كوريا الشمالية من العزلة إلى القوة النووية.. كيف تغيرت الموازين؟

الترسانة النووية لكوريا الشمالية
تحتفل كوريا الشمالية في 16 فبراير من كل عام بذكرى ميلاد زعيمها الراحل كيم جونج إيل، وهو حدث ذو رمزية خاصة يعكس استمرار إرث العائلة الحاكمة التي قادت البلاد منذ تأسيسها عام 1948.
وإلى جانب الاحتفالات الرسمية، يعيد هذا اليوم تسليط الضوء على المسيرة السياسية والعسكرية التي حولت بيونج يانج من دولة معزولة إلى قوة نووية تثير قلق العالم، حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.
جذور الدولة الحديدية
بعد انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) دون توقيع معاهدة سلام رسمية، تبنت كوريا الشمالية بقيادة مؤسسها كيم إيل سونج سياسة العزلة، مستندة إلى عقيدة "الجوتشي"، أو مبدأ الاعتماد على الذات، الذي جعلها تسعى لتحقيق الاستقلال التام سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وفي العقود التالية، عزز النظام الحاكم، قبضته على المجتمع، معتمدًا على اقتصاد موجه ودعاية حكومية مكثفة، بينما ظل معتمدًا على الدعم السوفييتي والصيني.
لكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينيات، دخلت البلاد في أزمة اقتصادية خانقة، حيث واجهت مجاعة مدمرة أودت بحياة مئات الآلاف، وأدت إلى تفاقم عزلتها الدولية.

التحول نحو السلاح النووي
مع وفاة كيم إيل سونج عام 1994، تولى ابنه كيم جونج إيل الحكم، ليبدأ فصلا جديدا في سياسة بيونج يانج، حيث أدرك كيم الابن أن امتلاك السلاح النووي سيمنح بلاده نفوذًا دوليًا، وبدأ في تعزيز البرنامج النووي، رغم الضغوط والعقوبات الدولية.
وفي عام 2006، أجرت كوريا الشمالية، أول تجربة نووية لها، متحديةً المجتمع الدولي والعقوبات الأممية، ما جعلها رسميًا ضمن قائمة الدول النووية، ورغم الضغوط الأمريكية والتعهدات المتكررة بتفكيك البرنامج مقابل مساعدات اقتصادية، واصلت بيونج يانج تطوير قدراتها العسكرية.

تصعيد غير مسبوق في عهد كيم جونج أون
مع وصول كيم جونج أون إلى الحكم عام 2011 بعد وفاة والده، تسارعت وتيرة التطوير العسكري لكوريا الشمالية، فقد أجرى النظام تجارب نووية متكررة، وأطلق صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، كما اختبر تقنيات متقدمة، مثل الصواريخ الفرط صوتية.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت بيونج يانج تمثل تحديًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وحلفائها في آسيا، خصوصًا كوريا الجنوبية واليابان، وسط تحذيرات من أن تطوير الصواريخ العابرة للقارات قد يمنحها قدرة ردع نووي فعّالة.

الالتفاف على العقوبات واتهامات واشنطن
على الرغم من العقوبات الدولية الصارمة التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، نجحت كوريا الشمالية في الالتفاف على هذه الإجراءات من خلال أساليب متعددة، أبرزها القرصنة الإلكترونية، والعلاقات الاقتصادية مع بعض الدول.
وقد لعبت الهجمات الإلكترونية، دورًا رئيسيًا في تمويل برنامجها العسكري، حيث تتهم واشنطن بيونج يانج بالمسؤولية عن سرقة مئات الملايين من العملات الرقمية عبر هجمات سيبرانية تستهدف مؤسسات مالية كبرى.
مفاوضات متعثرة ومستقبل مجهول
شهدت السنوات الأخيرة محاولات دبلوماسية لاحتواء التهديد النووي الكوري الشمالي، كان أبرزها اللقاءات التاريخية بين كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت خلال ولاية ترامب الأولى عام 2018 بآمال كبيرة، لكنها انتهت دون اتفاق حاسم.
واليوم، مع تصاعد التوترات في شرق آسيا، تظل كوريا الشمالية واحدة من أصعب التحديات التي تواجه العالم، حيث يثير استمرارها في تطوير قدراتها النووية تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي والدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الكبرى في التعامل مع هذا الملف الشائك.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
سموتريتش: إعادة الرهائن ليست الهدف الأهم لحكومة إسرائيل
21 أبريل 2025 09:50 ص
استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي
20 أبريل 2025 11:43 م
ترامب: روسيا وأوكرانيا ستجنيان ثروات طائلة بمجرد التوصل لاتفاق
20 أبريل 2025 11:35 م
5 غارات أمريكية تستهدف مخازن أسلحة للحوثيين باليمن
20 أبريل 2025 11:24 م
إسرائيل تواجه كارثة جديدة.. صراع داخلي وكراهية وتحذير من اغتيالات
20 أبريل 2025 09:39 م
بعد استهدافه.. من هو حسين نصر نائب رئيس وحدة تهريب السلاح لحزب الله؟
20 أبريل 2025 07:43 م
احتمى بمنزل خطيبة ابنه.. مظاهرات إسرائيلية غاضبة تلاحق نتنياهو
20 أبريل 2025 06:52 م
رئيس الأركان الإسرائيلي: نسيطر على نقاط محورية في سوريا
20 أبريل 2025 06:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً