الأحد، 23 فبراير 2025

07:40 ص

مقتطفات من خطبة الجمعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة

A .A

أعلنت الهيئة العامة بشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي مقتطفات من خطبة الجمعة اليوم.

جاءت الخطبة في المسجد النبوي عن الاستغفار وهو أصل المغفرة وأساسها وأعظم مُوجِباتها، ومن أجل ذلك أمر الله به خيرَ خلقه لتأتمر به أمَّتُه، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيده، وألقى الخطبة فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا، وجاء نص الخطبة كالتالي:

نص خطبة المسجد النبوي

* لِشَرَف الاستغفار وفضلِهِ أَلْهَم الله ملائكته المكرمين أن يستغفروا لعباده المؤمنين، وأرشد الله أن تختم به الليالي والأعمار، فكانت آخرُ جملة تحرَّك بها لسانُه الطَّاهرُ ﷺ أن قالَ وهو يعالج سكرات الموت: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى».
* عَلِم سبحانه -وهو الخلَّاق العليمُ- أنَّ نفوسَ عباده -وإن كانت مفطورة على حبِّ الخير واستحسانه- إلّا أنها لا تنفكُّ عن إرادة الشرِّ إذا ضلَّتْ سواءَ السبيل، وأنَّ لها إقبالًا على الطاعة وإدبارًا إلى المعصية، ورغبة في الحسَنَةِ وقصدًا إلى السيئة.
* لِرَحْمة الله الغالبة الواسعة آثارٌ عظيمة على جميع خلقه في العالم السُّفْلِيّ والعُلْوِيّ، وفي الدنيا والآخرة؛ منها: غفرانه ذنوبَ من شاءَ من عبادِه الموحدين المسلمين، وغفرانه الذنوبَ يكون بسترها عن أن يفضح بها أهلها في الدنيا والآخرة، مع محوها والتجاوز عنها.
* من غفران الذنوب: عفوه -سبحانه- عن العقوبة عليها؛ ما لم تبلغ مَبْلَغ الكفر أو الشرك الأكبر، فإنه الذنب الذي لا يُغفر؛ كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.
* الاستغفار هو أصل المغفرة وأساسها وأعظم مُوجِباتها، ومن أجل ذلك أمر الله به خيرَ خلقه لتأتمر به أمَّتُه، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيده، كما قال جلَّ جلالُه: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19].
* لفضل الاستغفار وعظم حاجة العباد إليه: أرشدهم ربهم إليه، لأن العبد لا ينفكُّ عن طاعةٍ فعَلَها يرجو قبولَها وهو خائفٌ من تقصيره في أدائِها على وجهها، فيحتاج إلى استغفار ليجبر نقصها، ولذلك شُرِع لِمَنْ سلَّم من صلاته أن يستغفر الله ثلاثًا.
* من تأمَّل صفتَيِ المغفرة والرحمة لله جلَّ جلالُه: وجَدهما مقترنتين في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى؛ تربوا على سبعين آية، تجيء صفة الرحمة فيها تالية صفة المغفرة، وسرَّ ذلك -والله أعلم-: أن رحمة الله تعالى بعبده أقرب ما تكون إليه حين يستغفره.

نص خطبة المسجد الحرام

أما خطبة المسجد الحرام كانت بعنوان: «ونكتبُ ما قدَّموا وآثارَهم» وألقاها فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي وجاء نص الخطبة كالتالي:

* الذِّكرُ الحَسَنُ يبقى لِمَنْ عَمَّ نَفْعُه وانتشرَ عطاؤه؛ فأصحاب الذكر الجميل سيرتُهُمْ تتخطّى الآفاق، وتفتح لهم قلوب الخلق، وتنشرح الصدور في التعامل معهم، ويُرْفع عند الناس مقامهم.
* تكفَّل الله سبحانه لأهل التقوى بالنّجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون، ووعدَ بمعيِّته للمتقين، فقال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194].
* من نعم الله تعالى على عبده المؤمن: أن يكتُبَ له آثارَ عمله، فيُحْيِيَ بها ذِكرَه، ويُجْرِيَ بها أجرَه، ويمدّ بها عمره؛ بدَوَام الحسنات بعد الممات، وبقاء الذكر الحَسَنِ بعد الوفاة، فالأعمال الحميدَةُ والآثارُ الجميلة هي التي تُخَلِّدُ ذِكرَ صاحبِها.
* أحبُّ الناس إلى الله أنفَعُهُمْ للناس، ومن دَعاهم إلى خيرٍ كانَ له من الأجرِ مثلُ أجورِ مَنْ تَبِعَه؛ من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، وفي الصحيح: «من سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها بَعْدَه؛ من غير أن ينقص من أجورِهم شيءٌ».
* كان النبي ﷺ يحُثُّ أصحابَه على أن يجعلوا لأنفسهم آثارًا طيِّبَة حتّى آخر فرصة من الحياة، وفي مسند الإمام أحمد؛قال النبي ﷺ: «إن قامَتْ على أحَدِكُمُ القيامَةُ وفي يدِه فسيلَةٌ فليَغْرِسْها».
* من الآثار التي تَبْقَى لصاحبِها بعد موته: عِلْمٌ عَلَّمَه ونَشَرَه، وولدٌ صالِحٌ تَرَكه، أو مُصْحَفٌ ورَّثَه، أو مسجدٌ شَيَّده، أو وقفٌ للأرامِل والأيتام بنَاه، أو ماءٌ أجراه، أو صَدقةٌ جارية أخرجها من ماله؛ في صحته وحياته.
* من الحرمان العظيم والخُسران المبين: أن يُرْزَق الإنسانُ عمرا مديدًا ومالًا ممدودًا وبنين شهودًا؛ ثم يموت بلا أثَرٍ يُذكر، أو عملٍ طيب عليه يُشْكَر، فمن لم يجعل لنفسه أثرًا قبل مماته: دُفِنَ ولا شيء يذكره، غير أنه كانَ ثم مات!

search