"ترفع ذكاء الأطفال".. دراسة حديثة تغيّر مفاهيم ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو تنمي الذكاء ولكن الحذر من الإفراط
خاطر عبادة
هناك ذكاء وراثي، وآخر يمكن اكتسابه من خلال تجارب الحياة أو تنميته من خلال ممارسة عادات يومية مثل القراءة والدراسة، واكتشف العلماء أن ألعاب الفيديو تسهم أيضًا في ذلك.
وفقًا لمجلة “لا راثون” الإسبانية، قام باحثون من السويد بتحليل بيانات من حوالي 10 آلاف طفل، وأكدوا أن الصغار الذين يمارسون ألعاب الفيديو لديهم قدرات معرفية أكبر، حتى بعد التحكم في العوامل الوراثية والاجتماعية والاقتصادية.
عدم الإفراط
إن القراءة والدراسة والتواصل وحتى لعب “الفيديو جيمز” لها تأثير كبير على ذكائنا خلال السنوات الأولى من الحياة، والتي تعتبر ضرورية لنمو الدماغ، حيث إن اللعب على الأجهزة أو أجهزة الكمبيوتر ليس له عواقب سلبية كثيرة كما كنا نظن، إذ إن المشاكل تكمن في الإفراط.
حتى الآن، كان هناك الكثير من الجدل حول تأثير "وقت الشاشة" على نمو دماغ الأطفال. وأكدت دراسات مختلفة أن قضاء ساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو التلفزيون أو الهاتف المحمول يؤثر على الحالة النفسية والصحة البدنية للأطفال، ومع ذلك، هناك دراسة علمية ثورية جديدة تتحدى تمامًا المعتقدات التقليدية حول الآثار السلبية لألعاب الفيديو على نمو الطفل.
ألعاب الفيديو ومعدل الذكاء
وكشف البحث أن الأطفال الذين كانوا أكثر ممارسة لألعاب الفيديو أو لعبوا المزيد منها شهدوا زيادة كبيرة في معدل ذكائهم بما يعادل 2.55 نقطة ذكاء، وتكمن أهمية هذا البحث في أنه تم تأكيد هذه النتائج لأول مرة بعد التحكم في العوامل الوراثية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأطفال، بالتالي لا تؤثر في العلاقة بين ألعاب الفيديو والذكاء.
وأجرى الدراسة باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، وهو مركز دولي رائد في مجال علوم الأعصاب، ونشرت النتائج في مجلة Scientific Reports.
وبالنسبة إلى العينة، فقد تابع مؤلفو الدراسة نحو 10 آلاف طفل وطفلة أمريكيين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات لمدة عامين لتحليل تأثير الشاشات على ذكائهم.
وكشف التحليل أيضًا عن أنماط مثيرة للاهتمام في استخدام الشاشة، حيث قضى الأطفال في المتوسط 2.5 ساعة يوميًا في مشاهدة مقاطع الفيديو، تليها ساعة واحدة من الألعاب.
تحفيز العمليات المعرفية
علاوة على ذلك، تتميز ألعاب الفيديو الأكثر فنية بقدرتها على تحفيز العمليات المعرفية المتعددة، وقامت الدراسة بقياس خمسة مكونات محددة: المفردات، والانتباه الانتقائي، والتعرف على القراءة، والتعلم اللفظي السمعي، والمعالجة البصرية المكانية، ووجدت تحسنات كبيرة في كل هذه المجالات.
وتوصل الباحثون إلى فروق كبيرة بين الجنسين، حيث لعب الأولاد حوالي ضعف ما لعبته البنات (1.32 ساعة مقابل 0.68 ساعة في اليوم)، ومع ذلك، كانت الفائدة المعرفية مماثلة لكلا الجنسين، ما يشير إلى أن جودة التفاعل مع ألعاب الفيديو أكثر أهمية من مقدار الوقت الذي يقضيه المشاركون فيها.
الفوائد المعرفية الموثقة في الدراسة مدعومة بأبحاث سابقة، ومع ذلك، يسلط الباحثون الضوء أيضًا على كيف يمكن حتى للتأثيرات الصغيرة أن يكون لها عواقب وخيمة طويلة المدى على التطور المعرفي للأطفال.
ماذا قالت الدراسات الأخرى؟
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات الأخرى وجدت علاقة بين إدمان ألعاب الفيديو والمشاكل الصحية العقلية والجسدية، ويشمل ذلك زيادة القلق واضطرابات النوم والاكتئاب ومشاكل التركيز.
ورغم أن هذه الدراسة تمثل نقطة تحول في فهمنا لتأثير التقنيات الرقمية على نمو الطفل، يتعيّن علينا أن نأخذ في الاعتبار أهمية الاستخدام المناسب للتكنولوجيا، وعلاوة على ذلك، لا تفصل الدراسة ما إذا كانت النتائج تختلف اعتمادًا على نوع لعبة الفيديو التي تعرض لها القاصرون، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لإيجاد علاقة أكثر وضوحًا بين ألعاب الفيديو والذكاء والتطور المعرفي للأجيال الجديدة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
ضياء رشوان: الإخوان استخدموا الإعلام لخلق معارك.. والجماعة إلى زوال
04 فبراير 2025 06:47 م
بين الفشل الكلوي وزيادة الذكاء.. أسرار لا تعرفها عن مسكنات الآلام
04 فبراير 2025 05:32 م
"شيخ الزلم" يعيد ميراث البعث في سوريا.. ومتابعون: غسيل دماغ جديد
04 فبراير 2025 05:22 م
بعد إعلان خطوبته.. 10 معلومات عن ساهر منذر "المتحول جنسيا"
04 فبراير 2025 03:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً