الأربعاء، 22 يناير 2025

08:07 م

البرازيل تحلم بـ"المطر" لتجديد أراضيها بعد حرائق الغابات

حريق غابي في برازيليا عام 2024

حريق غابي في برازيليا عام 2024

كشف تقرير جديد أن حرائق الغابات في البرازيل دمرت 30.86 مليون هكتار من الأراضي، وهي مساحة أكبر من مساحة دولة إيطاليا.

ويعد هذا الرقم هو الأكبر الذي سجله مرصد مراقبة الحرائق "فاير مونيتور" منذ عام 2019، فيما يمثل تحديا للبرازيل في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة مؤتمر المناخ (COP30) في بيليم، عاصمة ولاية بارا الأمازونية، في نوفمبر 2025، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

منطقة الأمازون أيضًا الأكثر

وتضررت ولاية بيليم لحرائق بنسبة 24% من إجمالي المساحة المحروقة، وكانت منطقة الأمازون أيضًا الأكثر تضررًا من بين المناطق الحيوية الستة في البرازيل، بنسبة 58%، إذ تتجاوز المساحة المحروقة في الأمازون في عام 2024 إجمالي المساحة المحروقة في جميع أنحاء البلاد في عام 2023.

الجفاف الشديد

وقالت الباحثة آني ألينكار، منسقة مشروع MapBiomas غير الحكومية بالبرازيل: لأول مرة، تكون مناطق الغابات هي الأكثر تضررًا، متجاوزة المراعي والأراضي العشبية، مضيفة أنه بمجرد أن تضرب الحرائق غابة ما، يستغرق الأمر سنوات وسنوات للتعافي، وفي حالة حدوث جفاف آخر ولم يتم حماية تلك الغابة، فستحترق مرة أخرى.

ويعتقد الباحثون أن الجفاف الشديد الذي حدث بين عامي 2023 و2024، وهو الأسوأ منذ بدأت الحكومة في حفظ السجلات في عام 1950، والذي تفاقم بسبب ظاهرة النينيو، كان عاملاً حاسماً في زيادة حرائق الغابات.

أضافت ألينكار أن الجفاف ليس سوى جزء واحد من المعادلة، أما الجزء الآخر فيتعلق بالنشاط البشري، مشيرة في المقام الأول إلى القطاع الزراعي، الذي يستخدم غالبًا النار لتطهير المراعي، فضلًا عن إزالة الغابات.

نشاط إجرامي محتمل

وكشفت الباحثة أنه كانت هناك أيضًا حالات بدأت فيها الحرائق ببساطة في وسط الغابة، ما يشير إلى نشاط إجرامي محتمل.

وفي ذروة الحرائق في سبتمبر، كانت هناك شكوك في أن الحرائق ربما كانت جزءًا من رد فعل إجرامي ضد الجهود الفيدرالية للقضاء على إزالة الغابات والتعدين غير القانوني، حيث فتحت الشرطة الفيدرالية 119 تحقيقًا في عمليات حرق متعمد مشتبه بها في عام 2024 وحده، وهي زيادة عن متوسط ​​70 تحقيقًا في السنوات السابقة.

موسم أمطار قوي

وتخشى ألينكار، حدوث سيناريو مماثل في عام 2025، وقالت: "سنحتاج إلى موسم أمطار قوي للغاية لتجديد التربة بشكل حقيقي، وهذا لم يحدث بعد".

وأشارت ألينكار إلى أنه من بين النتائج التي يمكن استخلاصها من هذه الدراسة هي أن الحفاظ على الغابات يتجاوز مكافحة إزالة الغابات، حيث يحتاج أيضًا إلى التركيز على مكافحة تغير المناخ.

search