الجمعة، 28 فبراير 2025

05:00 م

بعد تصريحات نتنياهو.. ما مخطط إسرائيل القادم لدروز سوريا؟

الدروز وإسرائيل- أرشيفية

الدروز وإسرائيل- أرشيفية

سيد محمد

A .A

كشف المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي، أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال حفل تخريج ضباط الجيش، أثارت نقاشًا واسعًا حول مستقبل الجبهة السورية، لا سيما فيما يتعلق بالمناطق الجنوبية مثل حماة، وريف القنيطرة، والسويداء. 

وتأتي هذه التصريحات في ظل تحركات إسرائيلية يُعتقد أنها تهدف إلى دعم إقامة كيان درزي مستقل في المنطقة، مما يعيد إلى الأذهان مخططات قديمة سعت إسرائيل لتنفيذها بعد حرب 1967.

مشروع الأوتونوميا الدرزية يعود للواجهة

وأكد أشكنازي، عبر تحليله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه وفقًا لتقديرات مختلفة، يعيش اليوم بين 600 و700 ألف درزي في سوريا، يتركزون في محافظة السويداء وجبل الدروز، ومع ذلك، فإن سيطرة النظام السوري سابقًا حالت دون تنفيذ أي مشروع انفصالي، وأبقت سوريا دولة مركزية موحدة. 

وأوضح أن المتغيرات السياسية والأمنية الأخيرة أعادت فتح ملف الأوتونوميا الدرزية، حيث يُنظر إليها كحاجز أمني بين إسرائيل وسوريا، خاصة مع تنامي تهديدات الجماعات المسلحة في المنطقة.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس إلى الخطط الإسرائيلية بقوله: "هناك سياسة جديدة في جنوب سوريا، لن يسمح الجيش الإسرائيلي للقوات المعادية بالتمركز في المنطقة العازلة، من حدودنا وحتى طريق السويداء – دمشق، وسنتخذ إجراءات ضد أي تهديد، سنعزز علاقات حسن الجوار مع المجتمعات الصديقة في المنطقة، وخاصة مع المجتمع الدرزي الكبير، والجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة غير محددة لضمان أمن الجولان والشمال وكل إسرائيل".

مصالح أمنية واقتصادية مشتركة

ونقل أشكنازي عن مصادر مطلعة أن إسرائيل قد تدعم إنشاء كيان درزي مستقل في جنوب سوريا، مع إمكانية أن يكون الجيش الإسرائيلي هو القوة العسكرية الضامنة لأمن المنطقة، بينما يدير الدروز شؤونهم المدنية والبلدية.

وفي هذا السياق، يجري الحديث عن مقترح لفتح الحدود بين الجولان والأراضي السورية التي قد تخضع للأوتونوميا الدرزية، ما قد يتيح تدفق العمالة الدرزية من السويداء إلى الجولان، خاصة في مجالات البناء والزراعة، مما سيشكل بديلاً أرخص للعمالة الأجنبية من تايلاند والصين والهند.

وأشار أشكنازي إلى أنه بأقل من 100 دولار يوميًا، يمكن تشغيل عمال دروز مهرة في قطاعي البناء والزراعة، وهو ما يمثل ميزة اقتصادية لإسرائيل، بينما سيحصل العمال السوريون على أجور محترمة مقارنة بمعدلات الدخل في السويداء، والتي لا تتجاوز 300 دولار شهريًا، وفي ظل هذا التعاون، سيكون الدروز حلفاء موثوقين على المدى الطويل".

تحديات التنفيذ والواقع الأمني

ولم يغفل أشكنازي أنه رغم الخطاب الإسرائيلي الطموح، فإن مصادر أمنية إسرائيلية تؤكد أن تحقيق هذه الخطط لا يزال بعيدًا، مشيرةً إلى أن أي خطوة نحو تنفيذ مشروع الأوتونوميا الدرزية ستتطلب وقتًا وتنسيقًا مع أطراف إقليمية ودولية، كما أن الترتيبات الأمنية المتعلقة بإدخال العمالة السورية إلى إسرائيل لا تزال قيد الدراسة، وقد تحتاج إلى سنوات قبل أن تصبح واقعًا.

search