعات أعلى بكفاءة أفضل.

الذكاء الاصطناعي والاستقلالية: الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي لتحسين عملية صنع القرار، وأداء المهام بشكل مستقل وتقليل العبء على الطيار.

أسلحة الطاقة الموجهة والتكنولوجيا التي تفوق سرعتها سرعة الصوت: إمكانية تضمين أسلحة الليزر والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي توفر قدرات هجومية فائقة.

التفاعل بين الإنسان والآلة: تكامل أفضل لأنظمة التحكم في الطيران مما يسمح بتفاعل أكثر سهولة وفعالية بين الطيار والطائرة.

بعض النماذج الحالية لطائرات الجيل الخامس

تشمل طائرات الجيل الخامس الموجودة حاليًا في الخدمة أو قيد التطوير بعضًا من أكثر الطائرات تقدمًا وأكثرها تكلفة في تاريخ الطيران العسكري. 

وفيما يلي أبرز النماذج:

إف-22 رابتور

المطور : لوكهيد مارتن
الميزات : تشتهر الطائرة F-22 بقدرتها الفائقة على المناورة وتقنية التخفي المتقدمة وقدرتها على الطيران الفائق. إنها واحدة من أكثر المقاتلات تقدمًا في الخدمة وتوفر تفوقًا جويًا كبيرًا.
المشغلون : القوات الجوية للولايات المتحدة

إف-35 لايتنينج 2
المطور : لوكهيد مارتن
الميزات : يتم استخدام هذه المقاتلة متعددة المهام من قبل فروع متعددة للقوات المسلحة الدولية والقوات الجوية. يتضمن تصميمها تقنية التخفي وقدرة دمج أجهزة الاستشعار والمتغيرات التي يمكن أن تعمل من حاملات الطائرات.
المشغلون : القوات الجوية الأمريكية، المملكة المتحدة، إسرائيل، إيطاليا، اليابان، وغيرها.

search