الجمعة، 31 يناير 2025

04:25 ص

تفاصيل عملية اغتيال محمد الضيف.. من أوشى به من داخل غزة؟

محمد الضيف- أرشيفية

محمد الضيف- أرشيفية

سيد محمد

A .A

تحدثت صحيفة “جويش كرونيكال” عن تفاصيل عملية اغتيال قائد كتائب القسام، محمد الضيف، والذي أعلن المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة استشهاده، اليوم، بعد أشهر من الغموض حول مصيره. 

وكانت إسرائيل أعلنت اغتيال الضيف، في يوليو الماضي، عبر عملية معقدة استخدمت فيها وحدات سرية وجواسيس متنكرين.

عملاء بزي بائعي خضار ومتسولين

وفقًا للصحيفة فقد تسلل عملاء إسرائيليون إلى غزة متنكرين في هيئة بائعي خضار ومتسولين، ضمن خطة استخباراتية دقيقة لتحديد موقع الضيف، الذي وصفته إسرائيل بـ"سيد التمويه".

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية بدأت عندما اكتشفت إسرائيل أن الضيف أصبح زائرًا منتظمًا لمبنى معين في منطقة المواصي غربي خان يونس، حيث كان يلتقي قادة من حماس لمتابعة التطورات الميدانية ومناقشة الأوضاع الإنسانية في غزة.

وزعمت المصادر للصحيفة أنه بعد تلقي معلومات من عملاء ميدانيين حول توقيت زيارته المحتملة، بدأ الجيش الإسرائيلي في التخطيط لاستهدافه، خاصة بعد ملاحظة تغييرات غير مألوفة في سلوكياته الأمنية، حيث بات أكثر استقرارًا في موقع محدد.

التنكر بملابس موظفي الأونروا ورجال الدين

ووفقا لمصادر للصحيفة، فقد أرسل الجيش الإسرائيلي عملاء متنكرين بصفات مختلفة، من بينهم من انتحل شخصية موظف بوكالة الأونروا، وآخرون تظاهروا بأنهم رجال دين يرفعون معنويات النازحين، وذلك بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.

وأضافت: “أما العميلان الأساسيان اللذان راقبا الموقع، فقد كان أحدهما بائع خضار وضع عربته أمام مدخل المبنى، بينما جلس الآخر في المكان نفسه متنكرًا كرجل عجوز متسول”.

اللحظة الحاسمة لصيد "سيد التمويه"

وفي 13 يوليو، تأكدت زيارة الضيف للمبنى، ليتم نقل المعلومة إلى غرفة القيادة في إسرائيل، حيث منح مجلس الوزراء الأمني الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.

تم توجيه طائرتين مقاتلتين للتحليق فوق المنطقة على ارتفاع عالٍ، استعدادًا لضرب الهدف فور دخوله المبنى، ومع استمرار الانتظار، رصدت المخابرات الإسرائيلية تحركات لعناصر مسلحة تابعة لحماس قرب مخيم النازحين، في المنطقة التي كان يُفترض أن يستخدمها العملاء الإسرائيليون للانسحاب.

ولتجنب الخطر، صدرت أوامر لفريق العمليات السرية بالتوجه نحو البحر بدلًا من الطريق البري، حيث تم التقاطهم لاحقًا بواسطة سفينة إسرائيلية دون إثارة الشكوك.

الهجوم الصاروخي وتدمير المبنى

بعد عدة ساعات من الترقب، شوهد الضيف أخيرًا وهو يدخل المبنى، عندها انسحبت القوات الإسرائيلية الميدانية، وبدأت الطائرات بشن هجوم متتابع:

  1. الضربة الأولى: صاروخ مدمر أسقط المبنى بالكامل.
  2. الضربة الثانية: قصف محيط المبنى لمنع محاولات الإنقاذ.
  3. الضربة الثالثة: استُخدم صاروخ مخترق للتحصينات لضرب الطابق السفلي، حيث كان يُعتقد أن الضيف لجأ إليه.

بسبب طبيعة التفجير، استغرقت إسرائيل أسبوعين للتأكد من مقتله، حيث كان لابد من إزالة الأنقاض لكشف الجثث.

اغتيالات مماثلة ضمن عمليات إسرائيلية سرية

تأتي هذه العملية ضمن سلسلة اغتيالات نفذتها إسرائيل ضد قادة من الصف الأول في حماس، بما في ذلك استهداف رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، والمستشار العسكري لحزب الله، فؤاد شكر.

search