التصعيد العسكري بين الهند وباكستان.. هل تقرع طبول حرب بين قوتين نوويتين؟

الهند وباكستان
سيد مصطفى
تدق طبول الحرب على الشريط الحدودي بين قوتين نوويتين، حيث تصطف المدافع والدبابات الهندية والباكستانية على طرفي الحدود، بينما أصبحت القطيعة السياسية وتعليق المعاهدات العنوان الأبرز للصحف ووكالات الأنباء العالمية بعد الهجمات الدامية على السياح في إقليم جامو وكشمير.
وكان قد وقع هجوم دامي في منطقة باهالجام السياحية بإقليم جامو وكشمير، راح ضحيته 26 شخصًا، وأعلنت جماعة مسلحة تُدعى "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم، وتتهم نيودلهي هذه الجماعة بأنها واجهة لمجموعات باكستانية مثل "لشكر طيبة" و"حزب المجاهدين"، مما أدى إلى تعليقها لاتفاقية نهر السند.

ورفضت باكستان قرار الهند بتعليق معاهدة مياه نهر السند، واصفة أي محاولة هندية لقطع المياه بأنها "تهديد وجودي".
ووصف القيادي بحزب “باراتيا جاناتا” الحزب الحاكم بالهند ورئيس مركز دراسات دلهي، الدكتور فيجاي جولي، جرائم القتل في كشمير بأنها “مجزرة بشرية”.

القيادي بحزب باراتيا جاناتا: الجريمة الأخيرة تعتبر حرب مفتوحة ضد الهند والهندوس
وأكد كولي، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن الجريمة الأخيرة تعتبر حربا مفتوحة ضد الهند والهندوس من قِبل إرهابيين تدعمهم باكستان، قائلاً: “نقف جميعًا مع عائلات الهندوس المكلومة وحكومة مودي في هذا الوقت العصيب”.
وطالب القيادي بحزب حزب “باراتيا جاناتا”، بتنظيف الإقليم من خلال العمل العسكري الفوري ضد الإرهابيين المدعومين من باكستان في كشمير.
سياسي هندي: الهند ستُسقط باكستان على ركبتيها
بينما يرى كيران جوسافي السياسي الهندي وعضو اللجنة التنفيذية لأصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج، إن الهجوم الإرهابي الأخير في باهالجام، والذي قُتل فيه 26 سائحًا هندوسيًا بشكل مأساوي، هو عمل عنيف مقلق للغاية أعتبره إدانة شديدة.

وقال جوسافي، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، إن شهود العيان أكدوا أن الضحايا استُهدفوا على وجه التحديد بناءً على هويتهم الدينية من قبل إرهابيين من جماعة “لشكر طيبة” المدعومة من باكستان.
وأشار عضو اللجنة التنفيذية لرابطة “أصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج”، إلى إن هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين على أساس الدين أمر بغيض ويسلط الضوء على النية الخبيثة للجناة، موضحًا أن مثل هذه الأعمال تهدف إلى نشر الخوف والتحريض على الكراهية وتقويض السلام والاستقرار في المنطقة، وقد أدان المجتمع الدولي هذا الهجوم على نطاق واسع، واعترف به على أنه عمل إرهابي خطير وأعلن دعمه الكامل لحرب الهند ضد الإرهاب.
الإجراءات الهندية ضد باكستان
وفيما يتعلق بإمكانية التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، أوضح جوسافي إن الوضع متوتر للغاية وينطوي على مخاطر كبيرة، وفي أعقاب الهجوم، حيث أدانت الهند بشدة باكستان لدعمها الإرهاب عبر الحدود، وتشير العديد من الإجراءات الفورية التي اتخذتها الهند، مثل تبادل إطلاق النار المبلغ عنه على طول خط السيطرة، وتعليق معاهدة مياه نهر السند، وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وإغلاق معبر حدودي رئيسي، إلى موقف حازم وإمكانية لمزيد من التصعيد.
ولفت عضو اللجنة التنفيذية - لأصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج، إلى أن رئيس الوزراء الهندي مودي صرح على وجه التحديد بأن الجناة سيُقدمون إلى العدالة بغض النظر عن المكان الذي يختبئون فيه، وقد ردت باكستان بالتأكيد على استعدادها للدفاع عن سيادتها، ولكن تاريخيًا، أدت مثل هذه الأحداث إلى استسلام باكستان أمام الجيش الهندي، لذلك لا يوجد تطابق بين البلدين، ومن المؤكد أن الهند ستُسقط باكستان على ركبتيها، حسب قوله.

3 أسباب أدت للهجوم الإرهابي
بينما أوضح المقدم ج. س. سودهي الضابط المتقاعد بالجيش الهندي، والمحلل العسكري الهندي، ومؤلف كتاب “سحب حرب الصين: كش ملك الصين العظيم”، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الهجوم حيث تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى الهند لكسب دعاية دولية، وزعزعة السلام والازدهار في جامو وكشمير بعد إلغاء المادتين 370 و35 أ عام 2019.
وأضاف المحلل العسكري الهندي، أنه في عام 2020، لم يتجاوز عدد السياح الذين زاروا جامو وكشمير 0.35 مليون سائح، بينما ارتفع العدد إلى 20.35 مليون سائح عام 2024.

وبين سودهي أن باكستان تسعى إلى إبقاء الإرهاب قائمًا في جامو وكشمير حتى عام 2035، حيث ستشن الصين وباكستان في ذلك العام حربًا على جبهتين ضد الهند، وتبدأ باكستان الحرب ثم تنضم إليها، في ذلك الوقت، ستستغل باكستان حالة عدم الاستقرار في جامو وكشمير لمهاجمة الهند.
وأشار المحلل العسكري الهندي، ان نيو دلهي اتخذت القرار الصائب باتخاذها موقفًا عسكريًا حازمًا في أعقاب هجوم باهالجام الإرهابي.
مستقبل التصعيد العسكري بين البلدين
واستبعد سودهي، أن يؤدي ذلك إلى أي ضربة جراحية فورية على أي منشأة عسكرية باكستانية، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد الوضع إلى حرب شاملة، في هذه المرحلة، حيث يعاني الجيش الهندي من نقص يزيد عن مليون جندي، ولا يملك سلاح الجو الهندي سوى 29.5 سرب من الطائرات المقاتلة مقابل 42 سربًا باكستانيا، كما أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تتعاون الصين مع باكستان، مما سيؤدي إلى حرب على جبهتين.
وأردف المحلل العسكري الهندي، أنه ستقوم الهند بضربة عسكرية حتمًا، ولكن ليس فورًا قبل أن يتم تعويض النقص في القوى العاملة والمعدات في القوات المسلحة.
الهجوم تغطية على أزمات باكستان الداخلية
بينما يرى مير راجي البلوشي، الناشط البلوشي - إقليم بلوشستان محتل من باكستان وإيران - المقيم في لندن، أن السبب في التصعيد الأخير هو تكرار حملات الإرهابيين الباكستانيين على الهند، وفي كل سنة وكل مرة هذه الحملات تتكرر، ويقع على إثرها ضحايا من الهند، لهذا الهنود تعبو وملّوا من تكرار هذه الحملات، وفي هذه المرة الهند فاقدة الصبر والتحمل.
وأكد البلوشي، أن باكستان لديها مشاكل في الداخل، وتريد إشغال الشعب والعالم بقضية كشمير لأن باكستان على شفا حفرة كنظام، وبهزة بسيطة يمكن أن تنهار، فعلى سبيل المثال هي فاقدة السطرة على أقليم بلوشستان، كما أن عددا من القوميات المحتلة من قبل باكستان مثل السنديين والبشتون في حالة حرب مع النظام الباكستاني.

وأضاف الناشط البلوشي، أن حكومة إسلام أباد تريد أن تُفهم عموم الشعب أن وجود باكستان في خطر، وحتى الشعب يلتفت حول النظام ويترك مطالبه، كما تساعدها تلك الأجواء على فرض حظر التحرك وتفرض نفسها بالقوة في بلوشستان وتبيد البلوش.
وأشار البلوشي إلى أن تطور الأمور لصدام عسكري مرتبط برد فعل الهند، ونحن منتظرون رد الفعل، وهناك احتمال كبير جداً للصدام إذا ثأرت الهند بقوة، وإذا تعاملت بالمثل فممكن استبعاد الصدام بينهما كحرب بين البلدين.
اتفاقية نهر السند
وحول تعليق اتفاقية نهر السند، أوضح الناشط البلوشي، أن تعتبر الأراضي الهندية مصدر كل الأنهار التي تجري في باكستان، وقامت الحكومة الهندية باتخاذ هذا الإجراء حتى تستسلم باكستان وتتعهد بعدم تكرار الحملات الإرهابية الى الهند وإلّا في تكون الخطر قائم لضرب باكستان، مما يضغط على إسلام أباد لتلبية طلبات الهند أو ممكن أن تنتهي كدولة ونظام.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
بعد التوتر بين الهند وباكستان.. كيف رصدت صحافة البلدين التصعيد؟
25 أبريل 2025 07:03 م
أرقام قياسية.. ماذا ينتظر الأهلي إذا تأهل لنهائي دوري الأبطال؟
25 أبريل 2025 04:33 م
تغيير مكان الدفن.. مراسم جديدة في جنازة البابا فرنسيس
25 أبريل 2025 05:20 م
منع المباريات ومشاهدتها.. القطيعة بين الهند وباكستان تصل للرياضة
25 أبريل 2025 07:07 م
أكثر الكلمات انتشاراً