السبت، 26 أبريل 2025

02:45 ص

تغيير مكان الدفن.. مراسم جديدة في جنازة البابا فرنسيس

البابا فرانسيس

البابا فرانسيس

جهاد أشرف

A .A

سيكمل البابا فرنسيس، الذي توفي يوم الإثنين عن عمر يناهز 88 عامًا، رحلته الأخيرة إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري لدفنه، ليودعه فقراء روما ومحتاجيها عند وصول جثمانه إلى الكنيسة، بينما سيحضر قداس جنازته في ساحة القديس بطرس عدد من رؤساء الدول والحكومات وأفراد العائلة المالكة.

توافد الحشود على ساحة القديس بطرس لتوديع البابا فرانسيس

 

الجنازات البابوية كانت "مبالغا في تزيينها"

البابا فرانسيس هو أول بابا منذ أكثر من مئة عام يُدفن في مكان غير الكهوف التقليدية تحت كنيسة القديس بطرس، حيث كان يتم دفن الباباوات في احتفالات كبيرة، وبدلاً من ذلك، اختار البابا الراحل دفن جثمانه في مكان بسيط داخل الكنيسة، كان يُستخدم سابقًا لتخزين حاملات الشموع.

وقد كشف البابا فرنسيس اختياره لهذا المكان لأول مرة خلال مقابلة مع الصحفي خافيير مارتينيز بروكال في أبريل 2023، حيث ذكر أنه أراد تبسيط جنازته لأن الجنازات البابوية كانت، بحسب رأيه، "مبالغًا في تزيينها"، وأضاف أنه لم يرغب في أن يُصوّر مستلقيًا على وسائد، بل أراد أن يكون دفنه أقرب إلى حياة القسيس البسيطة.

قبل أن يستقر على موقع دفنه، عرضت عليه عدة مناطق في الكنيسة الواسعة، ليختار في النهاية الكوة الموجودة في الصحن الأيسر قرب كنيسة باولينا، حيث توجد أيقونة بيزنطية لمريم العذراء التي كان يصلي أمامها بانتظام، حسبما ذكرت “الجارديان”.

كنيسة سانتا ماريا

البابا يوصي بعدم تزيين قبره

كما طلب البابا في وصيته ألا يتم تزيين قبره، وأن يُنقش اسمه البابوي فقط باللغة اللاتينية: "فرانسيسكوس"، وقال مارتينيز بروكال إن البابا عند رؤيته للمكان قال: "هذا مكاني، أريد أن أُدفن هنا، كانت في الأساس خزانة".

على الرغم من أن كنيسة سانتا ماريا ماجوري أقل شهرة من كنيسة القديس بطرس، إلا أنها لا تقل جمالًا وتضم سقفًا مزخرفًا مذهلًا يُقال إنه مُغطى بالذهب الذي جلبه كريستوفر كولومبوس من الأمريكتين، بالإضافة إلى كنيسة صغيرة صممها مايكل أنجلو وتحتضن الكنيسة أيضًا قبر النحات الإيطالي الشهير جيان لورنزو برنيني.

كان ينشر السلام في كل مكان

في الأيام التي تلت وفاة البابا، ازدادت شعبية الكنيسة بين الحجاج والسياح وقد عبّرت إيريكا، وهي طبيبة ألمانية، عن تأثرها بزيارة الكنيسة، قائلة: "كان ينشر السلام في كل مسام كيانه". 

من جهتها، قالت ستيفاني بولكو، وهي حاجة من المكسيك، بينما كانت تنتظر بركة كاهن على تذكاراتها: "أفهم لماذا اختار فرانسيس أن يُدفن هنا، الجمال هنا أخّاذ".

ما لا يقل عن 130 وفدًا أجنبيًا

من المتوقع أن يحضر جنازة البابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا، ما لا يقل عن 130 وفدًا أجنبيًا، بمن فيهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الأمير البريطاني ويليام، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وستُفرض منطقة حظر جوي خلال مراسم الجنازة.

ويصل إلى روما اليوم الجمعة، عدد من رؤساء الدول الخمسين والملوك العشرة، الذين سيتوافدون للمشاركة في مراسم الجنازة التي ستقام يوم السبت في ساحة القديس بطرس.

التابوت الذي يحتوي على رفات البابا والكرادلة الذين سينتخبون خليفته

توديع البابا فرنسيس في اللحظات الأخيرة

وُضع نعش البابا فرنسيس أمام مذبح القديس بطرس لمدة ثلاثة أيام، حيث ارتدى البابا الراحل ثيابه البابوية التقليدية: الرداء الأحمر، التاج الأبيض، والحذاء الأسود.

واصطف عشرات الآلاف من المعزين لساعات، لتوديع البابا فرنسيس في اللحظات الأخيرة، حيث سيتم إغلاق نعشه مساء اليوم الجمعة في الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي، وتجمع العديد من قادة العالم وكبار الكرادلة في هذا الحدث الذي يحيي ذكرى البابا الراحل.

وتشير التوقعات إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص سيتوافدون إلى روما للمشاركة في هذه المراسم، خاصة أن المراسم تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع اليوم الجمعة.

بعد الجنازة، سيتم نقل نعش البابا سيرًا على الأقدام إلى كنيسته المفضلة، كنيسة سانتا ماريا ماجوري البابوية في روما، حيث سيتم دفنه، ومن المتوقع أن يُكتب على قبره اسمه البابوي “فرنسيسكوس”، وسيُتاح للزوار فرصة زيارة القبر بدءًا من صباح يوم الأحد.

search