الأربعاء، 15 يناير 2025

12:47 ص

هزيمة لـ"حزب الله".. كواليس انتخاب نواف سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية

نواف سلام

نواف سلام

سيد محمد

A .A

يشهد المشهد السياسي اللبناني حراكًا مكثفًا حول تشكيل الحكومة الجديدة، حيث حاز القاضي والدبلوماسي المخضرم نواف سلام على دعم واسع من الكتل النيابية والمعارضة، ما يجعله المرشح الأبرز لرئاسة الوزراء.

أبرز الكتل المؤيدة لنواف سلام

جبران باسيل


تكتل لبنان القوي

أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بعد مشاركته في الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، أن التكتل يدعم ترشيح نواف سلام، واصفًا إياه بـ"وجه إصلاحي" استنادًا إلى تجربته السابقة معه في الأمم المتحدة وفي ملفات إصلاحية، منها قانون الانتخابات. وأشار باسيل إلى أن تسمية سلام هذه المرة جاءت مع اكتمال عوامل نجاحه.

وتعتبر كتلة “لبنان القوي” التي تمثل التيار الوطني الحر، وتمثل 13 نائبًا، الصوت المرجِّح لنواف سلام، وآخر من قفز من سفينة “حزب الله” و"الثنائي الشيعي"، ويعتبر البعض التصويت لنواف تصويتًا عقابيًا للحزب بعد أن صوّت لقائد الجيش جوزيف عون في رئاسة الجمهورية واستبعاد ممثل الحزب جبران باسيل.

كتلة اللقاء الديمقراطي

وليد جنبلاط


في خطوة مفاجئة، أعلنت الكتلة دعمها لنواف سلام، ما شكل صدمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اللذين كانا يعولان على تأييد الكتلة. وهذا القرار عزّز فرص سلام بشكل كبير.

يقود كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ورغم أنه حليف لنبيه بري، فإن مواقفه المعارضة لـ"حزب الله" التي برزت في زيارة جنبلاط لسوريا ولقائه برئيس الإدارة الجديدة ربما تكون قد ساهمت في الإطاحة بميقاتي. 

كتلة الجمهورية القوية

سمير جعجع


تعد الحاضنة الأهم لنواف سلام هي تحالف المعارضة الذي يقوده زعيم حزب القوات سمير جعجع، والتي كانت تضم كتلة “الجمهورية القوية” التابعة لحزب القوات، وقوى التغييريين والمستقلين، تسمية النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، تراجعت عن قرارها ودعمت نواف سلام بعد انسحاب مخزومي لصالح مرشح توافقي للمعارضة.

ولعبت الكتلة دورًا محوريًا في تأمين الأصوات لصالح سلام. وصرح النائب فؤاد كرم بأن القوات اللبنانية قررت دعم سلام كجزء من توافق المعارضة.

نواب مستقلون وتغييريون

حليمة قعقور مع الرئيس اللبناني


يعد الجناح الآخر في تكتل المعارضة هو كتلة التغيير المكونة من 9 أعضاء، والنواب المستقلين التي تتكون من 9 أعضاء، وهي قوى مناهضة أساسية لـ"حزب الله" والمحور الإيراني.

وأعلنت النائبة حليمة قعقور والنائب فراس حمدان تأييدهما لترشيح نواف سلام، مشيرين إلى أن هذا الاختيار يعكس إرادة التغيير وفتح صفحة جديدة في العمل السياسي.

كتلة الاعتدال الوطني

انضمت الكتلة، ذات الأغلبية السُنية، التي تضم 6 نواب في البرلمان، إلى صفوف المعارضة والتغييريين، معلنة دعمها لنواف سلام.

نواب الكتائب

سامي الجميل

أكد رئيس كتلة نواب الكتائب المسيحية، النائب سامي الجميل، دعم الكتلة لترشيح سلام، مثنيًا على الجهود المبذولة من النواب فؤاد مخزومي وأشرف ريفي لتوحيد الصفوف حول مرشح واحد.

وتعتبر كتلة الكتائب، التي تمتلك 4 مقاعد في البرلمان، عدوًا تاريخيًا لـ"حزب الله" والمشروع الإيراني ومن قبله الوجود السوري في لبنان.

كتلة التوافق الوطني

تعتبر كتلة “التوافق الوطني" من مفاجآت الترشيحات الأخيرة، وهي كتلة سُنية قريبة من “حزب الله”، ويمثل عدد من أعضائها جمعية المشاريع الإسلامية الحليف السُني لـ“حزب الله”، حيث أعلن النائب فيصل كرامي دعم الكتلة لترشيح نواف سلام، لافتًا إلى أن القاعدة الشعبية تطالب بدم جديد في الحكومة، وأكد أهمية أن تمثل الحكومة القادمة كل المكونات اللبنانية وتعكس توافقًا وطنيًا.

هزيمة “حزب الله”

يعتبر اختيار سلام هزيمة جديدة لـ"حزب الله" وحركة أمل، اللذين دعما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهو ما عبّر عنه محمد رعد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”، قائلًا: "يكمن البعض من أجل الإلغاء والإقصاء والآن نقول من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية". 

عوامل نجاح نواف سلام

تمتاز شخصية نواف سلام بمكانة دبلوماسية وقانونية مرموقة، حيث شغل منصب سفير لبنان في الأمم المتحدة ويعمل حاليًا في محكمة العدل الدولية. ويحظى بدعم المعارضة والتغييريين الذين يرونه خيارًا إصلاحيًا من خارج الطبقة السياسية التقليدية.

أهمية الموقف الحاسم لتكتل لبنان القوي

مع تزايد دعم الكتل السياسية لنواف سلام، يلعب تكتل "لبنان القوي" دورًا حاسمًا في ترجيح الكفة، حيث بات رمانة الميزان في هذا السباق، وأكدت مصادر سياسية أن قرار التكتل حدد ملامح الحكومة القادمة، بميلها إلى المعارضة ودعم سلام.

وبدعم من كتل بارزة مثل "الجمهورية القوية"، "اللقاء الديمقراطي"، "الكتائب"، والمستقلين، أصبح نواف سلام المرشح الأوفر حظًا لتشكيل الحكومة الجديدة. ويُنتظر الإعلان الرسمي عن التكليف بعد انتهاء الاستشارات النيابية، وسط آمال كبيرة بإحداث تغيير يلبّي تطلعات الشعب اللبناني في هذه المرحلة الحرجة.

search