الجمعة، 24 يناير 2025

02:32 ص

جابلونا بيتزا.. إسرائيليات يروين كيف أصبحن "ملكات" في أسر حماس؟

الأسرى الإسرائيليين- أرشيفية

الأسرى الإسرائيليين- أرشيفية

سيد محمد

A .A

بعد أيام قليلة من عودة الأسرى الإسرائيليين في صفقة تبادل الأسرى، كان السؤال الأساسي للمتابعين كيف نجحت حركة حماس في الإبقاء عليهم وسط القصف المشدد ورحلات البحث الإسرائيلية للعثور عليهم ، وكيف كانت حياتهم خلال الحصار المطبق على القطاع.

مجمعات جماعية

كشفت وسائل الإعلام العبرية، الليلة الماضية، التفاصيل الأولى وشهادات الأسيرات الإسرائيليات، والتي أفادت بأن حركة حماس وضعت الأسرى في مجمعات جماعية، حيث تقول الفتيات إنهن لم يكنّ وحيدات في الأسر في البداية، وفي مرحلة معينة تم فصلهن، وأنهن لجزء من الوقت كن في مجمعات إنسانية، حيث تم تزويدهن بالأدوية المختلفة التي يحتجن إليها، على سبيل المثال إميلي الدماري، التي بُتر إصبعاها أثناء اختطافها وتطلبت العلاج الطبي. 

وأشارت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إلى أنه إلى جانب الإصابة المعروفة التي لحقت بيد إيميلي والتي فقدت فيها إصبعين خلال 7 أكتوبر، تبين أنها أصيبت أيضا في ساقها، وساعدتها رومي جونين، التي تم تدريبها كمسعف، في علاج إصابات إميلي أثناء الأسر.

داخل أنفاق غزة

أكدت الأسيرات الإسرائيليات، بقائهن في أماكن إنسانية، إلا أن بعضهن لم يروا ضوء النهار تقريبًا خلال فترة أسرهن بسبب الترتيبات ألأمنية المشددة، وبقين في أنفاق تحت الأرض بجميع أنحاء القطاع. 

ولم تقطع حركة حماس، تواصل الأسيرات مع العالم الخارجي، واللائي أوضحن أنهم كن يتابعن من حين لآخر برامج تلفزيونية وإذاعية، فيما قامت بعض أسيرات بالطهي لبعضهن البعض ووطدوا أواصر الصداقة فيما بينهن طوال الوقت.

وقالت إحدى الأسيرات: "لقد شاهدنا ما حدث في السابع من أكتوبر وأدركنا أن عائلاتنا نجت، لكننا اكتشفنا أننا فقدنا الكثير من الأصدقاء، ولم أكن أعتقد أنني سأعود، كنت متأكدة من أنني سأموت في غزة". 

بالإضافة إلى ذلك، قالت الأسيرات: "لم نتلق نبأ الإفراج إلا صباح يوم التبادل ولم نتمكن من تصديق ذلك". 

إميلي ديماري ودورون شتاينبراخر في طائرة هليكوبتر (الصورة: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

وعن لحظة تسليمهم للصليب الأحمر، يقلن: "كنا خائفين حتى الموت خلال مرحلة العبور من تضافر عناصر حماس المسلحين".

طعام الأسرى الإسرائيليين

تنوع طعام الأسرى الإسرائيليين رغم شح الطعام عامة في قطاع غزة وارتفاع أسعاره، حيث أفادة الأسيرة الإسرائيلية “نوغا أرغماني” بأن الحركة وفرت لها مقومات الطعام الأساسية لتطهيه مثل  الخبز والطماطم والخضراوات، بل وكانت الحركة حريصة على توفير ما يطلبه الأسرى من طعام، وهو ما روته ليئات أتزيلي أنهم عندما علموا أنها تحب البيتزا كثيرا فذهب أحدهم بدراجته وأحضر بيتزا من "كريسبي بيتزا" في خان يونس.

كيف عاش الأطفال؟

كان للأطفال معاملة خاصة في أنفاق غزة،  حيث وفرت الحركة لهم  الحلويات والفواكه وجميع طلباتهم، حتى لو لم يكن متاحاً، وهو ما جعل الأسيرة الإسرائيلية دانييل ألونى تصف أن ابنتها قد عوملت وكأنها “ملكة في غزة”.

وحدة الظل كلمة السر في تأمين أسرى إسرائيل

برز اسم "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام كإحدى أهم أدوات المقاومة في إدارة ملف الأسرى وتأمينهم، رغم الجهود الاستخباراتية العالمية المكثفة لاختراق هذا المجال، ومحاولات إسرائيل المستميتة للإفراج عنهم.

أعلنت كتائب القسام عام 2016، وحدة الظل السرية، التي أنشئت عام 2006 بعد عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط". مهمتها الرئيسية تأمين وإخفاء أسرى الاحتلال والحفاظ على حياتهم كأوراق ضغط استراتيجية. 

وقد عملت الوحدة في أصعب الظروف الأمنية، حيث نجحت في تأمين شاليط لمدة خمس سنوات، حتى الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" مقابل 1050 أسيرًا فلسطينيًا عام 2011.

ومع تجدد الاشتباكات، استمرت الوحدة في أداء مهامها، خاصة بعد أسر أربعة جنود إسرائيليين خلال حرب عام 2014، حيث ظلت مهمتها قائمة حتى اليوم.

وتتميز وحدة الظل باختيار أفرادها وفق معايير استثنائية، تشمل الانتماء العميق للقضية الفلسطينية، التضحية، الذكاء، والقدرة على التعامل بسرية. يخضع المرشحون لدورات قتالية وأمنية مكثفة لضمان جاهزيتهم للتعامل مع مختلف السيناريوهات، وهو ما يجعلها وحدة نخبوية بامتياز.

معاملة الأسرى وفق المبادئ الإسلامية

تؤكد كتائب القسام، أن معاملة أسرى الاحتلال تتم وفق أحكام الإسلام، ما يضمن توفير الرعاية الكاملة لهم من الناحية المادية والمعنوية، مع مراعاة طريقة تعامل الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين، التي تظل في الذاكرة حاضرة ومؤثرة.

وارتبطت وحدة الظل بعدد من القادة الذين أسسوا هذه المهمة ودفعوا حياتهم ثمناً لها، من أبرزهم الشهيد باسم عيسى، قائد لواء غزة، الذي قاد عملية تأمين شاليط، والشهيد سامي الحمايدة، إضافة إلى قادة آخرين استشهدوا في مواجهات مباشرة أو إثر غارات الاحتلال.

"طوفان الأقصى" وتوسّع المهمة

شهدت معركة "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023 توسعًا ملحوظًا في عمل الوحدة، حيث تولت تأمين ما بين 200 إلى 250 أسيرًا تم اختطافهم خلال العمليات. رغم الظروف القاسية من غارات مدمرة وحصار خانق، استطاعت الوحدة تأمين الأسرى بعيدًا عن أعين الاحتلال وأدواته الاستخباراتية المتطورة.

وحدة الظل ليست مجرد فرع عسكري، بل نموذج للإبداع المقاوم والقدرة على مواجهة التحديات الأمنية، مما يجعلها ركناً أساسياً في استراتيجية المقاومة.

يحيى السنوار 

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن إحدى الأسيرات أنها نُقلت في الأيام الأولى من الحرب مع رهائن آخرين إلى منطقة خان يونس. وأضافت أنها بعد حوالي ساعة من المشي، دخلت مع المجموعة إلى نفق، حيث استمروا بالسير حتى وصلوا إلى قاعة كبيرة، قبل أن يدخل السنوار إلى المكان. ووفقًا لشهادتها، أبدى السنوار اهتمامًا بهوياتهم، وطمأنهم باللغة العبرية قائلاً، إنهم بأمان ولن يتعرضوا لأي سوء.

الصعوبات في الأسر

كانت أبرز الصعولات التي واجهها الأسرى الإسرائيليين هو نقص الأدوية وبعض المتطلبات الأساسية بسبب الحصار الإسرائيلي، بالإضافة إلى القصف الذي بالفعل أودى بحياة كثير من الأسرى الإسرائيليين.

search