في ذكرى رحيله.. عبد الوارث عسر أستاذ “فن الإلقاء” بلا منازع
عبدالوارث عسر
في ذكرى رحيله الثالثة والأربعين، نستعيد جانبًا فريدًا من إرث الفنان القدير عبد الوارث عسر، وهو الجانب الأدبي الذي قلما يُسلط عليه الضوء.
وجمع عسر، فيه بين الموهبة والتفرد الثقافي، فغاص في الأدب، وحلق في دنا الأشعار بين طيات أبياتها.
عسر، الذي وُلد في السادس عشر من سبتمبر عام 1894 ونشأ في كنف عائلة مثقفة، لم يكن فقط ممثلًا عبقريًا، بل كان معلمًا ومؤلفًا بارعًا، لربما جهل الناس مدى موهبته التي تفوق حدود الشاشة الصغيرة، وأثير الإذاعة.
“فن الإلقاء”
يُعد كتاب "فن الإلقاء"، الذي أصدره عبد الوارث عسر عام 1976، تحفة أدبية وعلمية في آنٍ واحد، فقد جمع فيه خلاصة عقود من خبرته في عالم الفن والإلقاء، ليقدم مرجعًا شاملًا لكل باحث عن فنون الخطابة والإلقاء، فتميز الكتاب بأسلوبه البسيط والعملي، حيث تناول قواعد النطق السليم، ومخارج الحروف، وأساليب استخدام الصوت لنقل المشاعر والمعاني، مدعومًا بتدريبات تطبيقية تناسب كل المستويات.
لم يكتفِ عسر بإعداد هذا الكتاب، بل أضفى عليه لمسة خاصة من روحه كفنان ومعلم، وهو ما جعله يُعتمد كمرجع تدريسي في المعهد العالي للسينما، حيث كان أستاذًا لفن الإلقاء منذ عام 1959، فكتاب "فن الإلقاء" لا يُعتبر مجرد كتاب، بل مشروع ثقافي متكامل يعكس رؤية عسر لأهمية الكلمة المنطوقة كوسيلة للتأثير والتعبير.
تجربة روحانية في الليالي المحمدية
وبينما جهل البعض مشاركات عسر في المجال الأدبي، فقد وثقت ليالي التلفزيون الساطعة جانبًا آخر من إبداع عبد الوارث عسر تجلت في مشاركاته المتميزة في "الليالي المحمدية"، تلك الأمسيات الدينية التي تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف، فقد اعتاد عسر أن يلقي خلالها قصائد وأشعارًا تمدح الرسول الكريم، مستخدمًا صوته العذب وأداءه البارع لإيصال أسمى معاني الحب والتقدير.
كان إلقاء عسر، للأشعار في الليالي المحمدية تجربة روحانية، استطاع فيها أن يعبر بإحساسه العميق أن يجسد جمال الكلمات وينقلها إلى قلوب المستمعين، كما لم تكن هذه المشاركات مجرد استعراض لمهاراته، بل كانت امتدادًا لإيمانه العميق وحسه الإنساني الرفيع، ما جعلها لحظات خالدة في ذاكرة الجمهور.
بدايات صقل الموهبة الفذة
وُلد عبد الوارث عسر في حي الجمالية بالقاهرة، ونشأ في بيئة ثقافية غنية ساهمت في صقل شخصيته، فبدأ حياته محبًا للأدب والشعر، ما دفعه للإنضمام لفرقة جورج أبيض المسرحية، لتعلم أصول الفن، سرعان ما شق طريقه نحو السينما، ليصبح أحد أعمدة العصر الذهبي للفن المصري، متألقًا في أدواره التي جسدت بساطة وروح الشخصية المصرية.
ذكرى وفاة عبدالوارث عسر
وتُوفي في مثل هذا اليوم من عام 1982، بعد دخوله في غيبوبة إثر وفاة زوجته، والتي كانت ابنة خالته ورفيقة دربه، فحزن لفراقها حتى تدهورت حالته الصحية، ليفارق دنيانا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وثقافيًا يعد مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
انطلاق فعاليات الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي
26 يناير 2025 08:07 م
الأقوى منذ 10 سنوات.. بريطانيا تحت رحمة العاصفة إيوين
26 يناير 2025 04:49 م
مرض غامض في الهند يسلب حياة 17 شخصًا ويضع 230 بالحجر الصحي
26 يناير 2025 01:57 م
"علي فخري".. مُحاضر دولي مُحاصر بين 4 جدران في دار للمسنين
26 يناير 2025 11:16 ص
كتاب حوارت الصحافة والثقافة مع 21 شخصية مصرية للكاتبة زينب عبد الرازق
25 يناير 2025 11:53 م
القبض على آخر 4 قرود هربانة من مختبر جينسيس بـ"الفول السوداني"
25 يناير 2025 11:16 م
كاتبة عالمية تستخدم ChatGPT في روايتها.. والقراء ينقسمون
25 يناير 2025 08:20 م
بعد تغريدة لـ علاء.. سوزان مبارك تتصدر محركات البحث
25 يناير 2025 05:44 م
أكثر الكلمات انتشاراً