الإثنين، 06 يناير 2025

08:50 م

شيخ الأزهر طلب لقاءها.. حكاية أم ملهمة تحمل ابنها على كتفها للجامعة

الحاجة زينب الشربيني

الحاجة زينب الشربيني

حملته وهنًا على وهن 28 عامًا، دون شكوى أو ملل، هذه الحاجة زينب الشربيني، التي تعيش بين الأجواء الريفية في مركز الستاموني بالقرب من المنصورة بمحافظة الدقهلية، حيث رٌزقت بابنها “عبدالمنعم”، الذي منذ نعومة أظافره يعاني من مرض هشاشة العظام بدرجة كبيرة، ليكون شابا زجاجيا، بمجرد أن تبدر منه أي حركة ينكسر جزء من عظمه.

الحاجة زينب الشربيني أم ملهمة

عبد المنعم يبلغ من العمر 28 عامًا، يدرس حتى اللحظة الراهنة في كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة دمياط الجديدة، في الفرقة الرابعة، لم يكن شأن أقرانه الذين في عمره، فكان يعاني من مرض في عظامة التي كانت تتكسر كلما خطى خطوة واحدة، لذلك كانت تحمله والدته على كتفيها إلى الجامعة دون كلل، لتكون الحائط المنيع له طيلة حياته.

وعلى الرغم من معاناة الجاجة زينب، إلا أن المولى عز وجل لم ينس فلذة كبدها، ولم تمد يدها لمخلوق، بل رفعتها للخالق طالبة العون منه، ليقر عينها ولا تحزن، ويجعلها في حضرة مشيخة الأزهر الشريف، مجابة الطلبات كافة بعد 28 عامًا من التعب.

“هخدمه بعيوني”

“ابني خف الريشة على قلبي وهخدمه بعيوني لآخر يوم في عمري”، بصوت يملؤه الدفء والحنان، روت الحاجة زينب الشربيني لـ"تليجراف مصر"، حياة نجلها ومعاناته مع مرض هشاشة العظام في الدرجة المتأخرة، لتحمله إلى جامعته وهو في عمر الـ 28 عامًا.

وتقول زينب إن المولى عز وجل سخرها لتكمل رسالتها، في خدمة وتربية أبنائها، فهي أم لشابين أولهما يدعى محمد يبلغ من العمر 30 عامًا، متزوج يعمل في مصنع بالقاهرة، والأخير هو عبد المنعم 28 عامًا، اختاره الله سبحانه وتعالى ليصاب بمرض هشاشة العظام، ويكون له شفيع يوم القيامة.

وتابعت: “ربنا اختارني أنا عشان أشيل عبدالمنعم طول عمري.. زوجي في الفلاحة باليومية علشان يقدر يصرف علينا ونقدر نعيش ونمشي الدنيا.. فبنقسم الشغل بينا.. هو طول اليوم بيزرع ويراعي أراضي الناس.. وأنا براعي ابني”.

"مش عاوزة ابني يتحوج لحد"

وطلبت: “نفسي عبدالمنعم يتوظف وظيفة حكومية كويسة.. ويكون متيسرله حاله.. وعنده مصدر يعيش منه.. عشان لو جرالي حاجة أنا وأبوه ميحتاجش لحد مهما حصل”.

"ربنا رضى قلبي"

واختتمت: “دايمًا كان عندي حسن ظن بالله.. ومتأكدة إنه مش هيسيبني.. لحد مجالي مكالمة إن شيخ الأزهر عاوز يشوف عبدالمنعم.. ربنا رضى قلبي”.

“وبرًا بوالدتي”

“ربنا ميحرمنيش منك”.. قالها عبد المنعم بصوت بسيط يحمل في طياته الكثير من المشاعر المختلطة، ليضيف أنه من المفترض أن يتخرج عام 2018، ولكن ظروفه الصحية كان لها رأي آخر، ومنعته من ذلك.

وتابع عبد المنعم: “عظمي بيطق من أقل حاجة”، موضحًا أن والدته أجرت عمليتين، الأولى إزالة ورم في الثدي، والثانية إزالة الرحم، وعلى الرغم من مشقتها الجسدية، إلا أنها تحمله إلى الجامعة لأداء امتحاناته.

وواصل: “أنا في سنة رابعة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة دمياط الجديدة، باقي 7 مواد وهخلصهم السنادي واتخرج وأخف الحمل من على أمي”.

أول تحرك من مشيخة الأزهر

وكان قد أعرب شيخ الأزهر الشريف عن تقديره للحاجة زينب الشربيني وكونها أم مثالية، التي ضربت أروع الأمثلة في التمسك بالأمل في الله، وتضحيتها في سبيل الاهتمام بابنها وتعليمه، رغم المحنة الشديدة التي ألمت بهم، داعيًا المولى عز وجل أن يجزيها خير الجزاء على ما قدَّمته، وأن يجعل كل خطوة خطتها في خدمة ابنها شفيعة لها يوم القيامة.

كما وجه الإمام الأكبر بتوفير وسيلة تُمكن السيدة زينب من نقل ابنها عبد المنعم والتحرك به في سهولة ويسر، وإجراء كافة الفحوصات والإجراءات الطبية اللازمة له، وتحديد موعد له معها في مكتبه؛ تعبيرًا عن تقديره الكبير لما قامت به من تضحيات تجاه ولدها، من أجل حصوله على تعليم جيد، رغم تلك الظروف الصحية الصعبة.

search