"كسوة" هرم منكاورع.. عبث لا ينتهي أم هدية مصر للعالم؟
هرم الملك منكاورع
محمد جابر
أثار مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثّل الكساء الخارجي للهرم الأصغر، المعروف بهرم الملك منكاورع، جدلا واسعا بين الأثريين والمرممين في مصر، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل كثيرون عن طبيعة هذه الخطوة علميًا، إذ كيف تعبث الهيئة المعنيّة بالحفاظ على الآثار المصرية بها وتفسد هويتها؟!
يغطّي الهرم طبقة كثيفة من الجرانيت، في شكل بلوكات، وبمرور الزمن وتعرّضه لعوامل الرطوبة والتغيرات المناخية، سقطت مساحات كبيرة منها على الجانبي الشرقي والجنوبي، وهو ما دفع مسؤولي الآثار المصرية للبحث عن حلّ، بحسب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، الذي يؤكد أن المشروع الجديد سيعيد هرم منكاورع إلى حالته الأولى كما بناه المصريون القدماء، وسيكون هدية مصر للعالم مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ويعتبره “مشروع القرن”.
وأضاف وزيري، أن تنفيذ مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع سيتم على مراحل، حيث يعمل في مرحلته الأولى على وضع دراسة لمدة عام، تتضمن خطوات عدة، منها تصوير بيومتيري و"ليزر سكان"، ورفع مساحي وتوصيف لكل الكتل الجرانيتية الواقعة من الكساء.
أكد وزيري، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن مخاوف الأثريين أُخذت بعين الاعتبار، لذا ستكون المرحلة الثانية بعد عام من تاريخه، حيث ستعرض الدراسات على لجنة علمية عالمية متخصصة في هذا المجال الدقيق، من خبراء من أمريكا وفرنسا والتشيك وألمانيا ومصر، وستناقش النتائج المقرر صدورها عقب انتهاء الدراسات، وهل يتم إعادة البلوكات الجرانيتية إلى مكانها أم لا.
البحث عن مراكب الملك
تساءل وزيري “أين هي مراكب الملك منكاورع والجارى البحث عنها، والموجودة في الناحية الشرقية والجنوبية، التي وقعت عليها الحجارة، لذا سيكون هناك برنامج كمبيوتر ديجتال لوضع تصور للشكل حال موافقة اللجنة العلمية على عودة البلوكات الجرانيتية مكانها”.
وأوضح وزيري أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي لهرم منكاورع كانت حوالي 16، لم يتبق منها حالياً سوى 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل على دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.
من جانبه، قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدى شاكر، في تصريحات خاصة، إن المشروع ينفذ على عدة مراحل خلال 3 سنوات، عبر أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
هرم منكاورع
وأوضح شاكر أن هرم منكاورع كان يُبنى بمادة تشبه الحجر الجيري، قادمة من منطقة طرة، ويغلف من الخارج بحجر الجرانيت، مضيفا أن أي تطوير في هرم منكاورع، مهما كان بسيطا، يلفت الأنظار نحو السياحة الثقافية، ويؤدي لمزيد من التدفقات السياحية إلى منطقة الأهرامات.
الكساء الخارجي
ولفت خبير الآثار، أحمد عامر، إلى أن مشروع دراسة الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع يؤكد قدرتنا في دفع وإظهار جمال الأثر المصري، خصوصا بحجم أثر كالأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع، وصورة للعالم على قدرة المرمم والأثري المصري على تنفيذ الأعمال الهامة.
وشدد عامر على أن ما تقوم به البعثة الأثرية المصرية اليابانية، من دراسة وتوثيق، لا تستطيع يد أخرى تنفيذه، التي ستكون حدثا يحكي عنه العالم وتجربة ثرية.
العبث بآثار مصر
واعترضت الأستاذة في كلية الآثار والتراث الحضاري في جامعة أسوان، الدكتور مونيكا حنا، على ما أسمته “تبليط” هرم منكاورع، قائلة إن “العبث بآثار مصر مسلسل لا ينتهى”، موضحة أن كل المواثيق الدولية في الترميم ترفض هذا التدخل بكل أشكاله، متمنية من كل أساتذة الجامعات في الآثار والترميم الوقوف ضد هذا المشروع بشكل فوري.
وقال المؤرخ بسام الشماع إن وضع الكساء الجرانيتي الأصلي من الأحجار المتساقطة من هرم منكاورع، دون إضافة أحجار جديدة لتكملة وإعادة الـ16 مدماك للحفاظ على الحجر الجيري المبني منه هرم منكاورع، تم بعد العمل بالحفر الأوليّ، والذي أظهر لأول مرة منذ سنوات الصخرة الأم وطبقة قاعدة من الهرم.
إنقاذ الحجارة الجرانيتية الأصلية
وأفاد المؤرخ، أن من إيجابيات هذا المشروع، إنقاذ الحجارة الجرانيتية الأصلية الملقاة على مقربة من الهرم نتيجة سقوطها في الماضي التي تعرضها للتدمير والإهمال وجلوس الزائرين وربما بعض الفضلات الآدمية والحيوانية التي تؤثر بالسلب على الأحجار.
وتابع بأنه خلال مراحل المشروع هناك احتمالية لاكتشاف آثار حول الهرم، دفنت تحت التراب بسبب العوامل الجوية، مثل قاعدة الهرم، ومن الممكن اكتشاف آثار جديدة، وربما المراكب الجنائزية للملك بجانب الهرم كعادة والده وجدّه خوفو، مشددًا على أن تغطية الهرم بالحجارة الجرانيتية لا يشكل أي ضرر عليه، والدليل أن المهندس المصري القديم بعبقريته قام بذلك بهدف الحماية.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
الاتحادات الطلابية.. تاريخ من العمل الوطني
22 نوفمبر 2024 05:42 م
محملة بالردة قادمة من اليمن.. تفاصيل شحوط سفينة في البحر الأحمر
22 نوفمبر 2024 05:36 م
تفاصيل رسالة السيسي لنظيره الكونغولي
22 نوفمبر 2024 05:24 م
التزامات وتبصير وتسوية.. وزير الصحة يستعرض ملامح "المسؤولية الطبية"
22 نوفمبر 2024 04:39 م
السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
22 نوفمبر 2024 04:17 م
اكتمال ترتيبات استضافة قطر لبطولة العالم العسكرية للفروسية 24
22 نوفمبر 2024 04:06 م
64 يوما.. موعد إجازة نصف العام الدراسي 2025
22 نوفمبر 2024 03:12 م
تطور جديد في حادث انقلاب أتوبيس رحلات لدير الأنبا أنطونيوس
22 نوفمبر 2024 02:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً