السبت، 05 أكتوبر 2024

10:47 ص

مسودة باريس: "حماس" تدرس.. وصراع داخل حكومة نتنياهو

الحرب في غزة

الحرب في غزة

ميار مختار

A A

بمجرد أن تم الانتهاء من المفاوضات مع دولة الاحتلال "إسرائيل" عبر وساطة مصرية قطرية وبحضور الولايات المتحدة، والخروج بمسودة لعرضها على حركة "حماس"، وفصائل المقاومة في قطاع غزة، تراكمت التصريحات المتابينة بين رفض وتأييد من قبل طرفي الحرب في القطاع، حول الشروط المفروضة لتحقيق الهدنة.

مفاوضات باريس

الأحد الماضي، انتهى في العاصمة الفرنسية، اجتماع، بشأن غزة، بمشاركة رئيس الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصري، عباس كامل، والإسرائيلي، ديفيد بارنياع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

شروط للاتفاق

طرحت حماس لتحقيق الهدنة، بعض الشروط، منها:
1- إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين المتبقين على مراحل تبدأ بالنساء والأطفال، على شرط خروج رهينة إسرائيلية مقابل كل 100: 200 فلسطيني، من بينهم أسرى متهمين في قتل إسرائيليين.
2- التوقف التدريجي للقتال، ووقف إطلاق النار بشكل كامل.

3- ضمان إيصال وتمرير المساعدات إلى غزة.
4- انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع.

وتواجدت إسرائيل في المفاوضات، بسبب رغبتها في تأمين الإفراج عن الرهائن المتبقية لدى "حماس".

إعجاب قطري ومرونة إسرائيلية

وفي أعقاب انتهاء الاجتماع، أعرب رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثان، عن أمله حول التقدم في المفاوضات مقارنة بالأسابيع المقبلة التي قُبلت فيها المحادثات بالتعنت.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب وافقت مبدئيًا على صفقة تبادل جزئية في ظل عدم الاتفاق على مطلب حماس بوقف الحرب، وأعربت حماس عن إمكانية تقديم هدنة مؤقتة مدتها 45 يومًا.

وكان البيت الأبيض، قد أعلن أن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوصل إلى اتفاق آخر بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين "لا بد أن نقول إن هناك تطورًا ملحوظًا فيما يخص المفاوضات".

أهالي الرهائن الإسرائيليين

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن القمة تناولت خطة إطلاق سراح الرهائن على مراحل، مضيفة "الأطراف ناقشوا وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبًا، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي".

فيما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مسؤولين مصريين أن حماس تلقت عرضًا جديدًا ينص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أشهر في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، فيما تضمن العرض في مرحلته الثانية، إطلاق حماس سراح الجنديات الإسرائيليات الأسيرات، ومن ثم الجنود الأسرى، وتسليم جثث القتلى الإسرائيليين في غزة إلى تل أبيب.

نتنياهو يصفها بـ"البناءة"

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن، أن اجتماع باريس كان "بنّاء"، متداركا أنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف.

وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.

هنية وحماس والمقترح

وأمس، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إنّ الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس، لافتًا إلى أنّ الحركة بصدد دراسته وتقديم ردها عليه، على قاعدة أنّ الأولوية هي لوقف العدوان على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال إلى خارج القطاع، مضيفًا "الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية، شرط أن تفضي إلى وقف العدوان، وإيواء أهالي غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى".

وثمّن هنية دور قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مستدام في غزة على طريق إنهاء العدوان، وحثّ العالم على الضغط على الاحتلال "لوقف المجازر وجرائم الحرب"، بما فيها سياسة التنكيل بحق الفلسطينيين في الضفة.

كما ثمّن موقف مصر المتطابق مع الموقف الفلسطيني برفض وجود الاحتلال على الحدود مع مصر، وإفشال مخطط التهجير.

"الجهاد" ترفض الانخراط

وكانت حركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت في بيان لها، أنها ترفض الانخراط في أي اتفاق أو الدخول في مسودة، ما لم يتحقق الشرط الأساسي، وهو وقف إطلاق النار كليًا في قطاع غزة.

صفقة سيئة وغير شرعية

وبدوره دعا وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عدم عقد أي صفقة مع حماس، وفي تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، قال "لن نسمح بوضع تفوز فيه حماس"، مشيرا إلى أن قتلى الجيش ومواطني إسرائيل "ليسوا أيا كان".

بن غفير

وأضاف "هذه صفقة سيئة"، و"لا لأي صفقة غير شرعية مع حماس".

وسبق لبن غفير أن هدد بتفكيك الحكومة والانسحاب منها، في حال أعلن عن التوصل لوقف إطلاق نار نهائي في قطاع غزة.

إطلاق سراح "المخربين"

ويبدو أن موقف بنيامين قد تغيير من وصف المفاوضات بالبناءة، إلى الاستجابة لصرخات بن غفير، حيث استبعد أمس الثلاثاء، إطلاق سراح "آلاف" الأسرى الفلسطينيين في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن حكومته لن تطلق سراح من وصفهم "بالمخربين" من السجون الإسرائيلية.

وفي كلمة ألقاها في مستوطنة عيلي في الضفة الغربية المحتلة "أود أن أوضح، أننا لن نسحب جيش الدفاع الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. لن يحدث أي من هذا".

search