الأحد، 20 أبريل 2025

06:42 ص

تهديد وضغط لكسب أرض.. رسائل خفية بين حماس وإسرائيل خلال تبادل الأسرى

رسائل حماس وإسرائيل خلال تسليم الأسرى

رسائل حماس وإسرائيل خلال تسليم الأسرى

أسامة حماد _ سيد محمد

A .A

تحولت مراسم تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، إلى منصات دعائية تجسد انتصارات رمزية ورسائل تحد متبادلة تحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية متباينة.

إشارات غير معلنة ضمنتها حماس وإسرائيل في مراسم التسليم، ومن بينها تقبيل الأسرى رؤوس عناصر الحركة، في مقابل إجبار إسرائيل الرهائن على ارتداء ملابس تحمل اقتباسات تحمل وعيدًا بالانتقام.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، أيمن الرقب، إن حماس تريد إرسال رسائل للاحتلال بأنها خرجت منتصرة ولا تزال جاهزة للمعارك، رغم الضربات القاسية التي تلقتها من إسرائيل، وأنها لم تحقق شيئًا من عملياتها العسكرية في غزة.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ“تليجراف مصر” أن الكتابات الإسرائيلية على ملابس الأسرى الفلسطينيين لحظة الإفراج عنهم، هدفها إظهار إسرائيل في موقف المنتصر وأن ردها كان شديدًا على عملية طوفان الأقصى.

أيمن الرقب

وتابع الرقب، أن ظهور مقاتلي حماس وهم يحملون سلاح النخبة الذي غنموه من جيش الاحتلال خلال المعارك يعني أن الكثير من مقاتليهم قضي عليهم في أثناء الحرب.

من جانبه قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي، إن حماس تؤكد من خلال رسائلها السياسية عبر منصات التسليم، أن لديها قيمًا ومبادئ، وتطالب بأرضها واستقلالها، وإعلان دولة فلسطين، وحق تقرير المصير، لافتًا إلى أن هذه الرسائل تزود ضيق العدو الإسرائيلي.

فيما أشار المحلل السياسي الفلسطيني عادل شديد، إلى أن حماس أرسلت العديد من الرسائل القوية التي استهدفت بها الداخل الإسرائيلي والرأي العام الدولي وعنت في مجملها التمسك بالأرض، لافتًا إلى أن تشبيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ“دراكولا” تظهر أن إسرائيل هي من قامت بارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين، والأسرى الإسرائيليين. 

واتفقت حركة حماس وإسرائيل على هدنة وتبادل الأسرى في 15 يناير 2025 لإنهاء الحرب، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير، وصيغ المقترح أولاً بواسطة وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر.

رسائل خفية ورد إسرائيلي

وبينما كانت إسرائيل تترقب إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى 19 يناير الماضي، وتضمنت ثلاث أسيرات تفاجأت بمشهد مهيب لحماس يتمثل في عدد القوات والعتاد رغم الحرب القاسية التي شنتها عليهم لـ15 شهرًا، لتكون الرسالة الأولى من حركة حماس بعد وقف إطلاق النار، بعنوان الصمود والقدرة على القتال.

من تحت الركام وبكامل عتادهم.. كيف صدمت حماس الاحتلال بمشهد تسليم الأسرى؟

واختارت حماس ساحة السرايا وسط غزة لتسليم الأسرى، حيث تعرضت هذه المنطقة لدمار كبير بسبب العمليات الإسرائيلية، لتحمل رسائل تحد جديدة.

ومن جانبه قال المحلل العسكري الإسرائيلي، أمير بوحبوط في تصريح سابق، إن حماس، لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها على القطاع ولم تنجح إسرائيل في تفكيك حكم الحركة.

وردت إسرائيل بأن توعدت الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم خلال صفقة غزة باقتباسات يهودية علقت على جدران سجن عوفر بالمطاردة والقتل، وتم تعليق لافتة على جدران سجن عوفر: "الشعب الأبدي لا ينسى.. أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى أبيدهم".

انتصار المظلومين على الصهيونازية

وحملت منصة تسليم الدفعة الثانية من الأسرى التي جرت في 25 يناير الماضي، رسائل عدة وضعتها حماس، ومنها الآية القرآنية "إدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون"، وشعار معركة طوفان الأقصى وعبارة “مقاتلو الحرية الفلسطينيون منتصرون”.

عدد من الأسيرات الإسرائيليات اللاتي أفرجت عنهن

وظهرت الأسيرات الإسرئيليات تمسكن بحقيبة المفاجآت التي بها شهادة تعليم الللغة العربية وشهادة الإفراج عنهن وخريطة غزة، أمام علم فلسطين بجانب مقاتلي حماس وخلفهم عبارة “فلسطين انتصار المظلومين على الصهيونازية”

استعراض وغضب وتحذيرات

وسلمت حركة حماس الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل يوم 29 يناير الماضي، وسط حشد جماهيري ضخم أمام منزل قائدها يحيى السنوار، وسط أسطول من المركبات منها التي غنمتها في عملية 7 أكتوبر، معتبرة أن هذه رسالة إصرار وقوة وتحدٍّ في وجه المحتل، بأن الفلسطينيين باقون على أرضهم.

من جانبه عبر نتنياهو، عن صدمته قائلًا: “أشاهد ببالغ الخطورة، المشاهد الصادمة التي شهدها إطلاق سراح رهائننا”، مضيفًا “من تجرأ على إيذاء أسرانا، دمه سيكون على رأسه”.

ووصف وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، مشهد التسليم بـ "المروع"، وكتب على منصة “إكس”: “سعداء ومتحمسون لعودة أحبائنا أجام وأربيل وغادي، ولكن الصور المروعة القادمة من غزة توضح، هذا ليس انتصارا كاملا هذا فشل كامل”.

رسالة تكريم للقادة وإشارة إلى رعيم

ووجهت حماس رسائل عدة قاسية لإسرائيل، في وقت سابق كانت بدايتها نفي ما زعمته إسرائيل بمقتل قائد كتيبة الشاطئ هيثم الحواجري، الذي أُعلن اغتياله في 2023، وشارك في مراسم الإفراج، وأجبرت الجيش الإسرائيلي حينها، على الاعتراف بفشله في اغتيال هيثم الحواجري، بعد أكثر من عام على إعلانه  قتله.

هيثم الحواجري - أرشيفية

كما استعرضت المقاومة على المنصة صورًا لقادتها الذين استشهدوا في الحرب.

كما شهد العرض، حمل مقاتلين من القسام صورة قائد هيئة الأركان لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف، في ميناء غزة.

صورة محمد الضيف في الاستعراض العسكري

وظهر المئات من عناصر القسام منتشرين لتأمين عملية الإفراج وهم يستقلون المركبات التابعة لجيش الاحتلال التي اغتنموها، واستعرضوا بعض الأسلحة منها المصادرة من الجيش الإسرائيلي.

كما حملوا بنادق "الغول" ويصل مدى القنص بها إلى 2 كيلومتر، التي استخدمت في قنص جنود إسرائيليين خلال القتال البري في غزة.

المركبات الإسرائيلية في عملية تسليم الأسرى

كما وجهت المقاومة خلال التسليم سلاحها نحو لافتة مدون عليها اسم مستوطنة رعيم، التي اقتحمتها في 7 أكتوبر 2023 ضمن عملية طوفان الأقصى.

النصر المطلق

ووضعت حماس صورة رئيس وزراء إسرائيل على جوانب المنصة التي تم فيها تبادل أسرى الدفعة الخامسة، إلى جانب عبارة "النصر المطلق"، في إشارة رمزية إلى موقفها من الصفقة.

لافتة نحن الطوفان نحن اليوم التالي

كما زينت المنصة بعلم فلسطين وصورة قبضة يد، كما حملت عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”.

وكشفت حماس حينها أن اختيار هذه العبارة ردًا على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للفلسطينيين من أن "أبواب الجحيم ستفتح" ما لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، بعد أن أرجأت حماس  إطلاق سراح الأسرى. وردت إسرائيل بأن ألقت قنابل على أسر الأسرى أثناء الإفراج عنهم وقامت بتفريقهم.

رسالة من الشاطئ

وفي يوم 15 فبراير الجاري قبل الدفعة السادسة نشرت سرايا القدس فيديو للأسير الإسرائيلي ألكسندر تروفانوف، وهو يتنزه على شاطئ البحر في قطاع غزة، قبل ساعات من إطلاق سراحه، حيث كان يجلس ويمارس الصيد ويأكل الموز، وقالت حماس إن الإفراج عنه وهو من أصول روسية، جاء احترامًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 

الأسير الإسرائيلي الروسي أليكساندر تروفانوف

الدفعة السادسة 

وحملت  خلفية منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين، ضمن الدفعة السادسة يوم 15 فبراير الجاري صورة مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومقاتلين يحملون أعلام مصر والأردن والمملكة السعودية واليمن ولبنان والجزائر،  ودونت عليها عبارة “نحن الجنود يا قدس، فاشهدي”.

 

ولم تترك حماس الفرصة دون رسائل مشفرة إلى نتنياهو، وقدمت للرهينة المفرج عنه يائير هورن، هدية عبارة عن ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر لا يزال في غزة يظهر فيها مع والدته، وكتب إلى جانب الساعة باللغات العربية والعبرية والإنجليزية عبارة "الوقت ينفد" إشارة إلى الرهائن الذين لا يزالون في غزة.

رد جديد من إسرائيل على حماس

وجاء رد إسرائيل على رسائل حماس بأن ألبست الأسرى الفلسطينيين قبيل خروجهم قمصانًا كتب عليها “لن ننسى ولن نسامح”، بجانب عبارة نجمة داود الزرقاء وشعار مصلحة السجون الإسرائيلية، للإشارة إلى هجوم 7 أكتوبر.

نتنياهو دراكولا ونصوص توراتية

أما في الدفعة السابعة من تسليم الأسرى بعثت حماس برسالة مفادها أن نتنياهو قتل المحتجزين، المقرر تسليم رفاتهم، بإصراره على استمرار العملية العسكرية في غزة.

وحملت خلفية مراسم التسليم  صورة مرعبة ومثيرة للجدل لرئيس الوزراء الاسرائليلي بأنياب أشبه بمصاصي الدماء أو “دراكولا”، تصاحبها صورة أبرزت معاناة الشعب الفلسطيني خلال حرب غزة ومكتوب بجوار صورته جملًا باللغة العربية والعبرية والإنجليزية، ومضمونها: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية".

 ووُضع نموذجين لصاروخين تابعين لحركة حماس بجانب عبارة: “ما كنا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا”، كما حملوا الجثث بين أيديهم وليس على أكتافهم. 

وفي رد تل أبيب على حماس، اقتبست مصلحة السجون الإسرائيلية عبارات مستوحاة من النصوص التوراتية، حيث أجبرت مصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين على ارتداء ملابس تحمل عبارات ذات دلالات عدائية، من بينها: “أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم”.

كما استخدمت أيضًا أساور تحمل نقشًا يقول: "الشعب الأبدي لن ينسى ما جرى، أطارد أعدائي فأدركهم".

تيشرت  الأسرى الفلسطينيين

للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

وحملت تفاصيل الدفعة السابعة من تسليم الأسرى التي جرت مراسمها أمس رسائل جديدة إلى إسرائيل، ففي لافتة رفعت في ساحة التسليم ظهر علم فلسطين وقبضة يد مكتوب عليها: “اخلع حذاءك فكل شبر من هذه الأرض روي بدماء الشهداء”، وكُتبت على لافتة أخرى في أسفل المنصة جملة مقتبسة من بيت شعر للشاعر المصري أحمد شوقي: "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، التي طالما رددها يحيى السنوار.

كما كتب على لافتات المنصة: “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد” وجاء في لافتات المنصة أيضًا صورة قبة الصخرة بالقدس المحُتلة، وصور السهم الأحمر المقلوب الشهير، الذي استخدمته عناصر حماس أثناء استهدافها الدبابات الإسرائيلية والجنود، وأيضًا الصورة التي نشرتها مؤخرًا للسنوار أثناء المعارك.

وظهرت اللافتة على اليمين تحمل صورة قائد القسام محمد الضيف وكتب عليها: "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ"، وعلى اليسار، صورة لقادة كتائب القسام وحماس، الذين استشهدوا خلال المعارك من بينهم محمود حمدان الذي استشهد رفقة السنوار في رفح.

وخلال تسلم الدفعة السابعة أقبل أحد الأسرى الإسرائيليين على تقبيل رأس أحد عناصر المقاومة الأمر الذي أشعل غضب إسرائيل.

قبلة الأسير الإسرئيلي على رأس عنصر من حركة حماس

وأغضبت رسائل الدفعة الأخيرة تل أبيب وأرجأت تسليم الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، حيث قال نتنياهو إن ذلك ردًا على مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين التي وصفها بالاستفزازية. 

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 12:00 AM
    الفجْر
  • 12:00 AM
    الشروق
  • 12:00 AM
    الظُّهْر
  • 12:00 AM
    العَصر
  • 12:00 AM
    المَغرب
  • 12:00 AM
    العِشاء
الظهر
search