تعمير دون تهجير.. مكاسب حققتها القمة العربية الطارئة بشأن غزة

القمة العربية الغير عادية
أسامة حماد
رفعت القمة العربية الطارئة في القاهرة شعار "التعمير دون تهجير الفلسطينيين"، حيث وافق جميع الدول الحاضرة في القمة على خطة الإعمار المقدمة من مصر، والتي تتضمن إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، كما وضعت إطارًا لكيفية التنفيذ، مع الدعوة لمؤتمر دولي عاجل بالتعاون مع الأمم المتحدة لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار.
تضمنت البنود النهائية للمقترح المصري 20 بندًا، أهمها عدم التهجير وإنشاء صندوق للإعمار وآخر لدعم الأشقاء في غزة، فيما تحدثت البنود الأخرى عن شكل الإدارة في غزة والتأكيد على الانسحاب الكامل للجانب الإسرائيلي من القطاع، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وتنفيذ الاتفاق الذي يقضي بوقف إطلاق النار بكامل مراحله وإلزام الجانب الإسرائيلي بتعهداته.
وبينما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء عن أن الخطة تضمنت فرض نزع السلاح من المقاومة الفلسطينية، لم تتضمن الوثيقة التي تم عرضها على القمة والمعتمدة من الأعضاء الحاضرين أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، وهو ما قال عنه مصدر عسكري سابق إن فكرة نزع السلاح من المقاومة هي أحد الشروط الإسرائيلية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة وإعادة الإعمار، غير أن مصر رفضت ذلك بشكل تام، لحين انتقال السلطة والإدارة للفلسطينيين بشكل كامل، وبالتالي الإدارة الجديدة والحكومة هما من ستقرران طريقة التعامل.
وأكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن فكرة نزع سلاح المقاومة طُرحت فعليًا، لكن ذلك لن يتم إلا عند زوال أسباب وجوده والمتمثلة في انتهاء الاحتلال الإسرائيلي من الضفة وقطاع غزة، وحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، ما يعني عدم وجود حاجة للسلاح في أيدي المقاومة.
ماذا حققت القمة العربية من مكاسب؟
الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، علق على القمة قائلًا: "أهم مكاسب القمة هو حشد المجتمع العربي والحصول على موافقة على خطة عربية مصرية في مواجهة الخطط البديلة المقترحة من الغرب، وعلى رأسها خطة ترامب التي تعتمد على تهجير الفلسطينيين".
وأضاف: "خطوات ما بعد القمة تتضمن عقد مؤتمر لجمع التمويل لإعادة الإعمار عبر صندوق، وفقًا لما تم الإعلان عنه، وسيكون خلال الشهر الحالي".
الوثيقة المتضمنة المقترح المصري اشتملت على تدريب أفراد الشرطة الفلسطينية في مصر والأردن على ضبط الشارع والحفاظ على الأمن، كنوع من المساعدة في الإدارة.

وقبل ساعات، أعلنت حركة حماس رسميًا عبر وسائل إعلام عربية، بينها "العربية الحدث"، أنها على استعداد للتنازل عن الإدارة والخروج من المشهد السياسي، بشروط تتضمن عدم اختراق الجانب الإسرائيلي لتعهداته، وهو ما علق عليه اللواء سمير فرج إن مصر نجحت فعليًا في إقناع حماس بأن تكون أكثر مرونة.
ماذا عن ترامب؟
وبحسب فرج، فخلال الساعات القليلة المقبلة، من المنتظر وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى القاهرة في زيارة لمناقشة الأوضاع في المنطقة، ما يمنح مصر فرصة جيدة، إلى جانب السعودية والإمارات وقطر، لإقناع الإدارة الأمريكية بالخطة المصرية والضغط على الجانب الإسرائيلي للتنفيذ.
وواصل: "سنلعب على كارت أن ترامب يريد تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأوروبا، خاصة أنه هو من أجبر نتنياهو على وقف القتال في غزة".
إقامة دولة فلسطينية
وبشأن القمة العربية علق أيمن الرقب، قائلًا: "مخرجات القمة تؤكد على وحدة الأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية وغزة، ما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني ويرفض التهجير تمامًا، مع تأكيدها على قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما فيها القدس، لتعيش بأمان، وهذا أهم حقوق الشعب الفلسطيني".
وحذر قادة العرب بالقمة العربية بالقاهرة، من التعدي على المقدسات الدينية ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وهو ما تنتهجه إسرائيل على مدار الأيام والسنوات الماضية.

واعتبر الرقب أن شعار القمة هو "التعمير دون تهجير"، من خلال إنشاء 7 مناطق مؤقتة في قطاع غزة، ثم إعادة الإعمار على أن يكون الإعمار على مرحلتين: الأولى إعمار مؤقت يقوم به العرب، ثم مرحلة إعمار كبيرة وإعادة تنمية القطاع، والتي تحتاج إلى 53 مليار دولار.
وأشاد الرقب بقرار نشر قوات دولية تفصل بين الفلسطينيين والاحتلال، ورحب بمقترح تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة القطاع حتى يتم الوصول إلى اتفاق سياسي، على أن تتولى منظمة التحرير أو السلطة إدارة القطاع.

أخبار ذات صلة
بعد ظهورها بـ جودر 2.. أصل مصارعة الحيوانات وحقيقتها في ألف ليلة
05 مارس 2025 06:03 م
بعد حلقة جودر 2.. أبرز 12 مصارعا للحيوانات في التاريخ
05 مارس 2025 04:24 م
كيف سيبدو قطاع غزة بعد إعادة الإعمار وفقا للخطة المصرية؟
05 مارس 2025 04:12 ص
الإفطار بعد العشاء.. أغرب العادات الرمضانية في السعودية
04 مارس 2025 09:10 م
أكثر الكلمات انتشاراً