قانون المسؤولية الطبية.. هل يحفظ الكرامة أم يجرّ خصومة؟

أصبح الاعتداء على الأطباء داخل المستشفيات أثناء تأدية عملهم أمرًا شائعًا يقترب من مستوى الظاهرة،  يتحمل المسؤولية فيها أطراف عدّة، في مقدمتهم ذوو المرضى الغاضبون من تأخر أو تردي الخدمة الطبية.

تزايدت مطالبات الأطباء خلال الفترة الأخيرة بصدور قانون خاص بجرائم الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين بها، واقعة طبيب المطرية ليست الأولى من نوعها، فقد حدثت أيضا قبل أعوام عدة مع طبيبين في نفس المستشفى.

حسب نقابة الأطباء، بلغت نحو27 حالة تعدٍ خلال شهر نوفمبر 2021، وفي عام 2022 تكررت حالات الاعتداء على أطباء في مستشفيات بنها والمنصورة والقاهرة والبحيرة والمنوفية والإسماعيلية على بعض أعضاء الفريق الطبي.

أكد الدكتور أبو بكر القاضى، أمين الصندوق المساعد باتحاد المهن الطبية، أن تغليظ عقوبات الاعتداء على المنشآت الصحية، يحقق الكثير من الاستقرار للأطباء وأعضاء الفريق الطبي وكافة مقدمي المهن الطبية.

وأضاف القاضي، في تصريحات صحفية خاصة لـ "تليجراف مصر"، أن إقرار عقوبات رادعة ضد جريمة الاعتداء على المنشآت الصحية والأطباء يمنح أعضاء الفريق الطبي شعورا بتقدير الدولة لجهودهم، وينعكس على أدائهم، منوها بامتناع بعض المديرين عن عمل المحاضر باسم المنشأة، مما يعرّض الطبيب لخصومة شخصية مع المعتدي، وبالتالي يجهض فرص حصول الطبيب على حقوقه.

وقال عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن الفترة السابقة شهدت وقائع عدة لاعتداءات على أطباء أسفرت عن إصابات وكسور استدعت خضوعهم لعلاج لفترات طويلة، وتوقفهم عن العمل، لافتا إلى رفض مجلس النقابة لمشروع قانون المسؤولية الطبية، الذي ستقدمه الحكومة إلى لجنة الصحة بمجلس النواب لمناقشته الأسبوع المقبل، موضحا أن مشروع القانون الذي ناقشته وزارة الصحة مع الأطباء، يختلف عن المشروع المقدم إلى مجلس النواب.

شدد القاضي على أن نقابة الأطباء ستكون صوت أعضائها، الذي يعكس رفض الآلاف لهذا المشروع، لافتًا إلى أن مجلس النقابة العامة سيتجه في جميع المسارات الشرعية للوصول إلى حل لذلك القانون، قبل اعتماده من البرلمان.

قال عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، الدكتور يحيي دوير، إن تغليظ العقوبات مطلب قديم، تعاني من غيابه  كل المستشفيات في مصر.

وأضاف دوير، في تصريحات خاصة، أن سرعة إقرار قانون المسؤولية الطبية الذي وصل إلى مجلس النواب لإقراره، هو الحل لوقف مسلسل الاعتداء على الفرق الطبية، والطريق الأسرع لاستقرار المنظومة الطبية، بعد تكرار ما يتعرض له الأطباء من اعتداءات.

طالب عضو مجلس نقابة اطباء القاهرة، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والجهات الإعلامية المختلفة، بتوعية المجتمع بدور الأطباء، وتسليط الضوء على النماذج المشرفة للأطباء مع التصدي لمحاولات تشويه الأطباء، لافتا إلى عدم ضرورة نشر أي قضايا طبية منظورة أمام القضاء، أو نشر الرأي والرد الطبي في الوقائع غير المنظورة أمام القضاء.

وتابع  دوير أن النيابة العامة، قررت حبس المتهم في واقعة الاعتداء على طبيب المطرية أربعة أيام على ذمة التحقيق وإخلاء سبيل ممرضة الرعاية المركزة من سرايا النيابة، على خلفية محضر كيدي ضدها.

ووجّهت النيابة للمعتدي تهمة استعراض القوة، وإحداث إصابات بالطبيب تحتاج لعلاج أكثر من 21 يوما والتعدي على موظف عام في أثناء تأدية عمله، لافتا إلى أنه حضر التحقيق المستشاران القانونيان لنقابة أطباء القاهرة ونقابة أطباء مصر وهيئة المستشفيات التعليمية.

في وقت سابق، خاطب رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية السابق، الدكتور محمد فوزي، مستشفيات الهيئة، بضرورة الإبلاغ عن أية اعتداءات تقع على المنشآت الطبية أو الفريق الطبى، وذلك من خلال إرسال رسالة فورية عن طريق تطبيق الواتساب ورقم مخصص لذلك، ليتم التدخل واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك، من مسؤول أمن الوحدة، على رقم الواتساب الخاص بمدير عام الأمن بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

جاء ذلك تعليقا على حادث الاعتداء على طبيب رعاية بمستشفى المطرية، من مرافقي إحدى السيدات التي خضعت للحجز بالمستشفى، وذلك أثناء عمله، الأمر الذي أدى إلى إصابته بكسر بعظام الجمجمة ونزيف بالمخ، وكسر بعظمة الترقوة، وكدمات متفرقة بالوجه والجسم، واضطراب بدرجة الوعي، خضع على إثرها الطبيب لعملية جراحية بالمخ.