السبت، 01 فبراير 2025

03:02 ص

3 سنوات من الحرب بأوكرانيا.. أزمة فرار تضرب الجيش

جندي أوكراني

جندي أوكراني

خاطر عبادة   -  

A .A

بعد ثلاث سنوات من الحرب المستمرة، تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة تتعلق بنقص الجنود وارتفاع حالات الفرار من الخدمة العسكرية. 

ورغم الدعم الغربي، إلا أن التكلفة الباهظة للحرب باتت واضحة على المستويين البشري والاقتصادي، حيث تصدرت أزمة هروب الجنود العناوين في البلاد، وسط تساؤلات حول مستقبل الصراع.

أزمة الفرار من الخدمة العسكرية

بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، باتت قضية الفرار من الجيش الأوكراني محط اهتمام واسع، خاصة بعد أن أعلنت الحكومة الأوكرانية فتح تحقيق بشأن اللواء الآلي 155، عقب اختفاء 56 جندياً خلال تدريبهم في فرنسا، بالإضافة إلى مئات آخرين في عداد المفقودين.

كما تم القبض على قائد الوحدة، دميترو ريومشين، ويواجه الآن عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات، بعد اتهامه بالفشل في أداء واجباته وعدم الإبلاغ عن حالات الغياب غير المصرح بها.

تعاني أوكرانيا من نقص حاد في الجنود، خاصة المشاة، مما ساعد الجيش الروسي على التقدم في الجبهات الشرقية. 

ولتعويض هذا النقص، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوامر بدمج المجندين عديمي الخبرة في الكتائب القائمة، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة.

شهادات الجنود الفارين

تحدثت الجارديان إلى بعض الجنود الأوكرانيين الذين هربوا من وحداتهم العسكرية، حيث قدموا شهادات تكشف عن تراجع المعنويات والشعور بالإحباط نتيجة الأوضاع الصعبة على الجبهة.

“مجرد رقم”.. قصة الجندي فيكتور

كان الجندي الأوكراني، الذي أطلقت عليه الصحيفة اسمًا مستعارًا "فيكتور"، أحد المتطوعين للدفاع عن كييف في بداية الحرب. 

لكنه بعد أكثر من عام من القتال، قرر ترك موقعه وعدم العودة، بعدما أصيب في كتفه خلال معركة في قرية تونينكي، بالقرب من أفدييفكا الشرقية.

يقول فيكتور: "عندما وصلت، كنت متحمسًا ومستعدًا للموت من أجل بلادي، لكن بعد فترة أدركت أنني مجرد رقم، لا أحد يهتم بحياتي".

ورغم حصوله على إجازة قصيرة للعلاج، أُجبر على العودة إلى ساحة المعركة دون اكتراث بإصابته. وفي النهاية، اختار الفرار ليبدأ حياة جديدة بعيدًا عن الحرب، حيث يدير الآن ورشة لإصلاح المركبات العسكرية مجانًا في غرب أوكرانيا.

ويضيف فيكتور: "الجميع متعبون، لقد تغيرت المعنويات، في البداية كان الناس يعانقون الجنود في الشوارع، أما الآن فهم قلقون من إجبارهم على التجنيد".

الهروب إلى المجهول: قصة الجندي أوليكسي

من جهته، يروي الجندي "أوليكسي" كيف شارك في معارك ميكولايف وخيرسون، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية كانت تفتقر إلى التنظيم، وأن الدعم المدفعي لم يكن كافيًا خلال المواجهات العنيفة.

أوليكسي، الذي أصيب في إحدى المعارك، تقدم بطلب نقل، لكن طلبه قوبل بالرفض، مما دفعه إلى الهروب والاختباء.

يقول أوليكسي: "لقد وصلت إلى نقطة الغليان، لذلك قررت أن أذهب إلى حيث لا يستطيع أحد أن يجدني".

ويضيف أنه مستعد للقتال مجددًا فقط إذا دخلت القوات الروسية إلى مدينته، أو إذا أصبح الجيش الأوكراني أكثر انضباطًا واحترافية على غرار جيوش حلف شمال الأطلسي.

أزمة نفسية واجتماعية متفاقمة

أكدت أولجا ريشتيلوفا، مفوضة حماية حقوق أفراد الخدمة العسكرية في أوكرانيا، أن مشكلة الفرار من الجيش أصبحت واسعة الانتشار، معتبرةً أنها نتيجة طبيعية لحرب طويلة استمرت لثلاث سنوات.

وتوضح ريشتيلوفا: "الجنود يريدون رؤية عائلاتهم، أطفالهم يكبرون بدونهم، والعلاقات تنهار، فالزوجات لا يمكنهن الانتظار إلى الأبد".

كما أشارت إلى أن العديد من الجنود يعانون من اضطرابات نفسية حادة نتيجة ضغط القتال، موضحة أن الخلافات مع القادة العسكريين قد تدفع البعض إلى الفرار من الخدمة.

وتضيف: "هذه ليست مشكلة يمكن حلها فقط بالعقوبات، لأن الجنود عندما يواجهون الاختيار بين القتل أو السجن، فإنهم في كثير من الأحيان يختارون الخيار الثاني".

تداعيات الحرب الطويلة

تكشف شهادات الجنود وحالات الفرار الجماعية من الجيش الأوكراني عن الإرهاق الكبير الذي أصاب القوات، إلى جانب تراجع الحماس الذي كان يميز المقاتلين في بداية الحرب. 

وفي ظل استمرار المعارك، تزداد التساؤلات حول قدرة أوكرانيا على الصمود أمام التحديات المتزايدة، سواء على الجبهات العسكرية أو في الجبهة الداخلية، حيث يتزايد الاستياء الشعبي من تكلفة الحرب المستمرة.

search