الإثنين، 27 يناير 2025

06:43 م

فضفضة لـ سعاد حسني عمرها 38 عامًا.. ماذا قالت عن صباح وأم كلثوم؟

سعاد حسني

سعاد حسني

“حياة الإنسان من المولد حتى القدرة على الإبداع يجب أن نقف عند كل جزء منها، أما إذا كان الإنسان عبقريًا، فيجب دراستها”، بهذه الكلمات، اختارت الكاتبة نعم الباز بدء حوارها المميز مع الراحلة سعاد حسني، بمجلة "الكواكب" بتاريخ 28 أبريل 1987، والذي أفردت له كبرى المجلات الفنية حينها 6 صفحات كاملة. 

حاورت نعم الباز "السندريلا"، التي يمر على ميلادها اليوم 82 عامًا، بهدوء شديد، توغلت معها في تفاصيل فنية تخص أعمالها الشهيرة، واستطاعت بذكاء الخروج بتصريحات عن بعض النجوم الكبار، الذين زاملوا سعاد في رحلتها الفنية.

سعاد "ست البيت" 

حينما استقبلت سعاد حسني الكاتبة نعم الباز في منزلها، لم تكن هناك خادمة، ورغم ذلك حرصت على واجبات الضيافة بشكل مميز، وهو ما عبرت عنه الكاتبة بامتنان كبير. 

ووصفت نعم الباز مشهد الحوار فقالت: "جرس التليفون يدق بصوت مكتوم، أكواب الشاي أمامنا، لا أحد يقوم على خدمتنا، هي تقوم لتحضير إبريق الشاي، الصورة مخالفة تمامًا للأفلام، وأزمة الخدم تصل إليها، ليس المال فقط". 


رباعية ثانية

حوار نعم الباز كان الثاني لها مع السندريلا، والذي وصفته بالرباعية الثانية، مشيرة إلى أنه سابقًا كانت سعاد في فترة الطفولة والصبا مستقبلة جيدة ومرسلة جيدة أيضًا، الآن اشتدت القدرة على الإرسال، وأصبحت سعاد حسني ملهمة في الشارع المصري، بـ"تسريحة سعاد حسني، أثواب سعاد حسني، أغاني سعاد حسني". 

حوار صحفي بعمر 37 عامًا


ليلى مراد 

وفي حوارها، رفضت سعاد حسني المقارنة مع صباح أو فاتن حمامة، مشيرة إلى أنه ليس لمجرد الرفض، ولكنها تعتبر نفسها قريبة أكثر إلى ليلى مراد لبعض الأسباب.

باغتتها نعم الباز بسؤال "هل شعرت أنك جمعتي بين اثنتين من الموجودات مثًلا، صباح مع فاتن، أي أنك تمثلين وتغنين بنفس المقدرة"، لترد سعاد: “لا، يمكن أن أقول ليلى مراد، كان لها بريق بالنسبة لي، كانت في خيالي دائمًا، وهي تغني والهدوء يلف وجهها وصوتها جميل ودمها خفيف حينما تمثل، يمكن تلك أشياء مرتبطة في ذهني منذ الصغر، يمكن أقدر أحقق مثلها أو باختلاف عنها، المهم أن أكون مختلفة عن زميلاتي، وأغير في الفن وأتغير أنا أيضًا”. 


تأثير في الذوق العام

يمكن وصف فيلم "صغيرة على الحب" بأحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية، أو اعتباره فيلمًا أيقونيًا في مشوار سعاد حسني، ولكن الكاتبة نعم الباز أخذت الأمر إلى حد أبعد من ذلك. 

عبرت عن ذلك الباز قائلة: “هنا لنا وقفة، هل وجدت بعد صغيرة على الحب أنك بدأت تغيرين في الشارع المصري، في الناس، في ذوقهم، في البنات في أسلوبهن، اقتطعت جمهورًا خاصًا بك، أصبح هناك جمهور سعاد حسني مثل جمهور صباح، هذا التغيير داخلك تغير في أسلوب إرسالك، وبالتالي تغيرين في الناس، هنا تصبحين فنانة ثانية جديدة متفردة تقدم نوعًا آخر من الإبداع خاص بك”.

وردت "السندريلا": “هنا حاجة جديدة، ممكن أعطيها، كنت في هذه المرحلة مهتمة بأن أؤكد نفسي بطريقة غريبة، وكان هذا هو همي الشاغل، كنت أريد أن أثبت قدراتي في الغناء والرقص إلى جانب التمثيل، هنا وضعت يدي على البداية، بداية شيء مميز يجذب الإنسان، هكذا يجب أن يثار الفنان ليعطي شيئًا لم يكن يعطيه من قبل، لأن الفنان لو لم يقدم جديدًا سيشعر بأنه لا يفعل شيئًا وكأنه يكرر نفسه، أما الشيء الجديد فهو الذي ينمي في الفنان قدرات ثانية وحماسًا أكتر وبالتالي تضحيات”.

رباعية ثانية


"أبوة" رشدي أباظة 

ومثلما تحدثت نعم الباز عن تأثير سعاد بـ "صغيرة على الحب" على الشارع المصري، لم يفت أن تحدثها عن تجربة التمثيل مع رشدي أباظة.

واحتوى رشدي أباظة السندريلا كثيرًا في الاستوديو، وعبرت سعاد عن ذلك قائلة: "رشدي أباظة شخصية فيها انطلاق وحيوية، فيها بساطة وحب لكل من حوله، فيه ترفع عن كل الصغائر ولا ينظر لأي خطأ بل شديد التسامح، مرح يضفي جوًا من السعادة حوله، تعلمت من رشدي أباظة عدم الخوف وأن آخذ المشاكل ببساطة، أنا طول عمري في الاستوديو أركز وأكرس وقتي للعمل، وأهتم بالتفاصيل الصغيرة، لكن رشدي أباظة منهجه مختلف، فهو يعيش في الاستوديو حياته العادية تمامًا، ويحترم أساليب الآخرين، أنا أرى أنه كان جميًلا جدًا".


البحث عن سعاد

وُصفت سعاد حسني في تلك الفترة بالشخصية القوية القادرة، ولكن نعم الباز أرادت أن تكشف بعض التفاصيل الأخرى، وفاجأت السندريلا بالحديث عن ذلك، قبل ترد سعاد بمفاجأة أخرى. 

"أنا بصراحة مازلت أبحث عن سعاد حسني"، قالتها سعاد وطفلة تطل من عينيها ومن قلب كلماتها، لتضيف السندريلا: "تجدين إنسانًا لم يستطع أن يحقق شيئًا، وتوحدت معه وتمنيت تحقيق ذات الشيء، ليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء مجدًا أو سينما في خيالك، ممكن أن تكون لحظات سعادة أو راحة بال لم أتستطع الوصول إليها، لكن شعرت أن إنسانًا ما قد استطاع تحقيقها".


أم كلثوم

تأثر جيل سعاد حسني بكوكب الشرق أم كلثوم، أسطورتها الفنية ونجاحاتها المُلهمة التي يرغب أبناء جيلها في الوصول ربما لنصفها، ولكن لماذا رفضت سعاد حسني زيارة أم كلثوم؟ 

وقالت سعاد في كلماتها: "قابلتها في حفلتين، كنت متزوجة أنا وعلي بدرخان، وبعد أن شاهدتها وهزتني رؤيتها بعد أن هزني صوتها وحفلاتها وأنا صغيرة، وذهبت لأحييها أنا وعلي في الكواليس، سلمت علي سلامًا لا يمكن نسيانه، تشد على اليد كأنها تعرفني منذ مائة عام، وتشعرك بارتباط وكأنها قالت لك مائة عبارة ترحيب وتشجيع". 

وتابعت: “لا أنسى أبدًا طريقة سلامها الحار القوية، تقرص على اليد وكأنها تقول كلامًا كثيرًا جدًا من خلال المصافحة، بعد أن شاهدتني في فيلم زوزو، قال لي إنها أخبرت محمد الدسوقي ابن شقيقها أنها تريد رؤية سعاد حسني، ولكني انكسفت واعتذرت بعد ذلك”.

search