ضبط كميات مجمدة من لحوم الكلاب والحمير بالمغرب

أثار العثور على كميات من لحوم الكلاب والحمير المجمدة والمعدة للبيع في الأسواق بدولة المغرب موجة جدل وقلق واسع، خاصة بعد انتشار صور وفيديوهات توثق وجود رؤوس هذه الحيوانات مذبوحة وملقاة في حاويات النفايات بعدد من المدن، ما دفع السلطات إلى تكثيف جهودها لمكافحة هذه الظاهرة.

وتمكنت المصالح المختصة من ضبط كميات كبيرة من هذه اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري في مدن مراكش، الدار البيضاء والجديدة، وسط مخاوف متزايدة من تأثير هذه الممارسات على صحة المستهلكين، حسبما ذكر موقع “العمق” المغربي.

أسباب الأزمة 

وخلال الأسابيع الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وتقارير توثق العثور على بقايا جثث كلاب وحمير في أماكن مختلفة، ما أثار استنكارًا واسعًا ومخاوف من انتشار ظاهرة تسويق لحوم غير مشروعة.

ويرى متابعون أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، التي تتراوح حاليًا بين 10 و12 دولارًا للكيلوجرام، وعدم انخفاضها طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، قد يكون أحد العوامل التي أدت إلى تفاقم الظاهرة.

أزمة اللحوم الحمراء ومخاطر السوق السوداء

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك والدفاع عن حقوقهم، نور الدين حمانو، أن ذبح الكلاب وتسويق لحومها ليس ظاهرة جديدة، لكنها تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار اللحوم وقلة توفرها نتيجة تراجع تربية المواشي.

وأوضح أن المغرب يواجه أزمة حادة في توفير اللحوم الحمراء في الأسواق بسبب الجفاف المستمر منذ سبع سنوات، ما أدى إلى نقص الإنتاجية وارتفاع التكاليف. 

خلف كواليس الأزمة 

كما أشار إلى أن عمليات الذبح غير القانونية لإناث الأبقار والأغنام، التي قام بها بعض المشرفين على المجازر، أسهمت في تراجع السلالة المغربية من المواشي، في ظل فشل عدد من المخططات الفلاحية الحكومية في احتواء الأزمة.

وأضاف أن غلاء أسعار الأعلاف، وارتفاع تكاليف النقل، ونقص المراعي، كلها عوامل ساهمت في انتشار ظاهرة ذبح الكلاب والحمير.

كما حذر من أن عصابات متخصصة تضم جزارين وأصحاب محلات الأكلات الخفيفة باتت تقود هذه العمليات غير القانونية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة وسلامة المستهلكين.

ودعا رئيس الجمعية السلطات إلى تشديد الرقابة على أسواق اللحوم، واتخاذ تدابير صارمة لمحاربة هذه الممارسات غير الأخلاقية وغير القانونية، حفاظًا على صحة المواطنين وضمان سلامة المنتجات الغذائية.