الأحد، 05 يناير 2025

08:25 م

بينها خليجية.. دول تقيم علاقات مع الإدارة السورية الجديدة

أحمد الشرع- أرشيفية

أحمد الشرع- أرشيفية

سيد محمد

A .A

شهدت دمشق بعد تسلم الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" في الآونة الأخيرة نشاطًا دبلوماسيًا لافتًا، حيث استقبلت وفودًا من دول عربية ودولية، في مسعى لتعزيز العلاقات في مرحلة ما بعد سقوط الأسد ودعم العملية السياسية.

زيارات عربية بارزة

دولة قطر
بدأت الزيارات العربية في 23 ديسمبر 2024، حيث قام وفد قطري بقيادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، بزيارة إلى دمشق، وتركزت المحادثات على دعم المرحلة الانتقالية سياسيًا.

المملكة العربية السعودية
كان للسعودية مكانة مميزة في الإدارة السورية الجديدة، حيث وصف أحمد الشرع “الرياض” بأنها مساندة للثورة السورية، غير ارتباطه الشخصي بها حيث ولد وعاش أول 7 سنوات من حياته هناك.

في أواخر ديسمبر 2024، زار وفد سعودي رفيع دمشق والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وفي 2 يناير 2025، توجه وفد سوري رفيع المستوى إلى الرياض، وذلك بناء عن دعوة سعودية لزيارة البلاد، وضم الوفد وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، وتناولت المباحثات تعزيز العلاقات الثنائية ودعم العملية السياسية في سوريا.

ليبيا

في أول زيارة من نوعها منذ سنوات، وصل وفد من حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى دمشق لبحث مستقبل العلاقات بين البلدين، وتضمنت المباحثات استكشاف فرص التعاون في إعادة الإعمار والبنية التحتية.

دول الجوار السوري

لبنان

في خطوة لافتة، قام الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، بزيارة إلى دمشق، ورافقته شخصيات بارزة من الحزب، خلال اللقاء مع القيادة السورية الجديدة، أكد الطرفان أهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون على الأصعدة المختلفة.

وشهد اللقاء عددا من المراجع الدينية الدرزية، خاصة أن دروز سوريا يشكلون أغلبية محافظة السويداء وهي محافظة انضمت للثورة وقادت احتجاجات استمرت لمدة عام ضد نظام الأسد أغلقت خلالها جميع مقرات حزب البعث في المحافظة، كما يعتبر “جنبلاط” أحد رموز التيار المناهض لحزب الله في لبنان إلى جانب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع.

كما شهدت العلاقات الأمنية تطورا لافتا، حيث بدأت السلطات اللبنانية والسورية العمل بشكل مشترك لضمان أمن الحدود ومكافحة أنشطة التهريب والتسلل.

وضمن التنسيق الأمني، تم تسليم العشرات من العسكريين السوريين الذين دخلوا لبنان بطريقة غير قانونية إلى السلطات السورية، ما يعكس مستوى جديدًا من التفاهم بين الجانبين.

وفرضت السلطات السورية قيودًا على دخول اللبنانيين إلى أراضيها في يناير 2025، وذلك على خلفية توترات مع الجيش اللبناني إثر مناوشات مع مسلحين سوريين.

العراق

على الرغم من قرب البلدين جغرافيًا، لم تتضح بعد ملامح العلاقات بين الإدارة السورية الجديدة والعراق، وسط غياب التصريحات الرسمية.

وفي أواخر ديسمبر 2024، زار وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري دمشق، في خطوة تؤكد التزام العراق بدعم استقرار سوريا، وتناولت المحادثات قضايا أمنية حساسة، أبرزها ضبط الحدود ومكافحة فلول تنظيم "داعش".

وأجرى وفد أردني رسمي زيارة إلى سوريا ركزت على قضايا استراتيجية ذات اهتمام مشترك، ومنها سبل تسهيل عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى وطنهم، والمشاريع الاقتصادية المشتركة.

الدور التركي في سوريا

أبدت تركيا اهتمامًا بتطوير العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، حيث زار وفد تركي رفيع المستوى دمشق، بقيادة وزير الخارجية هاكان فيدان، لإجراء مباحثات تهدف لتعزيز التعاون المشترك.

وشهدت العلاقات التركية - السورية تحولًا مهمًا، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته لزيارة تاريخية إلى دمشق، ليصبح أول رئيس دولة يزور سوريا بعد التغيير السياسي، وزار أردوغان قبر صلاح الدين الأيوبي، مؤكدًا عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين.

ملامح السياسة التركية تجاه سوريا الجديدة

وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أهمية أن تكون الإدارة الجديدة شاملة وممثلة لجميع مكونات الشعب السوري، ورفض أي محاولات لتقسيم سوريا أو إنشاء كيانات مستقلة، مع التأكيد على ضرورة حماية سيادة ووحدة الأراضي السورية.

تحركات دولية

الولايات المتحدة الأمريكية
في 31 ديسمبر 2024، أجرى مسؤولون أمريكيون لقاءات مع السلطات الانتقالية السورية، بهدف تعزيز التواصل ومناقشة سبل دعم الاستقرار في سوريا.

روسيا

شهدت العلاقات السورية الروسية مرحلة من التقييم الجديد بعد رحيل النظام السابق، إذ تسعى الإدارة الجديدة لإعادة صياغة سياساتها الدولية، مما قد يؤثر على المصالح الروسية التقليدية في سوريا.

فرنسا وألمانيا

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، قام وزيرا خارجية فرنسا، جان نويل بارو، وألمانيا، أنالينا بيربوك، بزيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، بناءً على تفويض من الاتحاد الأوروبي.

وأجرى الوزيران زيارة إلى سجن صيدنايا، الذي كان رمزًا للانتهاكات في العهد السابق، وأعربا عن صدمتهما من الأوضاع التي كان يعاني منها المعتقلون، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.

أوكرانيا

وأعلنت أوكرانيا، بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، استعدادها لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد انقطاعها منذ عام 2022، مما يشير إلى رغبة في إعادة بناء الثقة بين البلدين. 

ويأتي الاعتراف الأوكراني كمحاولة نكاية في موسكو التي كانت تربطها علاقة وطيدة بنظام الأسد ولديها قواعد عسكرية في الأراضي السورية.

search