الإثنين، 27 يناير 2025

07:04 ص

في الذكرى 135.. حديقة الحيوان من ترفيه الملوك إلى متنفس الفقراء

واجهة حديقة الحيوان بالجيزة

واجهة حديقة الحيوان بالجيزة

تحل اليوم الذكرى ال135 على إنشاء حديقة الحيوان بالجيزة، والتي تُعتبر واحدة من أقدم وأشهر الحدائق في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي تحفة معمارية وطبيعية تجسد تاريخًا طويلًا من العناية بالبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.

تأسيس حديقة الحيوان بالجيزة

 تأسست الحديقة في عام 1891 بأمر من الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك وافتُتحت رسميًا في عهد الخديوي توفيق لتصبح وِجهةً ترفيهية وثقافية فريدة، تجمع بين الجمال الطبيعي وتسهم في مجال البحث العلمي، حتى لقبت بلقب “جوهرة التاج” تميزًا منها على حدائق الحيوان بأفريقيا.

تمتد الحديقة على مساحة حوالي 80 فدانًا في منطقة الجيزة، وتقع بالقرب من نهر النيل، تحديدًا في شارع ديجول، حيث أُنشئت لتكون متنفسًا للعائلة المالكة وضيوفها، ثم تطورت لتكون وجهة عامة للمصريين والسياح فيما بعد،  وتميزت باحتوائها على أنواع نادرة من الحيوانات والنباتات من مختلف أنحاء العالم، مما جعلها تمثل لوحة حية من التنوع البيئي، يزورها نحو 3 ملايين زائر يوميًا.

معالم جمالية في حديقة الحيوان بالجيزة

في بدايات القرن العشرين، اعتبرت الحديقة واحدة من أجمل الحدائق في العالم،  واشتهرت بجسورها المُعلقة التي بُنيت بواسطة المهندس الفرنسي ألكساتذر جوستاف إيفل، نفس مصمم برج إيفل الشهير بباريس، بالإضافة إلى تصميمها المعماري الفريد، الذي يجمع بين الطابع الكلاسيكي والوظائف العملية.

إطعام الأطفال للحيوانات ضمن أنشطة الحديقة التفاعلية

متحف الزواحف والطيور

وتحوي الحديقة متحفًا متميزًا تم بناؤه عام 1906،  ويضم بيت الزواحف، الذي يحتوي على  مجموعات نادرة من الثعابين والسحالي، وبيت الطيور، الذي يتيح للزوار فرصة مشاهدة أنواع طيور غريبة ومهددة بالانقراض، كما يوجد بيت الفيل، الذي يُعد من أكثر الأماكن جذبًا للأطفال.

بيت الفيل من أكثر الأماكن جذبًا في الحديقة للأطفال

ويعد من أبرز ما يميز الحديقة هو احتضانها لعدد من الأشجار والنباتات النادرة التي جُلبت من آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، مما يُضفي عليها طابعًا استثنائيًا، ومن بين هذه الأشجار، شجرة "التين البنغالي" التي يعود تاريخها إلى أيام تأسيس الحديقة.

دور الحديقة في البحث العلمي والتعليم

لم تقتصر أهمية الحديقة على الجانب الترفيهي فقط، بل لعبت دورًا بارزًا في البحث العلمي والتعليم، إذ تُجرى فيها دراسات على سلوك الحيوانات وتكاثرها، كما تُعد مقرًا لبرامج التربية البيئية والتوعية بأهمية الحفاظ على الحياة البرية.

حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة الحيوان بالجيزة

وفي السنوات الأخيرة، ركزت إدارة الحديقة على تحسين المرافق وتطوير بيئة الحيوانات لتكون أكثر ملاءمة، بما يتماشى مع المعايير العالمية لرعاية الحيوانات، كما أُضيفت برامج تفاعلية لتعزيز تجربة الزوار، مثل إطعام الحيوانات والجولات التعليمية.

search