الجمعة، 10 يناير 2025

07:04 ص

حلول عسكرية محتملة.. كيف يتعامل ترامب مع نووي إيران؟

الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب

الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب

أسامة حماد

A .A

أيام قليلة تفصلنا عن تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب 20 يناير الجاري، في حين تتعدد سيناريوهات النهج الذي سيتبعه في التعامل مع الملف النووي الإيراني، خاصة في ظل تصريحاته المتضاربة بين التهديد باستخدام القوة العسكرية ووعوده بحل النزاعات عبر المفاوضات، ليبقى السؤال قائماً حول الخيارات المتاحة لإدارة ترامب في التعامل مع أحد أكثر الملفات تعقيداً في السياسة الدولية.  

مواجهة تتبعها عواقب وخيمة

وتشير تقارير غربية إلى اقتراب إيران من تحقيق أهدافها النووية، بينما تتعالى الأصوات في واشنطن وتل أبيب بالتحضير لاحتمالات التدخل العسكري، في المقابل تتحدث أطراف عن العواقب الوخيمة لأي مواجهة مباشرة مع إيران، والتي قد تمتد آثارها لتشمل أمن إسرائيل واستقرار المنطقة وأمن مصادر الطاقة العالمية.  

وتشير تحليلات الخبراء حول الخيارات المطروحة أمام إدارة ترامب، بين فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية أو اللجوء لمبدأ "العصا والجزرة"، وبين سيناريوهات المواجهة العسكرية أو القبول بالأمر الواقع، مما يفتح الباب لتكهنات واسعة حول مستقبل هذا الملف الشائك.

كيف سيتعامل ترامب مع الملف النووي الإيراني؟

قال الخير والمفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، إنه من المبكر حاليا التكهن بتوجهات ترامب في التعامل مع الملف النووي الإيراني خاصة أن تصريحاته يحيط بها التضارب والغموض، إذ يلوح باستخدام  القوة العسكرية تارة ويتحدث بأنه رجل سلام جاء ليحل جميع الحروب في العالم بالمفاوضات تارة أخرى سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط.

وذكر تقرير نشرته “وول ستريت جورنال” ديسمبر الماضي، أن الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية يخضع لمراجعة أكثر جدية من قبل فريق ترامب الانتقالي، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية استعداد إسرائيل، بالتزامن مع اقتراب تنصيب ترامب في 20 يناير الجاري، لشن هجوم مشترك بين واشنطن وتل أبيب يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

ضرب المنشآت النووية الإيرانية

اللواء سمير فرج قال لـ “تليجراف مصر” إن الحديث عن ضرب الملف النووي الإيراني، مجرد تهديدات لن تصل إلى مستوى التنفيذ، لافتًا أن هناك دراسات للبنتاجون توضح أنه في حال ضرب المفاعلات النووية الإيرانية سيكون لسان حال طهران “ليس لدي ما أبكي عليه”، وبالتالي ستندلع مواجهة بين طهران والغرب تعصف بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وأمن إسرائيل.

اللواء سمير فرج

السلاح النووي الإيراني

وأشار فرج إلى اقتراب إيران من صنع 5 قنابل نووية خلال العام الجاري 2025، وهو ما أكدته بالفعل تقارير غربية، بل رجحت أن تكون طهران قد صنعت بعضها بالفعل. 

وأضاف فرج أن هذه اللحظة التي تسعى إليها إيران كلفتها "مسيرة" سنوات طويلة منذ بدايتها في إنتاج اليورانيوم المخصب مطلع القرن الحالي، تحملت خلالها حصارا اقتصاديا ضخما، فضلا عن تجميد أصول تمتلكها تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار.

وأكد أن طهران لن تتخلى عما قدمته من أجل الوصول إلى هدفها فيما يتعلق بملفها النووي، موضحًا أنها لن تخضع لمساعي ترامب بحل القضية من خلال التفاوض، وفي حال تلقيها ضربات ستلجأ إيران إلى تصرف مفاجئ خاصة في ظل امتلاكها صواريخ  وأسلحة تمكنها من ضرب المصالح الأمريكية وإسرائيل ومصادر البترول في الشرق الأوسط،  خاصة أنها تتحكم في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله ثلث مواد الطاقة المستخدمة في العالم.

يرى الخبير والمفكر الاستراتيجي أن البنتاجون الأمريكي سيجبر  ترامب على العدول عن قراراته المتهورة، خاصة في الشأن الإيراني، بسبب درايته بأن أي ضربات ستجلب لأمريكا أزمات متعددة، لافتًا إلى أن أقصى ما يمكن أن يتخذه ترامب هو فرض مزيد من العقوبات.

الأمر الواقع

وأكد اللواء سمير فرج أن الغرب سيرضخ للأمر الواقع وهو إنتاج إيران للسلاح النووي، وذلك تجنبا لأي سيناريوهات محتملة من المواجهة التي قد يترتب عليه استهداف الأراضي المحتلة، أو المصالح الغربية أو أزمة عالمية في مصادر الطاقة.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران

يذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب خلال ولا يته الأولى في عام 2018 الانسحاب من الاتفاق الشامل لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، بعد أن كان قدم وعدا انتخابيا بالخطوة كوسيلة للضغط لمنع تطوير إيران قدراتها النووية وإلجام نفوذ طهران فى سوريا واليمن ولبنان، والحد من برنامجها بشأن الصواريخ الباليستية.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران

الحل السلمي  للملف النووي الإيراني

“ترامب سيستخدم مبدأ العصا والجزرة”، هكذا أبدى المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة توقعاته حول مستقبل تعامل الرئيس الأمريكي المنتخب مع الملف الإيراني، فور بدء ولايته الجديدة

وأكد “عكاشة”، في تصريحات لـ "تليجراف مصر"، أن ترامب منفتح على الحل السلمي، ويلوح برفع العقوبات ومنع إسرائيل من استهداف إيران، مقابل تفكيك المشروع النووي الإيراني أو إبطائه لمدة قد تصل إلى 20 سنة، ومنع تقديم المساعدات لأي فصيل يهدد استقرار المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله.

الدكتور سعيد عكاشة يقول: “خياران كلاهما مر أمام سلطات طهران أولهما التخلي عن سنوات من المشقة قضتها في الوصول إلى إنجاز صنع السلاح النووي، والقبول بشروط ترامب، وبالتالي سيعاني النظام الإيراني خسارة شعبية داخلية”.

الوضع العسكري الإيراني

وتابع: "إيران في وضع عسكري ضعيف بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة ما يثير أطماع تل أبيب بانتهاز الفرصة واستهدافها بالتعاون مع أمريكا والغرب، وهذا سيكون الخيار الثاني أمام طهران الذي يضعها أمام تحدٍ صعب، وهذا الاحتمال وارد للغاية".

الدكتور سعيد عكاشة

وأشار إلى أن إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية أصبح واردا للغاية خاصة مع اقتراب تنصيب ترامب، وضعف الوضع العسكري الإيراني، في حين أثبتت تل أبيب خلال السنة والثلاثة أشهر الماضية قدرتها على الحرب الطويلة وتجاوز الخسائر.

محاولة اغتيال ترامب

وكانت وجهت الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات إلى طهران بتورطها في محاولتين لاغتيال ترامب، الأولى في أثناء الانتخابات الرئاسية والأخرى بعد أيام من إعادة انتخابه.

وكالة أسوشيتد برس كانت ذكرت أن وزارة العدل الأمريكية كشفت عن اتهامات جنائية مرتبطة "بمؤامرة إيرانية" لاغتيال ترامب.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى طهران بمحاولات اغتيال ترامب، يقول الدكتور سعيد عكاشة، إن الرئيس الأمريكي سيستغل الأمر لتشكيل ضغوط على طهران بتحريك الملف قضائيا في أمريكا لتحقيق أهداف شخصية تخدم السياسة الأمريكية في نهاية المطاف.

الحوثيين

واستبعد عكاشة أن تضغط الولايات المتحدة على طهران للتخلي عن دعم الحوثيين بالتزامن مع هجماتهم المتواصلة ضد إسرائيل بسبب حربها على غزة، حيث أوضح: “ستلجأ أمريكا والغرب لمعالجة ملف الحوثيين من خلال تشكيل تحالف عسكري مشترك لتوجيه ضربات لجماعة الحوثي بحرا وجوا، وليس الحرب المباشرة، خاصة أن طبيعة الجبال والمناطق الوعرة باليمن تصعب مهمة تواجد القوات الأجنبية على الأرض”.

search