الإثنين، 27 يناير 2025

07:05 ص

علماء يحذرون من تصادم أكبر جبل جليدي في العالم مع جزيرة جورجيا

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A .A

حذر علماء من أن أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف باسم A23a، يقترب من مسار تصادم مع جزيرة جورجيا الجنوبية النائية، والتي تعد موطنًا لآلاف البطاريق والفقمات. 

الجبل الجليدي الذي تبلغ مساحته حاليًا نحو 1351 ميلًا مربعًا، يبعد فقط 173 ميلًا عن الجزيرة البريطانية الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي.

انفصال الجبل الجليدي ورحلته الطويلة

انفصل جبل A23a في الأصل عن جرف فيلشنر الجليدي بالقارة القطبية الجنوبية في عام 1986، وظل مستقرًا على قاع البحر في بحر ويديل لعدة عقود. 

وفي عام 2020، بدأ الجبل رحلة تدريجية نحو الشمال. 

خلال شهر فبراير الماضي، علق الجبل في عمود تايلور، وهي ظاهرة احتبست فيها المياه الجبل الجليدي في مكانه لفترة من الزمن، مما أدى إلى تأخير تحركه شمالًا.

في ديسمبر الماضي، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الجبل الجليدي انفصل عن الأرض، ليواصل انجرافه نحو الجزيرة. 

وأوضح العلماء أن أكثر من 90% من الجبال الجليدية في القارة القطبية الجنوبية تتحرك عبر تيارات المحيط باتجاه الشمال، ضمن مسار يُعرف بـ"زقاق الجبل الجليدي".

تهديد للسفن والحياة البحرية

أعرب  قائد سفينة فاروس التابعة لحكومة جورجيا الجنوبية سيمون والاس، عن قلقه بشأن الجبل الجليدي قائلاً: "الجبال الجليدية خطيرة بطبيعتها، سأكون سعيدًا للغاية إذا لم تصطدم بنا تمامًا". 

وأشار إلى أن الاصطدام قد يؤدي إلى انقسام الجبل إلى قطع صغيرة قد تبقى لسنوات، مما يسبب مخاطر كبيرة للسفن والصيادين في المنطقة.

تهديد للحياة البرية في الجزيرة

جزيرة جورجيا الجنوبية، التي تُعتبر محمية للحياة البرية، تواجه تحديات بيئية خطيرة بسبب اقتراب الجبل الجليدي. 

الجزيرة موطن لحيوانات مدهشة تشمل البطاريق، الفقمات، الحيتان، والطيور البحرية. 

وفقًا لوكالة الفضاء البريطانية، فإن اقتراب الجبال الجليدية الكبيرة يهدد بتدمير النظم البيئية الهشة في المنطقة.

سوابق مشابهة في المنطقة

هذا الحدث يعيد إلى الأذهان سيناريو مشابه وقع في عام 2017، عندما انفصل الجبل الجليدي A68a عن الجرف الجليدي بالقارة القطبية الجنوبية، وقطع مسافة أكثر من 10,000 ميل نحو جورجيا الجنوبية. 

وعلى الرغم من المخاوف، مر الجبل الجليدي بسلام قبل أن يتحطم لاحقًا.

آراء العلماء حول الحدث

وصف  الدكتور أندرو مايجرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي، تحرك الجبل الجليدي بأنه "مثير"، قائلاً: "نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان A23a سيتبع نفس المسار الذي اتخذته الجبال الجليدية الأخرى".

تداعيات بيئية محتملة

مع استمرار الجبل الجليدي في الاقتراب من الجزيرة، تزداد المخاوف بشأن تأثيره على الحياة البرية المحلية والأنشطة البحرية. 

العلماء يواصلون مراقبة التحركات عن كثب، معربين عن أملهم في تجنب حدوث كارثة بيئية في المنطقة.

search