
ليفربول ومانشستر سيتي أو مانشستر سيتي وليفربول
أولًا اعتذر لك عزيزي القارئ عن ملل التكرار في العنوان، وأعترف أنني لو مكانك لأكملت بالكاد كلمات يسيرة فقط من السطور الأولى، فقط لأتأكد ما إذا كان هذا الكاتب واعيًا أم أنه يهزي فقط بكلمات مكررة.
مع مثل هذه العبارات التي لا تحتمل عشنا عشرات السنين، مع معلقين كلما جاءت مباراة الأهلي والزمالك، أعادوا لنا الجملة مرة أخرة بالمقلوب، مكررين: أو الزمالك والأهلي، وكأنه بهذا الأمر أصبح حياديًا يُرضي جمهور الناديين.
تابعنا بالأمس مباراة مانشستر سيتي وليفربول، والعديد من الديربيات، سواء بمعلقين عرب أو أجانب، ولم نسمع مثل هذا الاختراع ، تماماً كما لم نسمع بقطايف ولطايف، في مباراة كرة قدم، ولا تحريف اسم لاعب ليقال له بن قلبي، ولا حتى مذيع يحاول أن يؤدي وظيفة "مونولوجست"، ليكون في الغالب هو الضاحك الوحيد على ما يعتبره "خفة ظل"، ويراه المتابعون استظرافاً في غير موضعه.
جولة يسيرة فقط على صفحات السوشيال ميديا عقب مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة، ستوضح لأي من يهمه أمر التعليق الرياضي في مصر، حالة السخط الشديدة من تدني المستوى المهني للمعلقين، وهي شكوى عامة أصبحت ملازمة لمعظم المباريات في القنوات المحلية المتخصصة بالرياضة، ولم تسلم منها حتى مباريات الألعاب الأخرى.
التعليق مهنة مهمة لإنجاح منظومة القنوات الرياضية، وأي تطوير يراد بالأخيرة، لا يمكن أن يستثني تطوير إمكانات وقدرات المعلقين، وقبل ذلك اختيارهم على أساس الكفاءة، ثم إلزامهم بسياسة إعلامية واضحة ومحددة، تعتمد على الأقل على أساسيات المهنة.
قد يقبل الجمهور المعلق غير الملم بتفاصيل ضرورية بشأن المباراة، بما فيها الأسماء الصحيحة للاعبين، لكنه سيمتعض كثيرًا، وسيستشيط غضبًا قد يدفعه لإغلاق التلفزيون وإنهاء المتابعة، بسبب ذلك الذي يكرر لزماته، ويظنها اختراعًا عظيمًا، ليظل يردد مع كل هدف بتكرار ممل"عملوها تاني..."، أو "بالكربون يا حبيبي بالكربون"، فلا هو حبيب المشاهد، ولا الكربون ما زال يستخدم في نسخ الأوراق، تماماً مع من حرف اسم اللاعب ليقول عنه "بن قلبي"، مع أن الوحيدة التي يمكن ان تقول له ذلك، هي السيدة والدته، فكلنا أبناء قلوب أمهاتنا.
الغريب أن معظم هذه النوعية من المعلقين يستشهدون بصاحب أهم لازمة في تاريخ المعلقين المصريين، الكابتن محمد لطيف، رحمه الله، من خلال عباراته الشهيرة: "الكرة اجوال"، لكنها لازمة لطيفة مثل صاحبها، لم ولن نمل منها كونها تحمل وجهة نظر ورؤية خاصة به، وليس مجرد سجع أو كلام يتردد بلا معنى.

الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً