
مينا صلاح يكتب: "القاهرة تنتصر".. مخطط ترامب يتحطم على صخرة مصر السيسي
لم يكن غريبا أن تتصدر مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشهد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي التي لطالما كانت الحاضنة التاريخية للنضال الفلسطيني والداعم الرئيسي لحقوق شعبه.
اليوم، وبعد محاولات الرئيس الأمريكي، لفرض سيناريو تهجير سكان غزة، قال إنه فوجئ بالموقف المصري الأردني الرافض للخطة، وفي تحول جديد بموقفه، أكد أنه لن يفرض رؤيته بشأن مستقبل غزة، بعد أن كان قد طرح سابقًا خططًا مثيرة للجدل حول إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى منطقة سياحية، مشيرًا إلى أن خطته بشأن القطاع "جيدة، لكنها مجرد توصية وليست فرضًا".
منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب لتهجير سكان غزة وتحويل القطاع إلى مشروع سياحي أو البحث عن "أراضٍ بديلة" للفلسطينيين، كان الرد المصري واضحًا وحاسمًا: "مصر لن تقبل ولن تكون طرفًا".
لقد جاء حديث السيسي في 16 فبراير 2025 ليغلق الباب أمام أي تكهنات، حين قالها صراحة: "مصر ترفض بشكل قاطع أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، ولن نسمح بتغيير التركيبة السكانية لغزة".
هذا الموقف لم يكن مجرد تصريح سياسي عابر، بل كان تأكيدًا على أن مصر لن تقف متفرجة على محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تنفيذ مشاريع مشبوهة على حساب حقوق أهلها.
اعتقد ترامب أنه بإمكانه فرض رؤيته المنحازة لإسرائيل دون أي عوائق، متجاهلًا الإرادة العربية والشعبية، لكن ما لم يكن في حساباته، أن مصر لن تسمح بتمرير هذه المؤامرة، ولن تكون بأي حال طرفًا في مأساة جديدة للشعب الفلسطيني.
مع تصاعد الضغط المصري، وتضامن الأردن ودول عربية أخرى مع الموقف الصلب الذي قاده السيسي، بدأ ترامب وإدارته في التراجع، بل ووجدوا أنفسهم معزولين دوليًا أمام هذا الرفض القاطع، لقد فشلت الخطة ليس فقط لأنها كانت غير عادلة، ولكن لأن مصر وضعت حدًا لأي محاولات لفرضها.
البعض قد يتساءل لماذا كان لمصر هذا التأثير الحاسم؟ الإجابة ببساطة تكمن في عدة عوامل:
الثقل السياسي الإقليمي
مصر ليست مجرد دولة مجاورة لفلسطين، بل هي الدولة الأكبر في المنطقة، صاحبة المواقف التاريخية، والوسيط الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تخص الشرق الأوسط.
التزام لا يتزعزع
لم تتغير مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود، ولم تتاجر بها كما فعل آخرون، بل كانت دائمًا داعمًا حقيقيًا للحقوق الفلسطينية.
قدرة على الفعل وليس الكلام
لم تكتفِ القاهرة برفض التهجير لفظيًا، بل قدمت مبادرات عملية، كان آخرها في 19 فبراير 2025، عندما دعا السيسي المجتمع الدولي إلى "تبني خطة إعمار غزة دون ربطها بأي محاولات لتهجير سكانها"، في خطوة قطعت الطريق أمام أي محاولات لاستغلال الأزمة.
مرة أخرى، أثبت السيسي أن مصر ليست مجرد دولة كبرى في المنطقة، بل هي الضامن الوحيد لاستقرارها، واللاعب الذي لا يمكن تجاوزه حينما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية. فبينما تتخبط بعض القوى العالمية في حساباتها، وتراجع ترامب عن مواقفه المتطرفة تحت وطأة الضغط المصري، يظل الموقف المصري ثابتًا، لا يخضع للمساومات ولا يعرف التردد.
إن ما حدث في الأيام الأخيرة ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو درس للعالم بأسره، بأن مصر حينما تقول "لا"، فإنها تعنيها بكل ما تحمله من ثقل وتأثير، واليوم، يقف التاريخ شاهدًا على أن القاهرة لم تفرط يومًا في حقوق الفلسطينيين، ولم تسمح بتمرير مخططات تآمرية، وستظل دائمًا السد المنيع في وجه أي محاولة لطمس هوية غزة أو تهجير أهلها.

الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً