الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:24 ص

مصر اقتربت من الشح المائي.. الأسباب يكشفها خبراء

نهر النيل

نهر النيل

إسلام الزيني وجهاد سداح

A A

أكد وزير الموارد المائية والري هاني سويلم، إن نصيب الفرد من المياه تراجع ليقترب من خط الشح المائي، وذلك مع وجود فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات التي يتم التعامل معها من خلال مشروعات كبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي.

تعد مصر، من الدول العربية الأكبر من حيث عدد السكان، الأمر الذي يجعل استهلاكها من المياه يزيد بشكل أكبر، مما يدخلها إلى مرحلة الفقر المائي أو ما يسمى الشح المائي، وذلك وفقًا لتصريحات وزير الري الأسبق نصر علام لـ«تليجراف مصر».

سد النهضة

قال علام، إن نصيب الفرد من المياه داخل مصر اقترب من 500 متر مكعب في العام، وهو خط فقر المياه الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للمياه، موضحًا أن مصر تعاني من زيادة عدد سكانها مع ثبات نصيبها من المياه القادمة إليها عبر نهر النيل، بجانب أن حصتها مهددة بالنقصان أيضًا بعد أزمة سد النهضة الأخيرة.

فجوة غذائية

أشار إلى أن مصر لديها عجز في الفجوة الغذائية بنسبة 10 مليارات دولار سنويًا، مطالبًا بتغيير السياسة الاقتصادية التي تسير عليها مصر، والتحرك نحو المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية لتقليل اعتمدنا على الاستيراد في الوقت المقبل.

الاعتماد على المحاصيل

شدد على أن مصر يجب أن تتبع بعض السياسات الخاصة بتقليل الاعتماد على المحاصيل التي تستهلك مياه أكثر، فهناك العديد من الدول التي قامت بتغيير سياستها ونجحت في ذلك مثل كوريا الجنوبية، وغيرها من الدول، موضحا أن مصر تعاني حاليًا من فجوة بين الموارد والاحتياجات، معقبا "لذلك استهلاكنا للمياه في شكل متزايد، والموارد التي نعتمد عليها ثابتة بدون تغير، لذلك "الفجوة تتسع".

الزيادة السكانية

قال خبير الموارد الزراعية الدكتور ضياء  الدين القوصي، إن السبب الرئيسي في الشح المائي هو الزيادة السكانية وزيادة استهلاك الفرد للمياه، مشيراً إلى أن المياة النقية أصبحت الآن في كل مناطق وقرى مصر، مما نتج عنه نقص في نصيب الفرد بشكل متزايد.

الزراعة بالرش

أضاف خبير الموارد الزراعية، أن الدولة تسعى إلى حل هذه الأزمة رغم قلة الإمكانيات من خلال التوجه إلى الزراعة بالرش والتنقيط، متابعًا "من خلال معالجة مياه الصرف واستخدامها مرة أخرى، بالإضافة إلى التحكم في التركيب المحصولي مع التقليل من زراعة الأرز وقصب السكر".

تحلية المياه

وأضاف، "لا نستطيع التوسع في تقنية تحلية المياه إلا بعد انخفاض تكلفة التحلية"، لافتا أن هذا لا يحدث إلا بعد استخدام الطاقة الشمسية، موضحا أن الدولة تجري بحوث ودراسات؛ لاستخدام التحلية المائية باستخدام الطاقة الشمسية لحل الأزمة والتغلب عليها.

الأمم المتحدة للمياه

بحسب موقع الأمم المتحدة للمياه، يعجز ما يقرب من ملياري شخص حول العالم عن الوصول إلى مياه الشرب، حيث يعاني نحو نصف سكان العالم من شح شديد في المياه، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام، ويتفاقم الوضع بسبب تغير المناخ والنمو السكاني.

المياه العذبة

تمثل المياه العذبة الصالحة للاستخدام والمتاحة بنسبة 0.5 في المائة فقط من المياه الموجودة على الأرض- ويؤثر تغير المناخ بشكل خطير على هذا الإمداد، على مدى السنوات الـ20 الماضية، انخفض مخزون المياه الأرضي - بما في ذلك رطوبة التربة والثلج والجليد - بمعدل 1 سم في السنة، مع تداعيات كبيرة على الأمن المائي.

كما سيؤدي تغير المناخ والنمو السكاني وزيادة شُحّ المياه إلى الضغط على الإمدادات الغذائية، وأن معظم المياه العذبة المستخدمة، حوالي 70 في المائة في المتوسط، تستغل في الزراعة (يتطلب إنتاج الغذاء اليومي للشخص ما بين 2000 و5000 لتر من المياه).

search