السبت، 01 فبراير 2025

10:36 م

العمل من المنزل أم المكتب.. أيهما أفضل لصحتك النفسية؟

العمل من المنزل_تعبيرية

العمل من المنزل_تعبيرية

في ظل ما نعايشه اليوم في  حياة متسارعة، وكنتيجة للتحولات المتلاحقة في سوق العمل، وزيادة متطلبات المعيشية، أصبح السؤال عن الأفضلية بين العمل من المنزل والعمل من المكتب محور نقاش واسع، فبينما يوفر العمل من المنزل مرونة أكبر، يرى البعض أن بيئة المكتب تعزز الإنتاجية والتواصل الاجتماعي، ولكن أيهما أفضل من الناحية الصحية والنفسية؟

الفوائد الصحية والنفسية للعمل من المنزل

وفقًا لدراسة  نشرتها مجلة Journal of Occupational Health Psychology عام 2022، المعنية بالصحة النفسية،  فيتمتع العمل من المنزل بعدة مزايا صحية ونفسية، إذ أظهرت الأبحاث أن الموظفين الذين يباشرون عملهم عن بعد، يحظون بأقل نسبة من الإجهاد والتوتر مقارنة بما يعايشه باقي زملائهم في العمل، والذين يباشرون عملهم بالطريقة التقليدية من المكاتب، ويرجع ذلك إلى تجنب التنقل اليومي المرهق، والذي يزيد من مستويات الإجهاد الجسدي، ما ينعكس على صحة الموظفين بالسلب، ويزيد من معدلات الإرهاق ويقلل من جودة النوم.

العمل منزليًا

وعلى الجانب الآخر يتيح العمل عن بعد تحكمًا أفضل في بيئة العمل، ما يساعد في تقليل التعرض للأمراض المعدية كالإنفلونزا على سبيل المثال، وهو ما أكدته دراسة صادرة عن National Bureau of Economic Research، والتي اكتشفت  انخفاضًا في معدلات الإجازات المرضية بنسبة 30% بين الموظفين الذين يعملون عن بُعد.

وبالإضافة إلى ذلك، يوفر العمل منزليًا فرصة لتناول طعام صحي وممارسة الرياضة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الصحة الجسدية لموظف، فوفقًا لدراسة نشرها موقع Harvard Business Review، فإن العاملين عن بُعد يمارسون نشاطًا بدنيًا أعلى بنسبة 25% مقارنةً بمن يعملون في المكاتب.

الفوائد الصحية والنفسية للعمل من المكتب

يمتاز العمل من المكتب بعدد من  مزايا نفسية واجتماعية هامة، وهو ما أظهرته  دراسة أجرتها American Psychological Association عام 2023، والتي أفادت أن الموظفين الذين يعملون في بيئات مكتبية يتمتعون بمستويات أعلى من الارتباط المهني والتفاعل الاجتماعي، ما يقلل من مشاعر العزلة والاكتئاب.

 وفقًا للموقع المعني بالصحة النفسية فالتفاعل المباشر مع الزملاء يعزز الإبداع ويزيد من القدرة على حل المشكلات، فيما أشارت دراسة أخرى نشرها موقع MIT Sloan Management Review، إلى أن حضور الاجتماعات في مقر العمل تساهم في تحسين جودة الأفكار المطروحة بنسبة 35% مقارنةً بالاجتماعات الافتراضية المقامة عن بعد، وبالإضافة إلى ذلك فيوفر العمل من المكتب هيكلًا يوميًا واضحًا للموظفين، ما يساعدهم في الفصل بين حياتهم الشخصية  والمهنية، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على الإرهاق العاطفي، فيقل لدى الموظفين الذين يعملون من المقر، وتزداد نسبته لدى أولئك الذين يباشرون أعمالهم منزليًا.

أيهما أفضل: العمل منزليًا أم العمل من المكتب؟

للرد على هذا التساؤل الملح، فيجب علينا أولًا معرفة طبيعة العمل الذي يقوم به كل شخص واحتياجاته،  فإذا ما كنت تفضل المرونة في أداء عملك وتريد تقليل التوتر الجسدي، فقد يكون العمل من المنزل مناسبًا تمامًا لمتطلباتك، أما إذا كنت تعتمد على التفاعل الاجتماعي لتعزيز إنتاجيتك وصحتك النفسية، فقد يكون المكتب الخيار الأفضل، وإذا ما تطرقنا للحل الأمثل الذي أقرته الدراسات العلمية، فقد أقرت أن  نموذج العمل الهجين الذي يجمع بين العمل منزليًا ومباشرته من المكتب هو النموذج الأمثل للعمل.

search