الأربعاء، 05 فبراير 2025

03:59 ص

"تشبع بالسياح".. متحف اللوفر يستغيث من كثرة الزوار

متحف اللوفر

متحف اللوفر

"محنة جسدية" هكذا وصفت رئيسة متحف اللوفر زيارة السياح والحشود للمتحف الأكثر زيارة في العالم، في مذكرة سرية مسربة إلى وسائل الإعلام.

مذكرة متحف اللوفر

وكتبت لورانس دي كارس، رئيسة متحف اللوفر، مذكرة سرية إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، حذرت فيها من الحالة المتدهورة التي وصل لها متحف اللوفر، لكن تسربت الوثيقة أمس لوسائل الإعلام ما أثار موجة من القلق لدى الفرنسيين، وفقًا لصحية الجارديان.

وصمم المتحف لاستقبال حوالي 4 ملايين زائر سنويًا، لكنه استقبل في العام الماضي أكثر من ضعف العدد، حيث توافد 8.7 مليون شخص، أغلبهم من خارج فرنسا.

متحف اللوفر على حافة الانهيار

وأضافت دي كارس: "إن زيارة المتحف تجربة جسدية إلى حد كبير، فالوصول إلى الأعمال الفنية، يستغرق وقتًا ليس بالهين، كما أنه لا تتوفر مساحة استراحة للزوار، بالإضافة إلى عدم توافر مرافق المطاعم والمراحيض بشكل يغطي احتياجات الزوار ولا ترقى للمعايير الدولية، مشيرة إلى ضرورة إعادة تصميم اللافتات بشكل كامل.

وأشارت دي كارس إلى أن زيادة عدد الحشود، فاقم من الأضرار التي لحقت بمساحات المتحف وقاعاته، حيث كان بعضها في حالة سيئة للغاية، وبعضها الآخر لم يعد قادرا على مقاومة تسرب المياه، فضلا عن تقلبات درجة الحرارة في بعض القاعات، ما يعرض الأعمال الفنية لخطر التلف والتدهور.

وأقرت المذكرة بالقيود المالية للحكومة الفرنسية بالوقت الحالي، على الرغم من حاجة المتحف الماسة إلى الإصلاح الشامل.

هرم متحف اللوفر

وصلت الحالة المتدهورة للمتحف إلى الهرم الزجاجي الخارجي له، والذي صممه المعماري إيوه مينج، وافتتح عام 1989، وفقًا لما ذكرته دي كارس في المذكرة، وأضافت أن السقف يعكس تأثيرًا دافئا داخل المتحف مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعلها مساحة غير مضيافة للسياح.

وشددت دي كارس في المذكرة على الحاجة إلى تغيير طريقة عرض لوحة الموناليزا، فهي أكثر مناطق الجذب السياحي في المتحف، للرسام ليوناردو دافنشي، وقالت أيضًا إن الغالبية العظمى من الزوار يحتشدون من أجل إلقاء نظرة على اللوحة حتى وأن كانت خاطفة.

إنقاذ المعالم السياحية

وتضيف المذكرة أن متحف اللوفر ضمن القائمة الساخنة للسياحة المفرطة، في الوقت الذي يكافح في المسؤولون في جميع أنحاء أوروبا آثار نقطة التشبع بالسياح.

ففي روما قال قرر المسؤولون اقتصار عدد الزوار لنفورة تريفي إلى 400 شخص في المرة الواحدة، وفي اليونان نفذت السلطات نظام الفترات الزمنية لزيارة الأكروبوليس من أجل تخفيف الازدحام، أما في البندقية فقد فرضت السلطان رسوم دخول على الزوار للتقليل من أعدادهم.

وفي المقابل سبق ودق متحف اللوفر ناقوس الخطر بشأن توافد الحشود المتزايد، ففي عام 2019 زار المتحف أكثر من 10 ملايين شخص، ما دفع الموظفين إلى إعلان إضرابهم عن العمل بحجة أن أعدادهم لا تكفي للتعامل مع الحشود، وصدر بيان حينها عن اتحاد تضامن الثقافات الجنوبية، بأن المتحف يختنق بسبب زيادة نسبة الزوار إلى 20% منذ عام 2019، وأن الوضع أصبح لا يطاق.

search