شريحة "إيلون ماسك".. هل تُكرّر مأساة "اللمبي 8 جيجا"؟

بعد إجراء أولى التجارب على أدمغة البشر لزرع شريحة إلكترونية بداخلها، بدأ الأمر الخيالي أقرب إلى ملامسة الواقع، والفضل يرجع إلى الذكاء الااصطناعي.

لكن هذه الشريحة المسماة بـ"Neuralink" أثارت تساؤلات عدة بشأن كيفية استخدامها التكنولوجي، وما إذا كانت هذه التقنية الجديدة ستؤدي إلى ثورة تكنولوجية تقود إلى غزو العالم.

السيطرة على العقول

خبير أمن المعلومات، وليد عبد المقصود، أبدى تخوفه الشديد من استخدام هذه الشريحة في الفترة المقبلة، مؤكدًا أنه على الرغم من الهدف الرئيس المعلن لإنشاء هذه الشريحة هو مساعدة مرضى الشلل في استعادة الحركة، إلا أن هناك خطرًا كبيرًا فيما يتعلق بإمكانية السيطرة على عقول البشر فيما بعد!

اللمبي 8 جيجا

وأضاف عبدالمقصود لـ"تليجراف مصر"، أن الشريحة ستكون موصولة بجهاز أو هاتف محمول، يمكن من خلاله نقل المعلومات التي يريدها الشخص، واصفًا تلك العملية بـ"دس السم في العسل"، إذ يمكن أن يتم برمجة الأدمغة المختلفة بكل ما يريده الغرب من أفكار لتنتشر حول العالم من خلال هذه الشريحة، وتصبح العقول "منقادة" من دون وعي.

وأضاف، أن هناك خطرًا آخر يكمن في إمكانية اختراق تلك الشريحة من قبل "الهاكرز" وبذلك يحدث تهديد للبشر، فهي عملية تساعد في محو الذاكرة، وهو شبيه بما حدث من مأساة في أحداث فيلم "اللمبي 8 جيجا"، فقد استطاع المسؤول عن الشريحة محو كل ما تحتوي عليه الشريحة بضغطة واحدة.

استخدام أفكار البشر

وشدّد على أنه ليس هناك دليلًا واضحًا على عدم محو المهارات الخاصة بالدماغ، وكيفية إعاقتها فمن الممكن استخدامها في بعض الجرائم أو الحروب، واستخدام بعض أفكار البشر نتيجة الإطلاع عليها من قبل تلك الشريحة.
وتابع خبير أمن المعلومات، "يمكن تهكير الأفكار الخاصة بالأشخاص الهامة حول العالم وإجراء هجمات رقمية عليهم".

فيما قال خبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، إن ماسك أكد أن الشريحة تساعد في عملية الشفاء من الأمراض المعروفة مثل الشلل وعودة الرؤية وحتى غير القادرين على الحركة، وهو ما يجعل هناك سرعة في استخدام تلك الشرائح على المدى القريب.

لكن فرج حذّر من أن تلك الشريحة قد تحمل المخاطر للإنسان، وذلك من خلال تعاملها مع أفكاره السلبية فمن غير الواضح كيفية التعامل معها حتى الآن، كما أن فكرة وجود شريحة متصلة بأجهزة الحاسوب والإنترنت بدماغ الإنسان تجعله عرضة للاختراق.

عمليات إجرامية!

وأوضح الخبير التكنولوجي أنه بالتأكيد أفكار الإنسان قد تكون ضارة في كثير من الأحيان، وقد يتم اختراق تلك الشريحة واستخدام العقل البشري في العمليات الإجرامية، وقد يستخدم ككاميرا أو ميكروفون.

وألقى الخبير التكنولوجي سؤلًا حول مدى أمان الشريحة، وما الذي يضمن حماية الإنسان من الاختراقات التي قد تؤدي إلى كوارث كبيرة، مثل نقله معلومات لأي جهة، وكذلك ضمان حماية أفكاره الإبداعية والفكرية، مشيرًا إلى ضرورة وضع قوانين تعاقب وتجرّم استخدام الشريحة في غير مكانها.

تأسيس شريحة "نيورالينك"

في عام 2016، أسّس رجل الأعمال الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، وثمانية رجال أعمال آخرين شركة "نيورالينك" الخاصة بتلك الشريحة، وبدأت في الظهور على الساحة إلى العامة في مارس عام 2017، وصرح ماسك بأن الشركة تهدف إلى صنع أجهزة تعالج أمراض الجهاز العصبي وتطوير تقنية (bmi) أو ما يُعرف بـ"واجهة الدماغ الحاسوبية" التي تسمح للإنسان بالتواصل مع الأجهزة من دون وسيط متحرّك كاليدين، والعينين، والذراعين، والقدمين.

وفي أبريل 2021، أطلقت “نيورالينك” شريحة تحت اسم “N- 1- link”، تُزرع في الدماغ، وتحديدًا في المنطقة المسؤولة عن الذراع واليد، التي تُسمى “Motor Cortex” أو القشرة الحركية.

ووظيفة تلك المنطقة هي استقبال إشارات عصبية للحركات والتخطيط لها، ثم إرسال إشارات عصبية بتنفيذ الحركات، وهذه الشريحة تحتوي على عددٍ من الأقطاب الكهربية، كلما زادت تمكنت من تسجيل قدر أكبر من المعلومات الدماغية.

شريحة في الدماغ

وأعلن إيلون ماسك، أمس، أن شركته الناشئة للتكنولوجيا البشرية “Neuralink”، أجرت أول عملية لإدخال شريحة مزروعة في دماغ أول شخص يخضع للاختبار.
وقال عبر صفحته على موقع "إكس"، إنه تم زرع الشريحة جراحيًا في دماغ الشخص الخاضع للاختبار، وأنه يتعافى بشكل جيد، مضيفا "تُظهر النتائج الأولية اكتشافًا واعدًا لارتفاع الخلايا العصبية".